تقارير

(المجهر) من القضارف تنقل تفاصيل نكبة سقوط طائرة والي القضارف “ميرغني صالح سيد أحمد”

* وفاة الوالي "ميرغني صالح سيد أحمد" ووزير الزراعة "عمر محمد إبراهيم رانفي" ومدير مكتب الوالي وعدد من مرافقيه

كابتن “مصعب إدريس” قائد الطائرة : سقطت الطائرة نتيجة لحريق بقايا من قصب الذرة بالقرب من منطقة الهبوط
القضارف : سليمان مختار

عند الثامنة من صباح أمس ، طاف والي القضارف “ميرغني صالح” في جولة بمروحية تابعة للشرطة على المناطق الزراعية بالشريط الحدودي ،استهلها من الشريط الحدودي بمحلية الفشقة إلى أن وصلت الرحلة إلى منطقة الهبوط بالقلابات ، بيد أن الطائرة تحطمت واحترقت وأودت بحياة الوالي وبعض مرافقيه ، حيث روى قائد الطائرة كابتن “مصعب إدريس” من مستشفى القضارف لـ(المجهر) ، أن حريقاً شب في بقايا قصب الذرة بالقرب من منطقة هبوط الطائرة ، مما تسبب في الحادثة ،فالدخان الناتج من حريق القصب دخل إلى محرك الطائرة ، وتسبب في إصابته بعطل ،إلى جانب حجب الرؤية في الطائرة ، مما أدى إلى سقوطها وارتطامها ، وأن انعدام الرؤية وعطل المحرك أفقد الطائرة توازنها، وكان من المفترض أن تهبط في الموقع المعد لها .
انعدام الرؤية
بيد أنها سقطت ، وعندئذ قام الكابتن “مصعب” وزملاؤه من الطاقم بفتح مخرج الطوارئ ومساعدة الناس على الخروج قبل اشتعال النيران، وتم إخراج عدد كبير من ركاب الطائرة من ضمنهم طاقم الطائرة بأكمله ،وأصيب منهم “أحمد عبد الصمد” الذي تم ترحيله إلى مدينة شهيدي الأثيوبية الحدودية بسبب ظروفه الصحية وإصابته بمرض السكري، وكان بحاجة لعناية خاصة وسريعة ورافقه إلى أثيوبيا زميله “سيد عبد اللطيف” .
وأضاف الكابتن “مصعب إدريس” إن الطائرة كانت بحالة جيدة، وقبلها أمس الأول ذات الطائرة كانت في جولة بمحلية البطانة وكانت بحالة جيدة أثناء علميات التفتيش
والاستكشاف الصباحية قبل الإقلاع، وأن السبب الأساسي لسقوط الطائرة الدخان المنبعث من الحرائق في أحد المشاريع الزراعية قرب المهبط ،المحدد لها وطمأن أسرته، وقال إنه يتمتع بصحة جيدة وكل الناجين وترحم على شهداء الطائرة.
مشاهد مروعة
ومن جانبه روى “الطيب الشريف” مدير مكتب إعلام الوالي ، مشاهد عصيبة قبل سقوط الطائرة، وقال إنه وجد نفسه بصورة مفاجئة في كابينة الطائرة بالقرب من الكابتن الذي كان يجلس على الأرض بعد سقوط الطائرة قبل احتراقها، وقام الكابتن بفتح مخرج الطوارئ والخروج ومن ثم قام بمساعدته على الخروج قبل اشتعالها .
وأشار “الشريف” أن الوالي ووزير الزراعة كانا يجلسان في المقاعد الأمامية للطائرة، وأضاف إن معظم الذين لقوا مصرعهم في الحادثة كانوا يجلسون في المقدمة، وأن الحريق شب بعد سقوط الطائرة بنحو ربع ساعة، وأن كثافة الدخان حالت دون وصول المتوفين إلى مخرج الطوارئ، فضلاً عن ارتطامها العنيف بالإسفلت الذي أسهم في اشتعال النيران.
علو منخفض
فيما قال المزارع “أحمد عبد الرحيم العوض” وهو أحد الناجين من الحادثة لـ (المجهر) ، إنهم تفاجأوا بسقوط الطائرة التي كانت تحلق على علو منخفض منذ تحركهم من منطقة الفشقة لتمكين الوفد من استكشاف المناطق الزراعية التي كانت هي الغرض الأساسي من الجولة، وعند وصولهم منطقة القلابات ومحاولة الطيار الهبوط بها ولكن عند هبوطها حدثت اهتزازات نتيجة لانعدام الرؤية لدى الطيار ومن ثم هبطت بصورة مفاجئة وعنيفة وأن قائد الطائرة كان يقف عند المخرج ويقوم بمناداة أعضاء الوفد وتنبيههم للخروج بعد سقوط الطائرة وقبل اشتعال الحريق فيها، وأضاف “العوض” إنه تمكن من الخروج عبر البوابة الرئيسية للطائرة بعد فتحها تلقائياً نتيجة لقوة الارتطام وكان بمعيته معتمد محلية باسندة اللواء “محمد الحسن ود الشواك” الذي كان ضمن الناجين،إلى جانب مدير المراسم بمكتب الوالي وحرسه الشخصي.
وأضاف إن معظم الناجين بحالة جيدة وإصاباتهم طفيفة جداً وتم نقلهم إلى مستشفى دوكة ومن ثم نقلهم إلى مستشفى القضارف لتلقي العلاج.
الفقد جلل
من داخل سرادق العزاء لشهداء طائرة القلابات بمنزل الوالي “ميرغني صالح” بمدينة القضارف، فجعت الولاية صباح أمس بسقوط الطائرة التي كانت تقل الوالي ووفد لجنة أمن الولاية ووزير الزراعة ومزارعين بمنطقة القلابات بمحلية باسندة، وفور سماع النبأ الأليم هب عدد من مواطني القضارف وموظفي المؤسسات إلى منزل الوالي بحي الموظفين لمواساة أسرته في الفاجعة الكبرى، ومن داخل سرادق العزاء التقت (المجهر) بالأستاذ “بشير حماد إبراهيم” وزير الثقافة السابق، الذي قال إن الفاجعة كبيرة والفقد جلل وإنهم لا يقولون إلا قدر الله وما شاء فعل وإنا لله وإنا إليه راجعون،وأضاف إن ما يميز الشهيد “ميرغني صالح” والي القضارف أنه كان متجرداً دائماً من كل همومه الشخصية وكان همه الأول هو أن يتقدم السودان عامة والقضارف على وجه الخصوص وكان حريصاً على ألا يغضب أحداً، حينما تزاملنا معه في مجلس وزراء الولاية لمدة ثلاث سنوات وكان همه الأساسي إكمال مشروع مياه القضارف الذي كان في مقدمة أولوياته، وكان دائماً يقول إن همه هو إيصال مياه الشرب لإنسان القضارف الذي صبر كثيراً وعانى كثيراً من العطش، إلا أن الأقدار كانت أسرع منه ومضى إلى سبيله صباح أمس في حادثة الطائرة المكلومة، ونسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً ويسكنه فسيح جناته ونوصي القائمين على حكومة القضارف الحالية أن يقوموا بإكمال مشروعه الذي بدأه لإنسان ولاية القضارف.
من جانبه، قال “الفاتح عبد الرءوف” مدير ديوان الزكاة بولاية القضارف ،إنه كان مهموماً بقضايا الزكاة بالولاية وكيفية إيصالها للفقراء والمساكين عبر قيادته مجلس التنسيق الزكوي، وكان يوجه دائماً بضرورة إعفاء الفقراء والمساكين وتخصيص المشروعات لهم وكان حريصاً على العمل ضمن منظومة مجلس الأمناء، وكان يقدر قراراتها ولم يفرض عليها رأي ويتعامل معها بديمقراطية
وشورى واسعة، ويهتم بالعمل الزكوي عموماً، وقال إن آخر لقاء له معهم كان قد طلب إرجاء النفرة والتي كان سوف يشرفها النائب الأول لرئيس الجمهورية، إضافة إلى أن همه الأول والأخير إكمال مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، ونسأل الله له القبول والمغفرة بقدر ما أعطى وقدم للولاية وللسودان ومحطات عمله المختلفة.
ومن داخل سرادق العزاء، عدد “حمد النيل سعد” وزير التخطيط العمراني السابق بالولاية ، مآثر ومناقب والي القضارف، وقال إنه عمل معه لمدة ثلاث سنوات وكان الراحل دمث الأخلاق وحسن المعشر وإدارياً حصيفاً ونزيهاً رغم إننا من حزب مختلف، كان يعاملنا معاملة خاصة ولم يحسسنا بذلك أو يفرض علينا رؤيته، وهمه
الأول إكمال مشروعات التنمية بولاية القضارف، وإن مشروع المياه كان يأتي في مقدمة أولوياته وكان يجتمع معنا فيه صباحاً ومساء.
ومن داخل سرادق العزاء، أكد والي ولاية كسلا “آدم جماع” الذي هب برفقة وزير التربية بولاية كسلا لأداء واجب العزاء ، قال في حديثه (للمجهر) ،إن “ميرغني صالح” هو شيخ زاهد وورع وحكيم، كان مهموماً بقضايا ولاية القضارف خاصة مشروع مياه القضارف وإنه كلما التقاه كان يذكر له أن همه الأول هو توفير مياه الشرب لإنسان القضارف الطيب، والآن مضى إلى ربه شهيداً بهذه الحادثة الأليمة، ولا نملك إلا أن نقول اللهم تقبله قبولاً حسناً ونعزي فيه أهلنا في السودان جميعاً حكومة وشعباً وأهله في دنقلا بجزيرة بنا وأسرته بالقضارف ودنقلا ، كما نعزي حكومة القضارف في هذا الفقد الجلل في هذه الحادثة وجميع الشهداء الذين مضوا مع الوالي وندعو أن يتقبلهم الله عندهم في عليين.
و قال الأمين العام للغرفة التجارية وأصحاب العمل بولاية القضارف، إن الرجل كان تقياً وصالحاً ومهموماً بقضايا أهل القضارف، وكنا نواصل معه الليل والنهار لحل المشاكل المعيشية التي تواجه إنسان القضارف، وكان مهموماً بها في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية إلى جانب اهتمامه بمشروع الحل الجذري لمياه القضارف.
ومن جانبه، عدد مولانا “عثمان الأزرق” رئيس هيئة علماء ولاية القضارف مآثر ومناقب الشهيد “ميرغني صالح سيد أحمد”، وكل الشهداء الذي مضوا معه في الحادثة، وقال إنه منذ وصوله للقضارف بعد تعيينه زاره في منزله وطلب منه يد العون في إنجاز مشروع مياه القضارف الذي يمثل همه الأول، وقال إنه كان حكيماً وشيخاً ورعاً وكان يحفظ القرآن عن ظهر قلب ويحب الخير لإنسان ولاية القضارف، ودائماً ما يكرر له أن مياه القضارف تعد من أولوياته، وقال إننا لا نملك إلا أن نقول ما يرضي الله، وأدعو الله أن يتقبله قبولاً حسناً ويسكنه فسيح جناته وكل الشهداء الذين مضوا معه، وقال إن ولاية القضارف فُجعت في وداع والي القضارف شيخ “ميرغني صالح” الذي تداعى لمؤاساة أسرته كل مواطني القضارف بمختلف مشاربهم الرسمية والشعبية وشيوخ الخلاوي والطرق الصوفية.
حيث هب إلى موقع الحادث كل من وزير المالية ووزير الصحة والتنمية الاجتماعية وأشرفوا على عملية إخراج الجثامين من جسم الطائرة التي احترقت تماماً.
المتوفون في الحادثة هم:ِ
1/ المهندس ميرغني صالح سيد أحمد – والي القضارف.
2/ عمر محمد إبراهيم رانفي – وزير الزراعة بولاية القضارف.
3/ العميد ركن يوسف الطيب يوسف – استخبارات الفرقة الثانية.
4/ العميد شرطة النور إبراهيم أحمد عثمان – نائب مدير شرطة ولاية القضارف.
5/ صلاح عمر الخبير – مسئول ملف الحدود.
6/ مجدي حسن النور – مدير مكتب الوالي.
7/ الرائد محي الدين الريح محي الدين – استخبارات الفرقة الثانية.
فيما نجا من الحادثة كل من:
1/ مدير جهاز الأمن بالولاية العميد عبد الرحمن الحاج الأمين.
2/ العميد صديق عكود.
3/ مدير مكافحة التهريب بالولاية العقيد الطيب محمد هاشم.
4/ العقيد عبد الوهاب موسى رحمة – نائب مدير الجمارك.
5/ المزارع أحمد عبد العوض.
6/ الطيب الشريف – مدير مكتب إعلام الوالي.
7/ كابتن الطائرة مصعب إدريس.
8/ سيد عبد اللطيف – طاقم الطائرة.
9/ أحمد عبد الصمد – طاقم الطائرة.
10/ محمد عبد الله عرديب – طاقم الطائرة.
11/ عمر جعفر – طاقم الطائرة.
12/ نجم الدين الزبير – حرس الوالي.
13/ عبد القادر الطاهر – مراسم الوالي.
14/ هاشم الطاهر عثمان – رقيب استخبارات.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية