يبدو أنه آن الأوان وحانت لحظة الشفافية والصدق مع الذات، ومواجهة الحقيقة المرة للسيد “معتز موسى” رئيس الوزراء ووزير المالية بأن يعلن بكل شجاعة فشل سياسة الصدمة التي أعلن عنها في أسبوع تكليفه الأول، لأنه واضح جداً أن هذه السياسة سمك لبن تمر هندي، وأن البرنامج الاقتصادي الذي بشر به، برنامج فاشل أس تلاتة، بدلالة مضاعفة الأزمات بشكل غير مسبوق والخرطوم العاصمة قلب السودان النابض، تعاني أزمة حادة في الخبز وأزمة أكثر حدة في الوقود، وأخرى أسوأ من سابقتيها، وجموع المواطنين تذوق الأمرين في المحاولات المضنية لسحب أموالهم من البنوك، وهو وضع غريب لا أظنه قد حدث في بلد من بلدان العالم من قبل، وصفوف المنتظرين والمنتظرات على أبواب الصرافات يدمي القلوب والناس حالها واقف، لأنه مافي كاش، والوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم وليس في الأفق بصيص أمل لانفراج هذا الوضع الكارثي، والحكومة حتى الآن لم يخرج منها رجل رشيد يحدثنا عن أسباب هذه الأزمة، وإن كانت هناك ثمة معالجات تحدث على مسرح الاقتصاد أو حتى من خلف الكواليس، وما عارفة الحكومة منتظرة شنو والدولار أمس، تعدى حدود السبعين جنيهاً، وهو ما لم يكن يتخيله أكثر المتشائمين تشاؤماً، وواضح كده أن الشغلانة فلتت من يد “معتز” وحكومته، وعليه ألا يكابر ويواجه نفسه بالحقيقة المرة، لأن الصدمة التي قصدها كانت صدمة معكوسة أصابت أهل السودان في مقتل، وستوردهم بلا شك مورد الهلاك. وخلوني كدي أسأل الأخ رئيس الوزراء وزير المالية الذي أعلنت حكومته عن نجاح الموسم الشتوي بشكل غير مسبوق لدرجة أننا أطلقنا الآمال والأحلام، بل نادينا وتنادينا إلى ضرورة أن تتضافر كل الجهود لنجاح عملية الحصاد، بل وطالبنا أن تؤجل الدراسة ونتجه جميعاً لحصاد الكرامة، طيب يا سادة يا كرام الموسم الشتوي الناجح ده محصوله مشى وين، معقولة أهل السودان الذين علموا الناس كيف يزرع القمح وكيف أن سنابله هي عندهم عز ومجد وسترة حال، هل معقولة تصبح عندهم الصفوف عادة وطقساً يومياً يصبحون عليه ويمسون، لتصبح حياتهم سلسلة أزمات تخنق أعناقهم وتعصر على أنفاسهم عصراً!!
الدايرة أقوله إن الوضع الاقتصادي الراهن للأسف تنحدر مؤشراته نحو الهبوط بشكل سريع، ولحدي هنا الناس متمسكة بالصبر والأمل، لكن الصبر والأمل يحتاجان إلى مسؤول يخرج إلى العلن ويواجه الناس بالحقائق ويقول ليهم ليه أزمة السيولة لم تنتهِ، ليه البنوك ما فيها قروش، ليه وقبل شهور معدودة بشر رئيس الوزراء أنها معبأة حد التخمة؟.. ليه في أزمة بنزين ووزير الطاقة قال بعضمة لسانه قبل أسابيع في حوار لهذه الصحيفة، إن الأزمة ستنتهي في يومين، ليه في أزمة خبز ومدير الأمن والأخ الوالي حذرا من التلاعب بقوت الشعب، وما يحدث الآن هو ليس تلاعباً بقوت الشعب لكنه تلاعب بالشعب نفسه الذي تحمل ما لا طاقة لبشر به، والمعاناة لا زالت مستمرة من غير بصيص نور لنهايات قريبة، فيا رئيس مجلس الوزراء أخرج علينا وورينا بالظبط الحاصل شنو، والتاريخ لا يرحم.
}كلمة عزيزة
واضح أن كل الإجراءات والمعالجات التي قامت بها حكومة “معتز موسى” لضبط الدولار هي معالجات فاشلة ولم تؤتِ أكلها، والدولار خرج عن نطاق السيطرة مما يهدد بغلاء فاحش وانعدام متوقع لكثير من السلع الأساسية والضرورية، هل يعي المسؤولون هذا المأزق، هل يعانون ذات المعاناة؟؟.. بالعربي كده يا جماعة إنتو جايبين خبر؟؟
}كلمة أعز
حصلوا البلد قبل أن تمضي في سكة الانهيار التام.