ربع مقال

“ميرغني صالح” .. رجل صالح أحبه الناس

د.خالد حسن لقمان

بعض الناس تجد نفسك عاجزاً عن الكتابة عنهم لإحساسك بأن ما سيخطه يراعك سيتقازم عن قامتهم ومكانتهم عند الناس الذين تكتب إليهم ومن أجلهم.. ومن بين هؤلاء الراحل الشهيد “ميرغني صالح”.. ذلك الرجل الذي عندما اختلف الناس كل الاختلاف حتى سد عليهم سوء الفهم والنية والفعل القبيح طرقاتهم وسبلهم وكل أفقهم.. لم يختلف عليه أحد.. بل ظل الجميع يشيرون إليه بكل الاحترام والتقدير.. هذا رجل زاهد ومؤمن كما يتحدثون همساً وجهراً عن بساطته وتواضعه وقربه من الجميع بلا استثناء عمر أو مكانة بروتوكولية أو رفعة اجتماعية.. الجميع عنده أهل كِرام وأصدقاء مقربون وأبناء صالحون وآباء مبجلون وإخوة كِرام لهم المحبة والاحترام والتقدير.. لم تكن الوظيفة الحكومية لديه.. ولا المقعد القيادي عنده أكثر من واجب لخدمة دينه ووطنه وأهله.. وعندما اختير ليتقدم للمناصب الدستورية.. تراجع إلى الوراء خطوة وخطوتين وثلاث.. فدفعه الناس الذين يعرفونه عن قرب جبراً لا اختياراً.. خطوات وخطوات حتى قبل أن يعرض نفسه على ربه مسؤولاً أمامه عن حاجات الناس و شؤونهم بشجاعة وقوة الرجل الواثق من كفاءته وأمانته.. فكان أن كتب الناس له في هذا تاريخاً ناصعاً بوفائهم وحبهم له.. رجل مثل هذا أسر قلوب الناس بمثل ما فعل من فعل واجتهد من اجتهاد لخدمتهم وحاضرهم ومستقبلهم.. لا شك أنه يسجل على جدارية الحياة رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه مطلقاً.
رحمك الله “ميرغني صالح” أيها الرجل الصالح.. وأسكنك فسيح جناته مع ثلة الأولين والآخرين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية