.. والله يا أخوانا أكثر شيء أجد نفسي متعجباً منه في هذا البلد أننا لم ننجح في مجال الاستثمار على المستوى الذي يليق بإمكانيات هذا البلد وقاعدته الموردية الضخمة التي لا تكاد تعد ولا تحصى من تباين أنواعها وتعدد مصادرها وبالتالي توفر فرصها الاستثمارية المهولة والتي يمكن أن نطرحها لكل العالم في كافة القطاعات الصناعية بنشاطاتها الخفيفة منها والثقيلة والتعدينية والصناعية التحويلية منها على وجه خاص، وأيضاً فرص المشروعات الزراعية الكبرى بشقيها النباتي والحيواني الذي نمتلك فيه ثروة حيوانية متنوعة لا يضاهينا فيها بلد آخر في المنطقة ، وكذا مشروعات الخدمات الاقتصادية في النقل بأنواعه المختلفة البرية والنهرية والجوية وتعبيد الطرق وإنشاء الكباري والجسور ومشروعات الاستثمار العقاري المختلفة الشامل لإنشاء المدن المقفولة ومشروعات الإسكان الشعبية والاقتصادية وغيرها بجانب النشاط السياحي الذي نمتلك فيه كل مكونات صناعته من سياحة نيلية وبحربة وصحراوية وغابية و تاريخية أثرية وغيرها .. كل هذا لدينا أفضل ما فيه في محيطنا الإقليمي والعربي بل والعالمي في ما يتصل بندرته وتفردنا به كالصمغ العربي وعدد من المحصولات الزراعية الهامة .. إذاً كيف فشلنا ..؟؟ .. لماذا لم نحقق ما يجب أن يتحقق لنا من نجاح .. هل هي القوانين المنظمة .. ؟؟ .. ليس الأمر كذلك بدليل أننا وضعنا في بداية التسعينات أفضل القوانين الاستثمارية العربية وقد أخذته العربية السعودية كما هو ( بضبانته ) وحققت به نجاحاً كبيراً .. المدهش أن دولاً حولنا كانت أبعد عنا عند المقارنة معنا بُعد السماء من الأرض .. الآن تقدمت علينا وحققت نجاحات مذهلة لدرجة أن رساميلنا الوطنية بالداخل هرب جزء كبير منها للاستثمار بهذه الدول المجاورة الناهضة .. !! .. إذاً ماذا بِنَا ..؟؟ .. ماذا علينا نحن دون العالمين .. ؟؟ .. أنحن مسحورين أم بِنَا مس من الشيطان ..؟؟ .. أعوذ بالله من هذا الملعون الرجيم .. ولكن الشياطين نفسها خشم بيوت وأشهرها شياطين الجن وأخطرها شياطين الإنس، والعياذ بالله ..
