فى بيت نائب الرئيس
من كثرة ما حضرت اجتماعات تفاكرية لمعتمدين سابقين لمحلية بحري، ومن كثرة ما قلنا ونضمنا وعرضنا مشكلات المحلية بأحيائها المختلفة، ومن كثرة ما اقترحنا من حلول، ومن كثرة ما أشرنا إلى مواضع الخلل إشارات واضحة، ومن كثرة ما خاب أملنا نتيجة الطناش الذي كان هو رد الفعل لغالبية مخرجات تلك اللقاء، قررت ألا أحضر أي لقاء آخر طالما أننا نخرج من بيوتنا ونهدر زمناً مقدراً والحال في حاله، إلى أن جاءتني أمس الأول، دعوة من الأخ معتمد بحري، “عبد الله الجيلي” للقاء تفاكري تمت له دعوة عدد من رموز بحري، أو هكذا كما جاء في نص الدعوة التي حدد لها مكان منزل الأخ نائب الرئيس “عثمان كبر” بكافوري، وعلمت أن الأخ الوالي الفريق أول “هاشم عثمان” سيكون حضوراً فيها، وأقول بصدق إنني تحمست لتلبية الدعوة لسبب واحد لا تاني له، أن كل الدعوات السابقات كانت ثنائية بين المعتمد ومواطني المحلية، لكن هذه المرة الاجتماع في حضور نائب الرئيس والوالي، يعني كل ما سنقوله ح يكون في (الجك) تماماً، وبعلم الجهات السيادية والتنفيذية التي يمثلها الأخ النائب والأخ الوالي، وبالفعل توجهت إلى حيث الدعوة في صيوان منصوب أمام منزل الأخ “كبر”، ووجدت أعداداً كبيرة من رموز بحري، وشخصياتها الاعتبارية احتفى بهم السيد النائب وأسرته بشكل شخصي، تجلت وتجسدت فيه حميمية ومباشرة أهل دارفور الذين يقدسون الضيف ويتبارون في خدمته، وبالفعل بدأ الحضور في إبداء الملاحظات وتقديم المداخلات التي دارت معظمها في التنويه والتنبيه إلى ضرورة الاهتمام بالريف والبيئة ومعايش الناس، وعندما جاء دوري للحديث، قلت إنني جئت بحري هذه وافدة وأنا بنت الخرطوم المحلية، تربيت بها ودرست فيها كل مراحلي الدراسية، لكنني بدأت في بحري مسيرة حياة برفقة رفيقي الراحل الحبيب “صلاح دهب” الذي هو واحد من أبناء بحري ورموزها، عرفته لاعباً وإدارياً وصحفياً وابناً باراً من أبنائها، عشقها ولم يفكر أبداً في مغادرتها، أنجبت فيها أولادي وكونت صداقاتي وارتبطت بها وجداناً وعشقاً.
وقلت إن تراب بحري الآن يضم جسد “صلاح” الطاهر، لذلك لن نفارقها حتى نلحق به، وبالتالي ولائي لبحري في درجة القداسة والارتباط الأبدي، وقلت للحضور ما قلته في بداية هذه الزاوية، إنني كثيرا ما حضرت اجتماعات لمعتمدين سابقين لم تؤتِ أُكلها، لكن المرة دي الموضوع مختلف والآمال تنداح بلا حدود، مع تكليف الفريق “هاشم” والياً عليها، لذلك (صفرنا العداد)، ومستعدون أن نبدأ من أول وجديد، وقلت إن واحدة من مشاكل بحري الآن هي ذات المشكلة والأزمة التي يعانيها أهل السودان، وهي أزمة العيشة والمعيشة، وبحري بها للأسف عدد من مراكز البيع المخفض لا تحمل من هذا التخفيض إلا اسمها، وهي تنافس الأسواق في ارتفاع أسعارها، لذلك لا بد من إعادة النظر فيها طالما أنها تجد من الميزات ما يسهل وجودها وحراكها، وبالتالي لا بد أن تلجم وتصبح سلعها في متناول يد المواطن بلا تربح أو مغالاة. وقلت للأخ المعتمد إن البنية التحتية لمحلية بحري، تحتاج إلى إعادة نظر وشوارعها متهالكة تستوي في ذلك الشوارع الرئيسية والجانبية، وهو ما يسبب وضعاً كارثياً خصوصاً في فصل الخريف، وقلت إن بحري للأسف وهي مدينة الجمال والإبداع ليست بها متنفسات سياحية ولا ترويحية وشبابها يهاجرون مساء إلى الخرطوم وأم درمان، للتمتع بكورنيشيهما، ثم قلت إن كارثة سوق أم درمان، الأخيرة تدق ناقوس الجرس قبل حدوث كارثة أخرى، لذلك تحتاج إلى تنظيم وإعادة تأهيل أسواقها، خاصة سوق سعد قشرة المزدحم بالمستهلكين، وقد سبق للمعتمد السابق، اللواء “حسن” أن طرح مشروعاً لتحويل السوق إلى مول كبير يضم مطاعم وملاهٍ وسينما مما يعتبر تحولاً سياحياً وتسويقياً ومشغلاً لمئات من الشباب العاطلين الذين لم يجدوا فرصاً للتشغيل من الخريجين.
الدايرة أقوله إن اللقاء لم يكن فقط لطرح المقترحات والأفكار، لكنه كان فرصة لخروج الكثير من الهواء الساخن، وهو ما تلقاه الأخ الوالي بذكاء شديد، حيث أعلن ومن خلال كلمته أنه يراهن في فترته الحالية على المواطن لنجاح المشاريع، بل وديمومة هذا النجاح، واعتقد أن الفريق “هاشم” الذي اختبر السواعد السودانية إبان إدارته لمؤسسة الشرطة، يعلم أنها سواعد قادرة على صناعة المستحيل وتذليل الصعاب متى ما تمت قيادتها وتوجيهها بالشكل المطلوب والصحيح، ومتى ما وجدت القدوة والمثال الحي على الشفافية والصدق، لذلك أتوقع أن يكتشف الفريق “هاشم” في الفترة القادمة أهم ثروات الخرطوم على الإطلاق، وهو إنسانها الذي للأسف ضاع في زحام الأزمات وأزقة المشاكل.
ثم جاء الدور بالحديث للأخ نائب الرئيس، وللأمانة لأول مرة في حياتي أقابل السيد “كبر” شخصياً وهو لا يخلو أبداً من صفات حصرية على أهل دارفور، أولها السماحة والترحاب والمودة التي يبذلونها للآخر، وثانيها حلاوة لسانهم الذي يقطر حكمة ويفصح عن عقول راجحة وكنوز حكمة وخزائن كرم ليس جديداً على المجالس ولا الجالسين، المهم أن “كبر” تحدث عن ارتباطه ببحري، وكيف أنه وجدها وسيمة الملامح، وقال إنه يدعم أي مجهود شعبي لتطوير المحلية الواعدة.
في كل الأحوال كان اللقاء فرصة للتعارف والتفاكر، وأرجو أن يكون قد رصف جسراً بين سكان بحري ومعتمدها الجديد، ليحقق كل أمنيات وغايات أهلها الطيبين.
}كلمة عزيزة
هل في توقف الأخ “معتز” عن التغريد إشارة إلى توقف الرجل عن إطلاق شارات وشعارات الأمل.
}كلمة أعز
حصلوا البلد.