مُهم ومستعجل للشعب السوداني
مع إطلالة العام الجديد.. أسأل العلي القدير أن يكون عام خير وسعادة لكل الوطن السودان الحبيب ولكل مواطنيه.. والحق أقول: بلدنا دي والله فيها الخير كتير.. وما مستحيل نبنيها جنة، لو نحن وحّدنا الهدف، لو نحن وحّدنا المصير.. لو ما بنعاكس نحن في الدرب الطويل، كان من زمان، كيفن عرفنا نكسيها في الأثواب حرير.. وبلدنا دي أولادها حقو يقدروها.. وشوية حقو يحسوا بيها، وشوية حقو يوقروها، مسكينة شوف كيف أهملوها.. بلدان كتيرة اتقدمت، وبلدنا دي أولادها هم الأخروها!!
أسأل الله أن يمد في العمر لأكتب وأقول: بلدنا دي اتقدمت وأولادها هم القدموها.. وليس ذلك على الله بعسير إذا اجتمعنا على قلب واحد يخفق بحب الوطن، ونترك الأثرة والجشع والأنانية وندرك أن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها.. وأن يدرك ولاة أمور العباد أن الله سخرهم لإدارة شؤون البلاد بما يرضي الله ورسوله، وأن حكم العباد ابتلاء من الخالق للعبد.. وإذا حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل، وكثير من الحكام قد سقطوا في هذا الامتحان السهل واتخذوا من الحكم مطية لتحقيق وإشباع مغانم مادية لهم ولبطانتهم، ولم يدركوا أن ما غنموه وكنزوه سيكون وبالاً عليهم يوم يفر المرء من أخيه وصاحبته وبنيه.
ولنعلم جميعاً – نحن أهل السودان – أننا نستقبل عاماً جديداً.. عام خير بإذن الله.. إذا أدركنا أن باب الجنة مفتوح للمستغفر والتائب حتى للذي أصبح بينه وبين الناس ذراع هذا إذا عمل عمل أهل الجنة.. ولنجعل خير الزاد لنا في الدنيا الزائلة التقوى ومخافة الله.. والموت آتٍ لكل إنسان ولو بلغ أرذل العمر، والتائبون العابدون بشراهم بجنة عرضها السموات والأرض أعدها الله للمتقين.. ولقمة المؤمن لربه حلوة لمن تنقسم وأحلى لو أداك بقلبو إنت تأكل ومبتسم وضمد المجروح وطبي، بكرة جرحو يلتئم.. ولنتصدق ولو بشق تمرة.. هذا الشّق قد ينجيك من عذاب القبر ومن نار وقودها الناس والحجارة.
ولنعلم جميعاً بأن المسؤولية تكمن في (كلنا راعٍ وكلنا مسؤول عن رعيته) واشكر الله – فقط – على قوت يومك إن وفره الله لك.. وأحمد نعمته على حفظه لجوارحك، فالعافية والصحة يهبها لك الخالق جلت حكمته.. والابتلاء والمرض ونقص الأنفس والثمرات نشكر الله عليه بالصبر – (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
ولنعلم أن الشيطان كامن فينا، فلنطرده، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.. ويا ريت نبدأ يومنا بالتحية.. وهش وأبسم وأطرد الهم والأسية، وسالم الناس بعيون ضاحكة، وجرب أغفر للبخونك تلقى أعداءك قلال، ولقمة العيش النظيفة تحلى بكسب الحلال.. امتحان اجتازو وأصبر وما في شيء عندك محال، وياما بالكلمة الحنينة ينفتح لك ألف باب.. باب محنة.. وباب محبة.. وباب أحبة.. وباب صحاب، وتقضي يومك كلو فرحة لا ملامة ولا اكتئاب و(تبسمك في وجه أخيك صدقة).
وأعلم أن الضائقة التي نعيشها هي أيضاً ابتلاء من الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).. وأن نغير أنفسنا للأحسن ولما يرضي الله، ما صعب.. ساهل، فقط لو تمسكنا بما قاله خاتم الأنبياء والمرسلين “صلى الله عليه وسلم”: (تركت لكم ما إن تمسكتم به لم تضلوا أبداً، كتاب الله وسنتي).. فهل حقاً ونحن تعيش في هذا الزمن الكافر، هل حقاً تمسكنا بالكتاب والسنة؟! نصلي ولا نخشع ونحن أمام خالقنا!! هل فكرنا لماذا فرض الحق علينا خمس صلوات في اليوم؟! في فهمي المحدود، شرعها لنقف أمام الله خمس مرات على مدار اليوم في مواقيت معلومة تستغرق جل وقت اليوم إلى أن نهجع في مراقدنا.. والنوم موت.. فإن أدّيناها كما ينبغي عصمنا أنفسنا عن المعصية وعدم مخالفة الله ورسوله.. حتى إذا جاءنا الأجل المحتوم ذهبنا بأرواحنا إلى رحاب خالقنا (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا..)، بعدها يُنزل علينا الوهاب النعم ويزيل عنا الإحن والمحن ويرزقنا من حيث لا نحتسب.. ويعطي جنيهنا العافية ليعود قوياً نباهي به الدينار والدولار والإسترليني.
ما لنا نسينا أن العمل عبادة؟! ونسينا قصة الصحابي الجليل الذي جاء إلى المصطفى “صلى الله عليه وسلم”.
وكل عام والسودان بخير.
التجاني حاج موسى