شهادتي لله

نحو المصداقية .. ورفض الإقصاء

1

أي مقترح لتسوية سياسية أو حل لأزمة البلاد السياسية الراهنة يتجاوز حزب المؤتمر الوطني من المعادلة ، لن يجد طريقه للنفاذ .. هكذا يقول المنطق والعقل .
يجب أن تتخلى كافة القوى السياسية عن التفكير الإقصائي ، لأنه يقود إلى المزيد من المواجهات واستنزاف موارد البلاد وطاقات الشعب الخلّاق .
لابد من التواضع على تفاهمات الحد الأدنى حول قضايا الوطن المصيرية ، وقد طرح الشيخ الراحل “حسن الترابي” فكرة مشروع (التعافي الوطني) ، كطريق قويم ومستقيم للتسوية السياسية ، بالاستفادة من تجربة لجنة (الحقيقة والمصالحة) في جنوب أفريقيا التي أنشأها الرئيس “نيلسون مانديلا” بعد عام من توليه السلطة بالانتخاب عقب سقوط نظام الفصل العنصري .
نحتاج إلى (حقيقة ومصالحة) في السودان .. إلى تعافٍ وطني .. فالوطن لا يحتمل المزيد من العنف والتصفيات وتفريخ الإحن والضغائن .
احتجوا بسلمية .. وانتظروا نتيجة الاحتجاجات ، فلابد من منح الجهة المُحتج لديها ، فرصة للنظر والتقييم واتخاذ القرار ، كما يحدث في كل محاكم الدنيا .
حفظ الله بلادنا وشعبنا ، وأدام على السودان نعمة الأمن والاستقرار ورفع عنا البلاء والغلاء .
2
كثرت الشائعات خلال هذه الفترة الحرجة من تأريخ بلادنا ، فعمد البعض إلى نسج القصص المختلقة من الخيال في مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية ، تثير الفتن وتؤجج الغضب استناداً إلى أكاذيب .
ومن تلك الأكاذيب ما جاء في تسجيل صوتي يشير إلى شاب يرتدي (تي شيرت) بنفسجي كان يخاطب مجموعة من الشباب بإحدى المستشفيات ويدعوهم للتظاهر ، ثم تلفيق صورة لشاب آخر شبيه له مصاب بالرأس ، وكأن الشاب المقصود أصيب مباشرة بعد مخاطبته الجمع بطلق ناري !
والحمد لله أن خرج الشاب صاحب المخاطبة التعبوية بالقميص البنفسجي ليؤكد عبر صفحته بالفيس أنه (حي يرزق) ، فماذا يفعل المتعجلون والمزيفون ؟!
علينا تحري المصداقية في كل شيء .. في احتجاجاتنا .. وكذلك في بيانات السلطة لتوضيح حقائق الأزمات للشعب دون خداع وتسويف .
جمعة مباركة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية