معارض كلية الفنون .. توثيق الحياة السودانيّة بالألوان!
بدا اليوم الختامي لمعارض بكالريوس كلية الفنون الجميلة والتطبيقية، وكأنه كرنفال خارق للروتين اليومي والعادي، ولعل عبارة (نحن نلون الحياة) التي أطلقتها إحدى الخريجات تعتبر (كبسولة) وافية لتوصيف ما حدث قبل يومين بمباني الكلية بالجناح الغربي لجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
ورغم الانخفاض النسبي لزوار المعرض، إلاّ أن الخريجين كانوا أكثر إشراقاً في وجود أسرهم بينهم، بينما ظل الزوار حيرى تتنازعهم الأقسام وتخطف ألبابهم وأبصارهم اللوحات والتصميمات والمنحوتات، وكأن لسان حالهم يقول: هنا كل شيء مهول!!
(1)
في جناح النحت بدت بعض التماثيل وكأنها مفعمة بالحياة، (تكاد تقول لها السلام عليكم) كما علق السيد ” أبو عبيدة إبراهيم” أحد الزائرين، واستطرد: هذا عمل مذهل، ونأمل أن ترعى الدولة هذا المواهب الفذة، حتى لا تنهزم موهبتها أمام الواقع الرث.
من جهته سألني أحد الشباب في (جناح التلوين) عندما رآني غارقاً في تأمل إحدى اللوحات، هل أعجبتك؟! لكنه لم ينتظر إجابتي التي كانت واضحة وساطعة، فعاجلني قائلاً: (هي لي)، ثم مضى التشكيلي خريج قسم التلوين “طارق” مستطرداُ: (تصور رسمتها وأنا على عجلة من أمري، رغم ذلك أعجبت الكثيرين)!!
(2)
(بورتريه) لشخصيتين مشهورتين “إسماعيل الأزهري” و”النور الجيلاني”، جنباً إلى جنب.. ربما لأن البعض يعرفون السياسة بأنها (فن الممكن)، لكن يبدو أن الرسامة لم ترد ذلك، فعندما حاولت إيقاعها في فخ هذا التفسير كانت تتحدث إلى والدها، وكان هو يقول لي: (أظن أن هذه اللوحة هي الأميز بين لوحات ابنتي).. كان حينها يشير بسبابة واثقة إلى بورتريه “النور الجيلاني”.
(3)
شخصياً ما جعل شيئاً ما يلمع في ذهني ويجعلني أكثر سعادة، هو معرض التصميم الإيضاحي (الغرافيك)، حيث تكاد كل لوحة فيه تصير كتاباً.. إنه معرض الجمل المفيدة، معرض التوعية والإرشاد والتوجيه والإعلانات والتسويق والميتافيزيقيا وسحر (أبادماك) والآلهة اليونانية القديمة.
ثم.. تذكرت أزمة المواصلات، فانفطر قلبي وخرجت مسرعاً، وبعد ساعتين وصلت إلى منزلي، وحمدت الله أن أبقى في ذاكرتي كل ما ذكرته آنفاً!!