بالأمس رحل عن دنيانا الفانية أحد رموز الفن السوداني الأصيل الذي جمَّل دواخل الشعب السوداني بجميل الأداء .. رحل الفنان “إبراهيم حسين” كروان الشرق ابن كسلا الذي أثرى الساحة الغنائية بالروائع والصوت المختلف، وهو يضيف للكلمات أجمل الألحان ..رحل وهو يعلمنا أن المميزين من أهل الفن يرحلون ويتركون فراغاً عريضاً في الساحة .. ساحة الغناء السوداني التي ازدانت (بنجمة نجمة، وقالوا الزمن دوَّار، وليه يا شمعة سهرانه.. زينا برضو بتريدي.. واللا طريتي زول ناسيك لذكراهو بتعيدي).
رحل بعد أن كانت أغنياته بداية المطاف للكثير من الفنانين الشباب، وهو لم يبخل عليهم بعدم تناول أغنياته، بل وكان يشجعهم ويشد من أزرهم وهم يرددون أغنياته .. وعندما اعتزل الغناء في العام 2015 لظروفه الصحية، قال : اترك الساحة الفنية لمن هو أقدر على العطاء.. نعم ترك الساحة الفنية ولكنه سيظل باقياً كلما نتذكر الأداء الرائع الذي يطوف بنا إلى ساحات أرحب، ونحن نهرب من التعب والإرهاق حتى نعيش في جو تطريبي ينسينا همومنا ومشاكلنا ،
رحل وقد شكل مع الشاعر العملاق ابن كسلا و(رحلة عصافير الخريف) .. شاعرنا “اسحق الحلنقي” ثنائية .. فكسلا التي تحتضن القاش الجميل احتضنت معظم المبدعين من الشعراء والفنانين .. فالقاش ولَّد الإبداع كما ولَّدت الشمالية كذلك الإبداع وهم يتغنون للجروف والخضرة والحبيبة .. رحل بعد أن تغنى مع “الحلنقي” نجمة نجمة التي قام بألحانها وكانت من أجمل الأغاني..
نجمة نجمة .. الليل نعدو
السنين يا حليلنا عدو
وأنت ما عارف عيونك
لما تسرح وين بودو
كلما نزيد حنان.. أنت تزيد غلاوة
للسمحين معاك ما خليت سماحة
دايرين نحكي ليك.. وما لاقين صراحة..
وما يميز الفنان الراحل “إبراهيم حسين” اللحن.. يختار أجمل الألحان ليجمِّل بها الكلمات.
قالوا الزمن دوار.. يا بسمة النوار
يا ريت تعود أيامنا ونكمِّل المشوار
يا قلبي يا سواح قولي متين نرتاح
مهما رحلنا بعيد أقدارنا ما بالليد
والذكريات يا قلبي تحفظ جميل الريد.
وأخرى آخر جمالاً:
رحلتوا بعيد نسيتوا الريد والحنان
الألفة الجميلة والسعد اللكان
لكن فرقتنا أقدار الزمان
يوم سافرت أنت بقيت إنسان وحيد
بكيت من جوة قلبي ربيع عهدي السعيد.
رحل وما زلت اتذكر ما سطرته عنه وتناولت أغنية (ليه يا شمعة سهرانه) وتناولت مسيرته الغنائية الحافلة.
اللهم أرحمه وأغفر له وأنزله منزلة الصديقين والشهداء.