تقارير

إدارة “ترامب” تفرض عقوبات جديدة على قيادات بجنوب السودان

جوبا اعتبرتها مخططاً لإزاحة "سلفاكير"

الخرطوم: فائز عبد الله
للمرة الثانية تعلن الخزانة الأمريكية والمجتمع الدولي موقفاً موحداً حيال قيادات من جنوب السودان ،وفرضت إدارة الرئيس “دونالد ترامب ” أول حزمة عقوبات على ثلاثة قيادات من حكومة الجنوب وجنرال إسرائيلي ، بتهم إعاقة السلام وتأجيج الحرب.
وكانت إدارة الرئيس السابق بارك أوباما فرضت عقوبات على (6) قيادات “من بينهم وزير الإعلام “مايكل مكواي”، ورئيس هيئة الأركان السابق “فول ملونق”، ومدير جهاز الأمن، وهددت بوقف المساعدات الإنسانية.
فرضت الولايات المتحدة الأمريكية ، عقوبات هذه المرة على “رجل الأعمال “أوباج وليم اولاو” ، والحاكم السابق لولاية قوقريال والجنرال “قريقوري فاسيلي” ، والجنرال الإسرائيلي المتقاعد “إسرائيل زيف” ، قائلة إنهم قاموا بتوسيع دائرة الصراع في جنوب السودان.
وطبقاً لبيان الخزانة الأمريكية ، أن هذه القيادات استفادت من الحرب ، ولا مناص من فرض عقوبات عليهم لجهة أنهم استفادوا من الحرب بواسطة تخطيطهم الذي يتعارض مع الجهود المبذولة من قبل المنظمات الدولية لمساعدة مواطني الجنوب الذين يعانون من الحرب.
وأضاف البيان ،إن هذه القيادات تورطت في الحرب بدلاً عن القيام بإيجاد حل سلمي دائم لإنهاء الحرب في البلاد.
وكشف البيان الأمريكي إن “زيف” ، وهو جنرال متقاعد من قوات الدفاع الإسرائيلية ، دعم الجنوب بالأسلحة والذخائر أثناء الحرب ، واستخدم شركة زراعية كواجهة لبيع أسلحة تصل قيمتها ما يقرب (150) مليون دولار للحكومة. وأن الجنرال قريقوري ، بحسب البيان ، كان وراء إشعال العنف العشائري ولعب دوراً بتكوين مليشيات أثناء فترته حاكماً لولاية قوقريال لقتل المواطنين.
وقالت الولايات المتحدة ، إن رجل الأعمال “أولاو” كان يستورد بشكل روتيني السيارات المصفحة والمدرعة لحكومة الجنوب ، وشارك في تجارة وشحن الأسلحة منذ منتصف عام 2018.
وشددت الولايات المتحدة على أنها ملتزمة بمكافحة الفساد المتفشي والانتهاكات الخطيرة ضد حقوق الإنسان في جنوب السودان ، وأشادت بجهود الحلفاء المحليين والإقليميين والدوليين لإنهاء الحرب الأهلية.
واتهمت حكومة الجنوب الولايات المتحدة والخزانة الأمريكية والمجتمع الدولي بالتخطيط لتغيير نظام الرئيس “سلفاكير”، وقالت إن العقوبات التي فرضت على الأفراد الأربعة ، رجل أعمال “أوباج وليم اولاو ، والحاكم السابق لولاية قوقريال، والجنرال “قريقوري فاسيلي” ، والجنرال الإسرائيلي المتقاعد “إسرائيل زيف” ليست غريبة في تلميح إلى أن الجهات التي فرضت العقوبات تعمل على إعاقة تنفيذ اتفاقية السلام ، لجهة أن الاتفاقية لم تأت حسب تطلعات هذه الدول .
واتهم وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان “مايكل مكواي “، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بالتخطيط لتغيير نظام الرئيس “سلفاكير” بفرض عقوبات على قيادات الجنوب ، وقال إن هذه الدول ترى أن الاتفاقية لا تستطيع تغيير النظام الحالي لذلك تقوم بفرض عقوبات.
وقال لـ(المجهر) ،إن الاتفاقية، لم تأت حسب تطلعات أمريكا، والمجتمع الدولي ،الذين خططوا لتحقيق مصالحهم بالجنوب.
وأشار إلى أن هذه الدول لم تقدم دعماً مالياً للجنوب أو مساعدات إنسانية، وقلل “مكواي” من العقوبات مؤكداً استمرار حكومة الجنوب في تنفيذ الاتفاقية لتحقيق السلام.
وذهب الأمين العام للمعارضة الجنوبية بقيادة “رياك مشار”، “تنقو بيتر روبنقو” إلى أن العقوبات على قيادات حكومة جنوب السودان ليست جديدة وسبق للمجتمع الدولي فرض عقوبات على (6) من قيادات الحكومة .
وأضاف في حديثه لـ(المجهر)، إن المجتمع الدولي يرى أن أي شخص يقف أمام عملية السلام والاتفاقية يجب أن تفرض عليه عقوبات ، وأشار إلى أن القيادات التي تواجه العقوبات هي التي وقفت ضد عملية السلام ومارست انتهاكات.
وأوضح أن نظرة المجتمع الدولي لهذه القيادات أنها تقف ضد عملية السلام وتقوم بوضع العقبات، وقال إن المجتمع الدولي يرى أن هذه القيادات غير ملتزمة بتنفيذ الاتفاقية، وأشار إلى أن أمريكا ترى أنها تقدم المساعدات وأنها لا تصل إلى المدنيين، مؤكداً أن تهديدات المجتمع الدولي بوقف المساعدات لا تؤثر على عملية السلام .
ونفت جوبا شراء أسلحة من الجنرال الإسرائيلي “زيف” ، في فترة الحرب التي استمرت لخمس سنوات.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات يوم (الجمعة) الماضي على الجنرال الإسرائيلي المتقاعد بزعم بيع أسلحة وذخائر لكل من الحكومة والمعارضة في جنوب السودان. وقالت إن “زيف” استخدم شركة زراعية كواجهة لبيع أسلحة تصل قيمتها إلى (150) مليون دولار للحكومة.
وشملت العقوبات كلا من حاكم ولاية قوقريال السابق “قريقوري فاسيلي” ،ورجل الأعمال “أوبج وليم أولاو”، لدورهما في تأجيج الصراع. واتهم “وليم” بالتورط في تجارة وشحن الأسلحة إلى حكومة جنوب السودان ، في حين اتهم “فاسيلي” بالتورط في اشتباكات عشائرية أسفرت عن مقتل المئات من المواطنين.
وصرح “أتينج ويك أتينج”، السكرتير الصحفي للرئيس “سلفاكير” ، بأن العقوبات الأمريكية المفروضة على الأشخاص الثلاثة تستند إلى معلومات خاطئة.
وأضاف “أتينج”: (لم نقم أبداً بشراء أسلحة وذخيرة من الجنرال الإسرائيلي المتقاعد لأنه يعمل في القطاع الزراعي بجنوب السودان ، وأن الجنرال “قريقوري” لم يقد أي ميليشيا خلال النزاع).
وفيما يتعلق بـ”أوبج” ، قال “أتينج” إنه لم يقم بشراء أي أسلحة وسيارات مدرعة للحكومة ، وانتقد الضغوط الأمريكية والمجتمع الدولي على حكومة جنوب السودان ، بما في ذلك التهديد بقطع المساعدات، وقال إن جنوب السودان في حاجة إلى الدعم ، وليس الضغط والعقوبات.وأشار “أتينج” ، إلى أن حكومة الجنوب سترد بشكل مناسب على العقوبات الأمريكية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية