شهادتي لله

تجفيف مدارس الحكومة!!

{ في ظل تنامي فوضوية (الاقتصاد الحر)، وسيادة ثقافة (البزنس) في كل قطاعات المجتمع، وانسحاب الدولة من أداء مسؤولياتها وواجباتها، على الأقل في قطاعي التعليم والصحة، فإن عدداً مقدراً من مدارس (الأساس) بولاية الخرطوم يواجه شبح (التجفيف) و(الإغلاق) بسبب هجرة الطلاب إلى المدارس الخاصة، ومن ثم يكون التصرف في مباني ومساحات تلك المدارس (المهجورة) لفائدة إدارات التعليم (المتفرجة) وربما إدارات (الاستثمار) أو لجنة بيع الأراضي بالمزاد العلني ومقرها فندق “القراند هوليداي فيلا”!!
{ مدرسة بالحارة السادسة بمحلية (كرري) ينتظرها هذا المصير الأسود، وأخرى في حي (الختمية) بمحلية (بحري)، وثالثة ورابعة،  وعاشرة و..!!
{ والشكاوي تصلنا لأن المواطن يئس من الجهات المسؤولة، محليات، أو وزارة التعليم (الولائية) أو (الاتحادية) الهائمتين في ملكوت الله!!
{ (مدارس الحكومة) تتسقاط واحدة وراء الأخرى، ولسان حال الحكومة يقول: (هل من مزيد؟!!).
{ إدارات التعليم بالمحليات تبحث عن مكاتب، فلا بأس من (التفسح) في مساحات المدارس التي هجرها التلاميذ إلى المدارس (الخاصة)، حيث لم يعد لمعظم أولياء الأمور ثقة في مدارس الحكومة، رغم (الإشراقات) التي تسطع من حين لآخر لتحيل (خرابات) التشاؤم إلى مزارع للأمل الوضيء، فأول السودان في العام قبل الفائت خرج من بطن مدرسة (حكومية) في ولاية (طرفية) هي ولاية “كسلا” محطماً حواجز التنبؤات القاطعة بأن (الأول) يأتي – دائماً – من مدرسة (خاصة) في ولاية الخرطوم!! وفعلتها قبله طالبة من بنات (مدني)، عندما حلت (أولى) على جميع أولاد وبنات السودان، من مقعد متهالك في مدرسة (مدني بنات الحكومية)!! لهما كل التحية والاحترام.
{ تجفيف المدارس (الحكومية) بإهمال (الحكومة) ولا مبالاة إداراتها ومسؤوليها المركزيين والمحليين، أو بالاندفاع الخاطئ والمدمر من قبل (أولياء أمور) التلاميذ في الأسر والعائلات (أصحاب الدخل المتوسط) باتجاه المدارس (الخاصة)، ظناً منهم أنها (الضامنة) الوحيدة لمستقبل أبنائها، متجاهلين ومنكرين نموذجي (مدني) و(كسلا) الباذخين!!
{ تدفع الأسرة (خمسة آلاف)، بل (عشرة) و(خمسة عشر ألف) جنيه رسوماً لتعليم ابنها أو بنتها في مدرسة (خاصة)، بينما تبخل ذات الأسرة على مدرسة (حكومية) في الحي، وجوار (البيت)، حيث لا حاجة (لترحيل) بالشيء الفلاني، تبخل عليها (بخمسين) جنيهاً.. (مئة) أو (مئتين) لينصلح الحال، فتصان المدرسة.. مباني.. ومقاعد.. وينشط معلموها (بحوافز) يوزعها مجلس الآباء إعانة لهم على (مرتب) الوزارة الذي لا يكفي لفاتورة المواصلات!!
{ تخيلوا لو أن كل (ولي أمر) تلميذ في كل حارة من محليات “الخرطوم” أو “مدني” أو “القضارف” أو “الأبيض” خصص مبلغاً ما (شهرياً) لمدرسة الحارة، هل ستكون هناك حاجة لمدارس (خاصة)؟!
{ الحكومة مسؤولة عن (اغتيال) مدارسها مع سبق الاصرار والترصد، والمواطن شريك أصيل في هذه (الجريمة) التي تقضي على مستقبل التعليم في بلادنا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية