ليست مجرد صرح أكاديمي
وسط ظروف بالغة التعقيد ونيران الحرب تحيط بعدد من مدن وفرقان ولاية جنوب كردفان، استطاعت جامعة الدلنج أن تشق طريق النجاح لتتبوأ موقعاً متقدماً بين الجامعات السودانية، وتجذب إليها المئات من الطلاب وقد تجاوزت كلياتها اليوم الـ(10) كليات، ولكن قبل أن تتوسد الجامعة على أريكة الانتشار الذي حققته، كانت نكسة أحداث الشغب الشهيرة التي أحالت الجامعة إلى حطام في مكوناتها الأساسية، لتبدأ مسيرة جديدة من المعاناة لإعادة ما دمره الطلاب بأيديهم في غفلة زمن!
ظن الكثيرون أن تلك الأحداث كانت بمثابة المقبرة للجامعة، وأنه لن تقوم لها قائمة مرة أخرى، ولكن إدارة الجامعة ومجتمع الولاية حولت هذا التحدي إلى نجاح، وكان بمثابة درس للطلاب الذين حملهم الشيطان لفعلتهم تلك، لتمتد أياديهم للتعمير والبناء.
خصوصية الجامعة وضعتها أمام تحدي أن تكون قوية وذات رسالة أو لا تكون، فكان الخيار أن تمسك بتلابيب السلم الاجتماعي، وإشاعة روح السلام بين مكونات الولاية، وتقوم بأدوار تجاوزت دورها الأكاديمي، ما جعل المركز يتعاطف مع خصوصيتها وتتولى وزارة التعليم العالي مسؤولية إعادة الثقة في الجامعة بدعمها لتواصل المسير.
سعدت بالزيارة الخاصة التي سجلها مدير الجامعة البروفيسور “عثمان عبد الجبار” بصحبة مدير مكتب تنسيق الجامعة بالخرطوم، د.”آدم عباس” لمقر الصحيفة والجلوس مع رئيس التحرير، الأستاذ “صلاح حبيب” وشخصي في إطار التواصل وتقديم الشكر على وقفة الصحيفة مع الجامعة في محنتها ودعم مشروعاتها المختلفة، وقد لفت نظري من خلال شرح البروف حملة النفير التي انتظمت الجامعة وشارك فيها الطلاب والعاملون ومجتمع المحلية والولاية في إطار التأسيس لصرح يتجاوز دوره الأكاديمي إلى أدوار أخرى تجعل من الجامعة مصدراً لإشاعة روح السلام والمحبة في المنطقة، سلسلة لقاءات أراد بها مدير الجامعة أن يكون الجميع شركاء في الهم وفي هذا الإنجاز وهو يلتقي أهل الشأن من أهالي الولاية وممثليها في الهيئة التشريعية القومية ليمدوا سواعدهم، فلم يخذلوه وكانوا أكثر حماساً لتبني قضية دعم الجامعة من خلال موقعهم في المجلس الوطني والولايات.
وما يميز بروفيسور “عبد الجبار” وهو يتواضع تواضع العلماء، أنه حافظ للوحه كما يقولون، ويتحرك برؤية واضحة ويحسب كل ما من شأنه أن يعزز مكانة الجامعة ويدفعها إلى الأمام، لذلك من الطبيعي أن يجد التعاطف والتفاعل من قبل الجهات الرسمية وغير الرسمية ، فهو بحق مكسب ومفخرة لوزارة التعليم العالي وهو يشق طريق النجاح وسط المتاريس.
لكل ذلك فإن جامعة الدلنج هي اليوم أحوج ما تكون إلى دعم المركز ومساندة الرئاسة أكثر من أي وقت مضى وقد شقت طريق النجاح.
شكراً دكتور “آدم” مدير مكتب المتابعة والتنسيق للجامعة بالخرطوم، عن حسن التواصل، شكراً للشيخ “كندة غبوش” على الوصل الجميل مع العلماء وأهل العلم ومزيداً من التقدم.. والله المستعان.