{ غالبية الشباب يبذلون كل جهدهم وطاقاتهم ويحرصون كل الحرص في العمل من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، وتحقيق أحلامهم في الزواج وفي بناء أو شراء بيت الزوجية عبر الاتجاه نحو الاغتراب والهجرة مهما كلفهم ذلك من جهد ومال، ولكنهم للأسف الشديد لا يحرصون على تحسين كل أحوالهم مع الله في الدنيا والآخرة عبر الاقتراب والتقرب إلى الله الذي بيده كل شيء.
{ وتجدهم أي الشباب يتابعون باهتمام شديد عروض الترويج لفرص السكن المريح (قصور – فيلل – بيوت عادية – شقق) وغيرها من عروض السكن بالتجمعات السكنية العادية والفاخرة والتي تتزاحم عروضها باستمرار على مساحات الإعلانات بالصحف اليومية والإعلانية وعلى شاشات المحطات الفضائية وتظهر تلك المساكن أشكالها الارستقراطية المغرية وأسعارها الخرافية، ويحلم الشباب بامتلاك أي منها ويجتهدون في جمع الأموال بأي شكل من أشكال الكسب لأجل بناء بيت عادي أو امتلاك سكن في التجمعات السكنية الفاخرة، ولكنهم في غفلتهم وانشغالهم بالأمور الدنيوية لا يمنون أنفسهم ببناء بيت في الجنة بأقل مجهود وخلال زمن وجيز وما أدراك ما (بيت الجنة).
{ في حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( بيوت الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب ومطلاها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم).
{ وقال صلى الله عليه وسلم : من قرأ
(قل هو الله أحد) حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصراً في الجنة. وقال صلى الله عليه وسلم من دخل السوق فقال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير) كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة وبنى له بيتا في الجنة .
{ وقال صلى الله عليه وسلم (من سد فرجة بنى الله له بيتاً في الجنة ورفعه بها درجة) .
{ وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السُنة بنى الله له بيتا في الجنة، أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعده وركعتين بعد المغرب . وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر) رواه ابن ماجة .
{ قال صلى الله عليه وسلم ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) .
{ هي بالفعل جميعها عروض مغرية لامتلاك بيت في السكن الفاخر باقل التكاليف ليس بيتا في السكن الفاخر في الدنيا دار الزوال وإنما بيت في السكن الفاخر بجنة المفاخر دار النعيم ودار الخلود .
: { وضوح أخير
{ وقيمة بيوت الجنة تظهر في طلب السيدة آسيا بنت مزاحم رضي الله عنها (امرأة فرعون) ومجرد أن عرفت الدين الحق انتبهت لزوال الدنيا، وعندها تخلت عن كل ما كانت تنعم به من قصور وجنات وعيون وكنوز وثروات وغيرها من متاع الحياة الدنيا لأجل الفوز بنعيم الدار الآخرة.. فطلبت من الله أن يبني لها بيتاً في الجنة.
( رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) سورة (التحريم) الآية 12 .
{ اللهم ابنِ لي عندك بيتا في الجنة ونجنا من كل الظالمين في هذا الزمان وأكفنا شر القطط السمان.