.. أسعدتني بحق هذه العبارات العالية في وطنيتها والتي تسامق الجميع بها على كل آلامهم وأحزانهم وتوتراتهم ليتقدموا خلال اليومين الماضيين وعبر منصات التواصل الاجتماعي.. لبعضهم البعض بالتهاني والتبريكات بمناسبة عيد الاستقلال المجيد.. ليسوا متناسين لواقعهم وما يحيط به.. ولكن مؤكدين على قيمة هذا الوطن في نفوسهم.. وقد كانت سانحة بالفعل ليتمثل هذا الوطن الغالي أمام أعيننا جميعاً ولندرك حقيقتنا كشعب أبي له تاريخه الناصع والمشرف الذي حقق به هذا الاستقلال المجيد بكل بطولاته وتضحياته الجليلة التي ما بخل بها بنوه الذين قدموا دماءهم وأرواحهم في سبيله.
ولعلها مفارقة القدر أن تأتي هذه الذكرى المجيدة في هذا الظرف بكل ما فيه.. لتعيد على الجميع درس الوطنية الحقة التي رمى بنوها وهدفوا لوطن موحد وآمن ومستقر تبنيه كل السواعد بمختلف انتماءاتها.. والوجوه بمختلف قسماتها وسحناتها.
نعم هذا هو الوطن أيها السودانيون بكل هذه المعاني التي تباريتم بتبادلها فيما بينكم.. أرض معطاءة وشعب آمن ورب كريم.. حافظ بحفظه ولطيف بلطفه.. وهذا ما يجب أن نحافظ عليه جميعاً وألا ننساه أبداً ونحن في ذروة انفعالاتنا.. حتى لا نصحو يوماً على واقع نجد أنفسنا فيه بلا وطن.. لا شعب ولا أرض ولا سماء.