ونامت المدينة بلا صخب!!
ليلة رأس السنة هذه المرة لم تكن كسابقاتها من السنوات الماضية، لأسباب عدة، أولها أن مظاهر الاحتفالات قد غابت بشكل ملحوظ، فقد خلت شوارع العاصمة الخرطوم، من المارة إلا من قلة قليلة، وغابت في المقابل حالة الزحام التي كانت تحيط بجميع شوارع المدينة وسيارات المحتفلين تتزاحم صوب مواقع الاحتفال بوداع العام السابق واستقبال الجديد، لدرجة يصعب معها التحرك في الشوارع بسهولة ويسر.
مررت يوم أمس الأول، بعدد من شوارع العاصمة الخرطوم، وكأنه ليس هناك من احتفالات بالمرة، السواد الأعظم لزموا منازلهم مبكراً، قلة ممن تجبرهم الظروف على التحرك في تلك الساعة كانوا منتشرين بشوارع الخرطوم، ولا يشعرون بجديد قادم.
ورغم أن لحظة الاحتفال المحددة في الدقيقة الأولى من العام الجديد، قد اختلفت هذا العام عن سابقات الأعوام الماضية، بعد جر التوقيت ساعة إلى الوراء، فلم تعد الساعة الثانية عشرة ودقيقة التي كان يحتفل فيها الناس بدخول العام الجديد، هي ذات الساعة الثانية عشرة ودقيقة، والسبب أن توقيت إطفاء الشموع عند الساعة الثانية عشرة ليلاً، لم يتغير ولكن تغيرت عقارب الساعة، ما يعني أن الساعة (12) هي الواحدة صباحاً في العام الماضي، فبالرغم من متسع الوقت الذي وفره جر الساعة هذا العام، إلا أن المدينة نامت بلا صخب ولا ضوضاء ولا فرح غامر ولا رشق بالبيض أو رش بالمياه كما كان يفعل الشباب ابتهاجاً في السنوات الماضية.
تقرير شرطة ولاية الخرطوم، المنشور في صحف اليوم، هو الآخر أكد على عدم وجود أي جرائم أو مظاهر سالبة في ليلة رأس السنة، فيبدو أن ظروف التظاهرات وحالة الترقب قد شغلت الغالبية العظمى من الناس، فلم يعد الاحتفال من ضمن أولوياتهم، وهم يسمعون بأنباء عن مصرع البعض من المتظاهرين على ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية الحرجة!
عام ودعنا وآخر استقبلنا بأحزان ملأت المدينة، فلم يعد للفرح أولوية والحزن يسكن نفوس الكثيرين ممن فقدوا أعزاء ومن أولئك الذين تابعوا مأساة التظاهرات، والأوضاع التي خرجوا من أجلها ما تزال قائمة!
بشريات حملها خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال، منها زيادة المرتبات ومعالجة اختلالات الأوضاع الاقتصادية الماثلة الآن، بجانب تنزيل المزيد من المشروعات الخدمية على المواطن، ولعلها الوحيدة التي توسد عليها المواطنون لينموا ليلة سعيدة ملؤها الأمل من عام مضى وساعات قليلة من عام آتٍ.. والله المستعان.