الشعب السوداني بين (يافطتي) الحكومة والمعارضة .. !!
.. لسوء طالع الشعب السوداني أن تتكالب عليه الآن كل المصائب في وقت واحد وقد أصبح حظه في هذا كما وحظ شاعره النابغة (إدريس جماع) الذي صرخ في نفسه يوماً :
إن حظي كَدقيقٍ فَوْقَ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لُحفاةٍ يَوْمَ ريحٍ : أجمعوه!
عظم الأمرُ عليهم ثم قالوا : اتركوه
إن من أشقاهُ ربي.. كيفَ أنتم تُسعدوه.. ؟؟
.. وهذا هو حال الشعب السوداني الذي بات يقف الآن بين يافطتين مكتوب عليهما (ممنوع الوقوف بين اليافطتين) فلا الحكومة تريده أن يقف قليلاً ليلتقط أنفاسه بين أزمة تسببت له بها وأخرى تنتظره وثالثة ثم رابعة وخامسة .. الخ .. وبين معارضة ضعيفة ومحبطة ظلت بعيدة كل البعد عن همومه وقضاياه وعندما تصحو اليوم على صوته وقد خرج وحده إلى الشوارع هادراً تصحو مذعورة وكأنها غير مصدقة بأن في هذا الشعب حياة ومن (هجمتها) و(لأنانيتها) و(انتهازيتها) تخرج لتقول بأننا في الشوارع .. !! .. شوارع مين يا عم ..؟؟ .. هؤلاء الذين خرجوا هم الشعب السوداني كما يعرف نفسه ويعرفه العطبراوي .. أنا سوداني أنا .. ليس عندكم أيها الأفاقون فرد فيه .. هؤلاء هم أبناء الشعب الشرفاء خرجوا عندما يئسوا من حكومته و منكم أنتم المدعون بأنكم ممثليه .. ممثليه من منازلكم ..؟؟ .. أين انتم إذاً .. ؟؟ .. لماذا لم يسمعكم أحد يوم أن خرج هذا الشعب محتجاً على هذه الحكومة بعد أن توقفت الحياة وانعدم الخبز وتراصت صفوف حاجيات عيشه ومتطلبات حياته على الطرقات والشوارع ..؟؟!! .. الآن تريدون اختطاف جهد هؤلاء الشرفاء ..؟؟ .. ولكن لا عجب فهذا هو ديدنكم أيها السياسيون الانتهازيون تعرفون متى تخرجون لتلتقطوا الغنائم وتنتزعوا كراسي السلطة .. جميعكم أشباه بعضكم البعض .. وليكن الله في عون هذا الشعب الأبي المناضل الذي بات اليوم حائراً بين قدرين كلاهما خسارة في ماضيه وكارثة على حاضره ومصيبة تنتظر مستقبله ..