عز الكلام

شبعنا انتهازية !!

أفهم وأبلع وأتخيل أن يرفع الشباب الذي خرج إلى الشوارع مطالباً بحقوقه في الحياة، أفهم أن يرفعوا ماشاءوا من اللافتات والمطالبات في وجه الحكومة والرئيس ، مهما ارتفع سقفها حتى لو طالبوا بسقوط النظام وتنحي الرئيس، لأنهم غبش أولاد غبش اكتووا بنيران الفساد والتراجع الاقتصادي، فانعكس ذلك على واقعهم، وأجل أحلامهم من أن تتحقق ،وهم وحدهم أصحاب الوجعة وأصحاب الأصوات الأكثر صدقاً وشفافية بلا أجندة أو أغراض مشبوهة، هؤلاء الشباب الذين لم تظلهم سوى سماء السودان ولم تظلهم سماء حزب من الأحزاب أو انحازوا لكيان من الكيانات ، من حقهم أن يطلبوا مايشاءون، ومن حقهم علينا أن نحترم رأيهم ونقدر التضحيات التي قاموا بها، لكن الما بقدر أفهمو وأتخيلو وأبلعو أن تحاول بعض الأحزاب ومن يديرونها ركوب الموجه والالتفاف على كسب الثوار الشباب، معتقدين أن الإنقاذ تتداعى سقوطاً وآن الأوان أن يعيدوا ذات السيناريو البائخ ، سيناريو الانتهازية الواعية التي تسرق جهد الشعوب وعرقهم ، فسروا لي يعني شنو انسحاب حزب الإصلاح الآن بقيادة “غازي العتباني” من البرلمان ومعه بعض الأحزاب من النوع ثنائي التكوين أو ثلاثي التكوين على أحسن الظروف، وهؤلاء لم نسمع لهم صوتاً من يوم انطلاقة الاحتجاجات في عطبرة حتى وصولها الخرطوم، منو من ديل وسخ جلابيته البيضاء وغبر أرجله ونزل إلى الشارع متقدماً الصفوف مواجهاً الرصاص ومتحدياً البمبان، خليكم من ده كله، شنو الجد على المخدة حتى ينسحبوا من البرلمان، وهذا الانسحاب كان سيكون منطقياً وفي وقته لو أنهم احتجوا على قرارات الحكومة الفاشلة في معالجة الاقتصاد وهم وقتها عندهم الحق والآلية والمنبر، كان سيكون احتجاجهم مقنعاً لو أنهم نقلوا معاناة الناس واحتجاجهم الصامت قبل أن تنطق الألسن وتهدر الحناجر، كان سيكون انسحابهم مقنعاً لو أنه جاء احتجاجاً على الميزانيات (الفشنك )التي ظلت تمر ويبصمون عليها من لدن برلمان الهناء، ودليل فشلها لا يحتاج لمعطيات أو أسباب لأنها دلائل واضحة وضوح الشمس، طيب شنو الحصل ؟ ،أقول ليكم الحصل والتاريخ يعيد نفسه لكن هذه المرة بوجوه جديدة وأسماء جديدة ،وكل ثوره فجرها شعب السودان تمت سرقتها وتحولت عن مسارها وتبخرت في الهواء وأصبحت لا شيء، ونبدأ من جديد بالدوران في ذات الدائرة المغلقة من صراع كراسي ولهث مضني خلف السلطة، لكنني هذه المرة أتوقع أن الأمر غير، وشعب السودان استفاد من التجربة ووعي الدرس، وسيعرف كيف يفوت الفرصة على المنتظرين وصول القاطرة لأقرب نقطة وصول، والقفز لقيادتها لأقول مرة واتنين وتلاتة، وإن الفرصة لازالت مواتية لإصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، حقناً للدماء وحفاظاً على البلد من الانزلاق في سكة العنف والفوضى لأن البلاد لن يحسن قيادتها الانتهازيون، ولن يجمع شملها وشتاتها أصحاب الأجندة الخاصة الذين لا ينحازون لشعب السودان، إلا عندما يكسر الطوق ويخرج إلى الشارع.
الدائرة أقوله: إن القيادة السياسية حكومة وحزباً اعترفا بأن هناك أخطاء كبيرة وجسيمة صبر عليها المواطن حد الصبر، وآن الأوان لإيجاد حلول لها عاجلة لأن الوطن تتهدده المخاطر من كل الاتجاهات وأخطرها منتهزو الفرص الذين لا يهمهم استقراره ولا أمنه ويعشقون الرقص على طبول الحرب وحول نيرانها.
كلمة عزيزة
السيد رئيس مجلس الوزراء “معتز موسى”، قال في لقائه مع الإعلاميين قبل أسابيع ، إنه سيحارب الغلاء بتمكين المنتج من عرض سلعته مباشرة للمستهلك من غير وسطاء وسماسرة، وحتى الآن لم ينفذ ما وعد به “معتز” وطرحه كحل من الحلول، فيا ترى هل عطلت القرار القطط السمان واللا الحاصل شنو؟
كلمه أعز
اللهم أحمي بلادنا من الفتن وأجمع أهلها على كلمة سواء

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية