فوق رأي

سؤال ودق جرس

هناء إبراهيم

(العام الجديد والاستقلال) هذه المرة كطفلة ماتت أمها عند ولادتها.. الطفلة فرحة لكن ثمة موت في الموضوع ثمة فقد.. ثمة وجع.
ذات يوم قدمت لي حبوبة ناس جيرانا طبقاً وافراً من اللوم كوني لم أهتم بعيد ميلادها (اللي هي أصلاً ما عارفاه متين).. فهي في أعياد الميلاد كما الشاعر (البشرى).. بالإضافة إلى أن والدتها (ربنا يرحمها ويحسن إليها).. لا تعلم عن يوم وتاريخ ميلادها أي شيء سوى أنه كان (تلايت الليل).. وكانت السماء تمنح الأرض أمطاراً غزيرة وقعت على إثرها حيطة ناس “نعمات” في (قفص الجداد) التابع لـ”نعمات” نفسها..
المهم سألتها وقتها عن الاختراع الذي قدمته للبشرية حتى يجعلنا نتذكر يوم ميلادها الما في زول عارفو دا.. فأجابتني إجابة فاجأتني..
والله جد..
قالت فيما معناه ثمة اختراعات كثيرة تدور برأسها لكن ما يمنعها من تنفيذها هو تأثيرها السلبي على معدل الأرباح..
شايف كيف..
أحياناً يصل العلم والمعرفة لحتات متطورة جداً تجعل الأجهزة والاختراعات ذات عمر مديد.. لكن هذا العمر المديد يخسف عمر الشركة المنتجة ويجعها في ظلمات الفلس والإفلاس..
وهسه شربنا الشاي..
عام 1924 ازداد عمر (اللمبات) الكهربائية بشكل كبير جداً وبالتالي انخفضت المبيعات.. فشكلت شركات تصنيع المصابيح تكتلاً كبيراً جداً وقررت تحديد عمر افتراضي للمصابيح وهو ألف ساعة والسلام عليكم ورحمة الله..
وأصبحت أبحاث توفير الطاقة وزيادة شدة الإضاءة في ازدياد.. بينما انتقلت أبحاث إطالة عمر المصابيح إلى حيث ترمى المصابيح التالفة و(ورونا الطفى النور) وهكذا وهكذا..
في كاليفورنيا هناك لمبة تعرف باسم اللمبة المئوية، وهي من المعمرين القلائل في عالم الإضاءات الصناعية.. حيث تعمل منذ 1901 وإلى هذه اللحظة.. كما أنها مضاءة بصورة مستمرة ما في أي زول قاعد يطفيها .. وهذا طبعاً دليل على أن هناك شركات تصنع منتجات لها عمر افتراضي أقصر مما وصل إليه التطور..
أهل الشأن يعبرون عن هذا الفهم بقولهم (زيادة نسب الاستبدال من أجل أرباح أكبر)..
خالص ما عايزة أتكلم عن العمر الافتراضي لبعض العلاقات والصداقات وتاريخ انتهاء الصداقة والأصحاب.. إنما هناك جرس شغال ببطارية بلا انقطاع منذ أكثر من (175) عاماً.. هذا الجرس حير أفكار العلماء وجعلهم في مأزق كبير جداً.. فهم يرغبون في تفكيكه ومعرفة سره.. وفي نفس الوقت خايفين يخربوا تجربة ما قام بها صانعه..
الجرس موجود في أحد معامل أكسفورد ويعمل ببطارية تمت صناعتها عام 1840 وهسه عايشة في أمان الله.. لا تشكو من شي سوى صوت الجرس الذي ربما يزعجها في بعض الأحيان.. وكحساب تقديري يُعتقد أن هذا الجرس (الكبير الشاب) أحدث حوالى (10) مليارات نغمة.. ويُعتقد أن هذه البطارية التي عليه ابتكرها العالم الإيطالي “جوزيي زامبوني” والله أعلم..
دايرة أقول لماذا لا يؤمن الحكام بهذا العمر الافتراضي.. بانتهاء صلاحيتهم الإدارية والإنسانية.. بأنهم باظوا
أقول قولي هذا كسؤال حلال ودق جرس
و…….
كده يعني
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية