لا أدري أين أصنف نفسي؟.. بين المشفقين والمدافعين عن الأخ “معتز موسى” – رئيس الوزراء، ووزير المالية، أم بين المناوئين له والذين وقفوا في الجانب الآخر ينادون بإعفائه من منصبيه اعتباراً، وكما يؤكدون لفشله وسقوطه في التجربة التي دفع إليها من غير تجربة كافية أو خبرة مؤهلة وما يؤخذ على هؤلاء (الذين ربما كنت أحدهم) يحملون الرجل كل وزر المرحلة التي تزامنت مع شغله لهذين المنصبين، في الوقت الذي تدهورت فيه الأوضاع الاقتصادية إلى أسوأ أحوالها للحد الذي يصعب معه اختزال كل الآمال المرجوة ووضعها على كتف رجل واحد ليحقق للناس حلولاً مستحيلة ينتظرونها بصبر جميل ورجاء كبير، وقد يكون الفريق الثاني المدافع عن الأخ “معتز” موضوعي في دفوعاته اعتباراً لما تقدم هنا إلا أن الفريق الأول لديه أيضاً دفوعاته التي في مقدمتها الاندفاع غير المبرر والذي بدأ به الأخ “معتز” مهامه على نحو أضر ضرراً بليغاً بأدائه في وقت كان يحتاج فيه الأمر للحكمة والهدوء والعمل الصامت والجاد المستعين بأهل الخبرة وبالقدرات الحقيقية والقادرة التي يمكن أن تحدث الفارق في الزمن الضائع كما يقول أهل كرة القدم، ولكن يبدو أن الأخ “معتز” قد استثار بصراخه الإعلامي وبتعجله لتحقيق نتائج سريعة من وقفوا من بعد ضد ما يفعل في حين فقد حلفاء كانوا قريبين منه فلم يجتهد في السعي لكسب مواقفهم ومساندتهم له وهؤلاء بخبرتهم وسعة حركتهم وذكائهم كان يمكن أن يدفعوا به وأهم من ذلك كان سيستفيد منهم كدرع يحميه من أن يكون وحده في مواجهة من ظل أخيراً يشير إليهم عبر عبارات كشاكلة (الفورة مية) و(ماضون بسياساتنا أمام كل التحديات) ومصيبة “معتز” في هذا كله أنه قد جاء في زمن لم يعد فيه وللأسف أولاد الحركة الإسلامية ورجالها على قلب رجل واحد، فضاع هذا الشاب المخلص الذي لم يعرف عنه مطلقاً ما يشين فعله أو يعيب سلوكه وربما لو كان الوضع الاقتصادي بغير ما هو عليه الآن والجسم الإسلامي بغير ما يعتريه الآن فلربما كانت فرصة الأخ “معتز” أكبر في تحقيق قدر من النجاح يناسب اجتهاده وإخلاصه ونواياه السليمة.. وللرجل العتبى حتى يرضى فلسنا غير مشفقين عليه وعلى بلادنا وأهلنا الذين صبروا حتى عيل صبرهم..