بكل الوضوح

الألفة الجميلة والسعد اللي كان ..!!

عامر باشاب

“إبراهيم حسين

{ وأنا أهم بالكتابة عن الرحيل المفاجئ للفنان الجميل “إبراهيم حسين” لم أجد كلمات عميقة أبدأ بها خلاف التي ذكرها لي رئيس جمهورية الحُب وأمير شعراء الجمال “اسحاق الحلنقي” عندما طلب منه كلمات يسجلها في دفتر الرحيل بعد تشييع نجمنا الراحل، حيث قال “الحلنقي” والعبرة تسد حلقه أخي “إبراهيم” كان من المبدعين المخلصين لفنهم، وإذا قدر للنجوم أن تتألق وتتوهج بكل الجمال في صدر السماء فـ”إبراهيم حسين” كان (النجمة) التي خرجت من الأرض فتوهجت بكل جمال إبداع وأشعل المسارح بالفرح ارتقى بذوق المستمعين إلى عنان السماء .
{ بالفعل الفنان “إبراهيم حسين” كان يمثل طرازا نادرا من نجوم الإبداع الغنائي تفريد في اختيار وانتقاء مفردات الأشعار والألحان التي تتناسب مع صوته وطريقته الأدائية،
وقد كان مغنيا بارعا وملّحنا مبدعا، وكان متمكنا لحد بعيد في العزف على آلةِ العود .
{ امتلك نجم “إبراهيم حسين” مجموعة ذهبية من الأعمال الغنائية متنوّعة الألحان والموسيقى يغلَب عليها الطابَع الرومانسي .
{ تميَّز بإمكانيّات صوتية مهولة جمَع بين طبقة صوت الرخيم والصوت الحاد (السبرانو) اشتهر بطريقة فريدة في الأداء المتواصل بنفس طويل والانتقال بين المقاطع (الكوبليهات) دون تعب أو رهق مع إظهار الكلمات الشعرية بأحاسيس معانيها وإعطاء الجمل الموسيقية حقها في التكامل مع المفردات وكان حريصا على التطريب النوعي الذي يميزه على الآخرين لدرجة يصعب عليك أن تصنف صوته الطروب ضمن مجموعة صوتية بعينها.
{ عندما تستمع إليه عبر الإذاعة ينتقل بك إلى عوالم الخيال الإبداعي وعندما تستمع إليه مباشرة أو عبر شاشة التلفاز يشد كل حواسك نحوه وهو يغني بإحساسه الصادق، تشعر بصدقه في مخارج الحروف وفي تعابير وجهه التي ترى فيها إشارات الاحترافية وعلامات الجدية في الأداء بل وتحس بصدق المعاني تتحرك مع حركة كل جزء في تكوينه الجسماني يشارك في توصيل الإحساس الطربي بدرجة الامتياز ونعم ظل “إبراهيم حسين” يمثل ينبوع (السعد) أو ناقل السعادة والفرح النبيل ويظهر ذلك كلما تتفحص ملامحه أثناء وصلة الغناء أو أثناء الحديث والمؤانسة معه تشعر بالألفة الجميلة .
{ وضوح أخير :
{ فارقنا الحبيب ما كلمنا مالو .. يوما ما سعيد من حلتنا شالو.

الحديث عن المبدع العملاق “إبراهيم حسن” كثير وعميق والمساحات لا تكفي وإن شاء الله نواصل في الأيام القادمات في تناول تجربته الفريدة في جوانب عديدة.
{ في الختام نسأل الله له الرحمة والمغفرة بقدر ما أعطانا من أحاسيس صادقة وفن راقٍ يرتقي بالنفوس.
ويسمو بها في عوالم الجمال والحُب .
{ إنا لله وإنا إليه راجعون ..
{ نواصل الحديث عن صاحب الألفة الجميلة والسعد اللي كان .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية