لم أفاجأ مطلقاً بردود الأفعال التي تفاعلت مع ما جاء بالأمس في هذه الزاوية حول هموم الزراعة بهذا البلد الذي خلق ليكون بلداً زراعياً بالدرجة الأولى .. فالمفارقة جلية على نحو لا يجد معه أحد صعوبة في تناول ما يريد من جوانب هذا الأمر الحيوي عطفاً على ما تعيشه البلاد الآن من وضع اقتصادي متأزم ، ولكننا بالأمس أردنا أن نتجه بالناس إلى المربع النهائي الذي لا تبدو فيه أية فرصة أخرى أو خيار أخر غير الاتجاه بالجدية الكاملة لإيقاظ هذا القطاع المتقدم بأهميته في إيجاد الحلول الناجعة والعاجلة لما نواجهه الآن وليس هنالك ما يحول دون ذلك سوى تكريس الإرادة السياسية والشعبية للتوجه للأرض والحقل والبستان والمصنع لنخرج منها ما نصدره وما نحوله عبر الصناعة التحويلية السريعة والمتاحة علي وجه فوري لنوفر بالتالي ما يعود بالعملات الصعبة من باب إنتاج حقيقي وليس وهمي كما يحاول البعض إيهام أنفسهم .. لا سبيل لنا سوى الإنتاج ثم الإنتاج ثم الإنتاج، وقد سرني أن جل ما وصل لي من ردود اتفق مع هذا من باب الموضوعية وإعمال العقل وهذه اتجاهات شعبية صادقة ونابضة بهموم الشعب وقد باتت الآن وبفعل ما تواجهه من ضغط معيشي متزايد تدرك الحلول أكثر من هم على دائرة العمل التنفيذي بالدولة وهو شيء وبمفارقته هذه يعطي أملاً كبيراً بتحقيق نجاح كبير وملموس في وقت وجيز وقياسي إذا ما تواضعت الإرادة السياسة لقيادة البلاد مع هذه الحلول التي يشير إليها به شعبها بقطاعاته المختلفة التي تواجه الآن أسوأ أوضاعها المعيشية منذ سنوات طويلة .. فهل حان الوقت الآن ليستجيب أهل الأمر لشعبهم الصابر صبر أيوب ويوسف وإبراهيم وكل الأنبياء ؟ ..
