حوادث الطيران .. استمرار الفجيعة!
{ تقبّل الله والي القضارف المهندس “ميرغني صالح” الذي انتقل إلى الله شهيداً، صباح أمس، مع ثلة من الكرام أثناء أداء مهامهم خلال رحلة عمل، فلهم الرحمة والمغفرة والقبول الحسن.
{ غير أن تكاثر حوادث الطيران الرسمي طوال سنوات (الإنقاذ)، وانتقال عدد كبير من قيادات الدولة ابتداء من النائب الأول الأسبق لرئيس الجمهورية الشهيد “الزبير محمد صالح”، مروراً بعضو مجلس قيادة الثورة وزير الدولة للدفاع الشهيد “إبراهيم شمس الدين”.. وانتهاء بوالي القضارف الشهيد “ميرغني صالح”، يستدعي التوقف والمراجعة والحذر، فإلى متى تطير في سمائنا بين الولايات طائرات حكومية متهالكة تفتقد أدنى مواصفات السلامة العالمية، فتسقط هنا طائرة.. وتهوي هناك أخرى، محطمة ومحترقة، ويفقد الوطن خيرة رجاله بسبب الإهمال واللا مبالاة بقواعد سلامة الطيران.
{ ذات الشيء يحدث في طرق المرور السريع، غير المطابقة لمواصفات الطرق في العالم، فلا ارتفاع طبقة الأسفلت مطابق، ولا عرض الطريق ومساراته، ولا درجات الإضاءة.. غير المتوفرة أصلاً في جميع الطرق القومية في السودان!!
{ فإلى متى يستمر موت الناس في بلادنا، كما يموت الضأن؟!
{ أين هيئة الطيران المدني من مراجعة ومتابعة ما يحدث على صعيد طيران المؤسسات الحكومية، بما فيها طيران رئاسة الجمهورية، وطائرات القوات النظامية المستخدمة في نقل الركاب؟!
{ نسأل سلطة الطيران المدني رغم ما بلغنا الأيام الفائتة عن حظر سلطات الطيران في الاتحاد الأوروبي عدداً من شركات الطيران السودانية من الهبوط في مطاراتها بسبب التهاون في إجراءات وشروط السلامة الجوية!
{ يحدث هذا في بلادنا رغم أن شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) تأسست في العام 1947م، وهبطت طائراتها في المطارات الأوروبية بما فيها مطار “هيثرو”، في زمن كانت ترزح فيه الكثير من الدول الأفريقية والعربية تحت نير الاستعمار، ولم يكن لديها ناقل وطني ولا كان في أحلامها!
{ رحم الله المهندس “ميرغني صالح” وصحبه الأخيار.
{ (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ).