.. لا أدري ماذا كان يدور بخلد الحكومة وهي ترى بأم عينيها وما يحدث من تردٍ متسارع وغريب ومدهش في كل شيء بدءًا بانعدام خبز المواطن (الرغيف الواحد ده)، وانعدام وندرة المواد البترولية وارتفاع أسعار كافة السلع الاستهلاكية واضطراب سعر الدواء وارتفاعه الكبير ثم ندرته وانعدام الكثير منه في الأسواق ثم انعدام السيولة نفسها وظهور صفوف الصرافات الآلية ودخول الأمر كله في دائرة الربا والغش والخداع .. ما الذي كانت تتوقعه الحكومة غير خروج المواطنين غضباً منها وتعبيراً عن رفضهم لها ولسياساتها؟ .. بالله عليكم هل تعلمون شعباً على مدار التاريخ وفي أي بقعة من هذا العالم صبر على حكومته كما فعل هذا الشعب؟.. ماذا دهاكم يا هؤلاء؟ .. هل ظننتم أنكم تسوسون مجموعة من النعاج لا صوت لها ولا فعل؟ .. فقط الخنوع والسكون وقبول الذل والمهانة وسكب الكرامة على الأرض؟.. أي عقلية هذه التي لم تستوعب وصول الأمر إلى خطوطه الحمراء بل وتجاوزها إلى نقطة الصفر حيث لا صبر ولا خنوع ولا استسلام.. فعندما تتوقف حياته تماماً يصل الأمر بالمواطن إلى فقدان كل ذرة داخله تحمل صبراً او احتمالاً.. حقيقة ماذا كان يتوقع من يحكم الناس؟!!.. ما كل هذا الغرور .. بل ما كل هذا الصلف والجبروت.. من أودع في عقلية هذه الحكومة فكرة أنها بعيدة عن دائرة الرفض الشعبي لحد الغضب والانفجار ؟!! .. إن كُنتُم تظنون ذلك أيها المبجلون فهاهو شعبكم قد أعطاكم صورة أخرى ومشهداً آخراً فماذا أنتم فاعلون.. هل ستكتفون بالسيطرة على الأوضاع وعبور المرحلة بالإجراءات الشرطية والحشود الأمنية؟ .. لا أيها السادة أنه شعبكم وأبناؤكم وبناتكم وآباؤكم فلا تحبسوهم وراء قطبان السجن والاعتقال ولا تقهروهم بالدوشكا والرشاش والجيم ثري بل خذوا بأيدي هؤلاء الصابرين المؤمنين واكسروا لهم شوكة الفساد وانتقلوا معهم للحقول والمصانع وساحات العمل الوطني الشريف لإعادة بناء الوطن ولن يتم ذلك إلا بأن تخرجوا الآن وفوراً لهذا الشعب الأبي وتخاطبوه هذه المرة بصدق وشفافية ووضوح كامل معتذرين له، بعد أن تقنعوه بعزمكم هذا فإن قبل اعتذاركم حينها امضوا معه لقدر جديد وإلا فاتركوه وأمضوا أنتم في حال سبيلكم..