حوارات

رئيس حزب قوى التغيير والإصلاح القومي “المغيرة فضل المولى” في أول حوار بعد انتخابه وتسجيل حزبه لـ(المجهر)

يسعى الحزب لصياغة بديل ييسر عملية خروج البلاد من أزماتها من خلال الديمقراطية والشورى

العمل الوطني لا يحتاج لسن معينة ولدينا برنامج لتدريب الشباب على الممارسة الديمقراطية
احتكار المركز للمبادرات والقرارات السياسية الوطنية يجب أن يتوقف ويجب أن نستمع لآراء الأرياف والبوادي
الاستقرار السياسي البديل الفعلي والمفتاح الحقيقي لمعالجة المشكل الاقتصادي
مشكلة الانتخابات ليس في عدد الأيام المشكلة في عملية تأمين العملية الانتخابية والتدابير التي تعزز الثقة

حوار: وليد النور
في ظل الخلاف الحاد بين القوى السياسية حول قانون الانتخابات داخل قبة البرلمان، وخلاف متوقع حول قانون الأحزاب السياسية حال تم طرحه، ولد حزب سياسي جديد هذه المرة عقد مؤتمره التأسيسي خارج العاصمة، بالأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، حزب تجمع منسوبوه عبر وسائط التواصل الاجتماعي ومعظم عضويته تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين عدا قيادته، (المجهر) استنطقت رئيس حزب قوى الإصلاح والتغيير “المغيرة فضل الله”، وهو من أبناء منطقة ديم المشايخة بولاية الجزيرة، مواليد العام 1972 حاصل على بكالويوس من كلية الاقتصاد جامعة الجزيرة، مدير لمركز استطلاع الرأي والدراسات الإحصائية وعمل أستاذ مشارك بجامعة الجزيرة، ويعمل حاليا مدير للعمليات البحثية المسحية بجامعة قطر، حاصل على شهادات في الإحصاء والعينات والبحوث المسحية من جامعة متشيجان في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت عدداً من الأوراق العلمية، متزوج وأب.
{ ماهية الدوافع التي جعلتكم تفكرون في تكوين حزب سياسي جديد، في ظل وجود أكثر من مائة حزب سياسي بالبلاد؟
أعتقد أن السودان يمر بمرحلة جد خطيرة، أصابت الجميع بالدهشة والرغبة في تفهمها وذهب الجميع في عدة اتجاهات، والتعبير عن هذه الاتجاهات الكثيرة هو تكوين تلك الأحزاب ذات الرؤى الكثيرة أيضا, التي ترونها في الساحة، وهي تدل على الرغبة في المشاركة السياسية الأمر الذي طالما كان جمهور النخب المتعلمة في السودان تنفر منه.
ولكن عندما تتاح لهذه الرؤى المختلفة مخاطبة الناخب السوداني في ظروف صحية، وتعرض كل منها بضاعتها عليه ستتمايز هذه الأحزاب الكثيرة وستُقل جداً، ولن يبقَى منها إلا ما هو أهل للبقاء، واعتقد أن كثرة الأحزاب في هذا الوقت بالذات أمر جيد، ولذلك اعتقد أنها دليل على عافية في هذه المرحلة.. ولن تقف عقبةً أمام الوحدة بين القوى السياسية مستقبلاً.
{لماذا قوى التغيير والإصلاح القومي ؟
أقول: على الرغم من حقيقة أن الحزب الكبير باعتباره حزب السلطة الوحيد يعاني من مشكلات حقيقية اقعدت به من أن يكون حزباً فعالاً ومتاحاً لكل السودانيين فالحزب أصبح كيانا هائلا غير فعال مهدر للموارد مشغول بصراعات، والسلطة داخله محتكرة لصالح قيادات تاريخية محددة ترتبط مصالحها وجوباً بعدم وجود تغيير، ولم تنجح جهود تجديد القيادات العليا والوسيطة وعلى المستوى القاعدي في كافة ولايات السودان.
أما الأحزاب الأخرى المعروفة تم تفكيكها وأصبحت بلا محتوى ولا برامج وبعضا منها موجود بدعم الحزب الحاكم والكيانات الحزبية الأخرى إذا كانت مناطقية أو طائفية أو أيديولوجية فقد فشلت في إيصال رسالتها لجموع الشعب وأدرك الجمهور السوداني أن كل هذه الأحزاب هي كيانات عاجزة وغير فعالة لذا أصبح وأمسى يسأل عن البديل، بالرغم من وجود بعض الأحزاب التي تمارس ديمقراطية حقيقية في أجهزتها.
ولذلك يسعى حزب قوى التغيير والإصلاح القومي، لصياغة بديل برامجي وإستراتيجيات تيسر عملية خروج السودان من أزماته المتطاولة من خلال تبني العمل الديمقراطي والشورى، وهو ما غفل عنه أهل السودان في سعيهم للتغيير وظلت فئات منهم تنادي بالتغيير من خلال تبني العنف والسلاح والضغوطات الخارجية أو إصلاح الحزب الحاكم من الداخل رغما عن تشجيع النظام الحاكم وتحديه الأحزاب في منافسته عبر صناديق الاقتراع متقوياً تارة باقتناع الأحزاب نفسها بعدم وجود قواعد لها وتارة باقتناع الناس بعدم وجود البديل.
#اعتمادكم على عناصر الشباب أليس سلاحا ذا حدين بمعنى أن الشباب لا يملكون الخبرة السياسية الكافية ؟
الشباب السوداني شباب واعٍ ومبتكر مليء بالأمل فقط يرغب في الفرصة لإثبات ذلك، نحن نؤمن بأن العمل الوطني لا يحتاج إلى سن معينة وفي الحزب لدينا برنامج طموح لتدريب الشباب على الممارسة السياسية والديمقراطية كما نهدف إلى إيلاء أهمية خاصة لمشكلات النشء والشباب على اختلافها واعتماد البحث العلمي وسيلة لمخاطبتها.
{قيام المؤتمر التأسيسي للحزب كان بولاية شمال كردفان ما المغزى من ذلك وهل حزبكم حزب ولائي إذ لم نقل جهويا؟
نحن ننادي بفيدرالية حقيقة في السودان وحزبنا يرى أن تكون الولايات لها دور في المبادرات السياسية، نعتقد بأن احتكار المركز للمبادرات والقرارات السياسية الوطنية يجب أن يتوقف، فالكل شركاء في هذا الوطن ويجب أن تسمع آراء الناس في الأرياف والبوادي التي تشكل أكثر من (70%) من سكان السودان، شمال كردفان تمثل وسط السودان وهي قريبة من كل الولايات الغربية والوسطية بهذا اتحنا لعضويتنا من مختلف الولايات بما فيها الخرطوم والشمالية والبحر الأحمر فرصة للمشاركة في المؤتمر التأسيسي.
{أنت شخصيا رئيس الحزب مقيم خارج البلاد كيف تدير الحزب أم تكتفي بإدارته عبر التقارير وسيكون مصيركم كما الأحزاب السابقة التي يوجد زعماؤها خارج البلاد وتدار مثل الطرق الدينية (شيخ وحيران)؟
بعد اكتمال مؤسسات الحزب الاتحادية والولائية وهيكلته ليس هناك خوف، فنحن حزب ينادي بالديمقراطية والمؤسسية سلوكا وممارسة، طبيعة عملي تجعلني متواجدا في السودان بكثرة، غير أنني أنوي الاستقرار إن شاء الله قريباً في الوطن.
{ عضويتكم من الشباب وطلاب هل يعني أن حزبكم حزب (نخب) أين التربالة والطبقات الأخرى من الشعب؟
التربالة هم الشباب أنظر حولك تجدهم الشباب في كل الحرف والمهن أنا أتيت من التربالة، وفي المؤتمر التأسيسي التقينا أعضاء تركوا حصاد السمسم ليوم ويومين لحضور المؤتمر، حقيقة ما يميز حزبنا تنوع منتسبيه استطعنا أن نشكل نسيجا يعكس حقيقة المواطن السوداني.
{هنالك اتهام موجها لكم، بأنكم جزء من السلطة الحاكمة في البلاد ؟
هذا غير صحيح، نحن حزب لم يقم على أي إرث لأي حزب سياسي سوداني، مبادرتنا نابعة من الشعب، نؤمن بالديمقراطية والممارسة السياسية كحل لمشكلات السودان، اتبعنا القانون والدستور لإقناع الناس بأهدافنا ورؤيتنا وساعدنا القانون أيضا في تسجيل حزبنا ولم نتلق أي دعم من أي جهة.
# المعروف أن تكوين الأحزاب يكلف أموالا طائلة من أين يأتي تمويل حزبكم؟
سؤال يطرحه علينا كثير من الناس، ولكن ببساطة وحسب نظامنا الأساسي المتفق مع قانون الأحزاب حتى الآن تمويلنا من الأعضاء أنفسهم، الوطنية موجودة ومتجذرة في أعماق هذا الشعب الذي يضحي بنفسه في سبيل الوطن ناهيك عن أموال، فهذه ليست شعارات فقط، وإنما ممارسة، الشعب يدفع ويدعم للأنشطة المختلفة في حياته إذا كانت اجتماعية أو ثقافية او رياضية حتى، فما المانع في دعم فكرة أو مبادرة سياسية وطنية، يجب أن ننقل الشعب للممارسة السياسية الشاملة بأن يشارك ليس فقط في تأييد الأحزاب وإنما في تمويلها، وفشل كثير من الأحزاب في تقديري يأتي من عدم وجود التمويل لذا أدعو مجلس شؤون الأحزاب وبالتعاون مع الأحزاب في حل هذه المشكلة من خلال عقد ندوات وسمنارات تناقش هذه المشكلة وتضع حلولا لها.
# ماهي خطة حزبكم ووسائله لإخراج البلاد من الأزمات التي تعيشها البلاد حاليا؟
الديمقراطية هي الحل للمشكلة السياسية والتي تتبعها المشكلة الاقتصادية، نسعى كحزب إلى الاندماج في العملية السياسية من أجل تحقيق دولة ديمقراطية، فيدرالية، تعددية، تقوم على أساس صيغةٍ للحكم ما يتم التوافق عليها، ويفضل حزبنا نوعاً مشتركاً من النظام البرلماني والرئاسي.
نعتقد في قوى التغيير والإصلاح القومي أن السودان بلدٌ واعدٌ جداً على المستوى الاقتصادي وواحدٌ من أغنى البلدان بالموارد على المستويين العربي والأفريقي. كما نعتقد بأن المشكلات الاقتصادية الحالية هي بسبب الفشل في إدارة تلك الموارد الهائلة – وليست الضخمة – على النحو الأمثل، كما أنه أيضاً بسبب الاضطراب السياسي المستمر منذ الاستقلال للدولة في السودان، لذلك فالاستقرار السياسي هو البداية الفعلية والمفتاح الحقيقي لمعالجة المشكل الاقتصادي.
{ ماهي علل الاقتصاد ؟
الاقتصاد بصورته الراهنة اقتصاد مُتخلف – بمعنى أن قواه الإنتاجية كافة لم تُطلق بعد، وقد تمت المحافظة على تلك القوى الاقتصادية المتخلفةً لأن بقاءها على هذا النحو يضمن مزيداً من الثروات للقلة، ولذلك فإن اقتصادنا الحالي منظم بطريقة غير عادلة أو منصفة وبالتالي هي غير مقبول على الإطلاق لأنه يُكرّس لخدمة صالح القلة ويستبعد القوى المنتجة الحقيقية من الاستفادة من ثمار جهدها، ويتمُّ ذلك كله وفقاً لآليات فوق سوقية تعتبر تدخلاً ظالماً وسافراً عبر السياسيات المالية والاقتصادية لصالح النخب الاقتصادية.

{ماهو النظام الأمثل للاقتصاد السوداني ؟
يؤمن الحزب بأن النظام الاقتصادي الأمثل للسودان هو ذلك الذي يُنظّم على خطوط الملكية الفردية والقرارات الاقتصادية الخاصة، بمعنى أنّ أكبر عدد ممكن من القرارات الاقتصادية في المجال الاقتصادي يجب يتم اتخاذها من قبل الأفراد أو الأسر بمبادراتهم الخاصة والذاتية بدلاً عن المؤسسات أو المنظمات الاقتصادية الرئيسية بالسودان بما في ذلك وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي.
{لكن بما أننا بلدٌ نامٍ وما بين (76%) إلى (90%) من سكانه تحت مستوى خط الفقر؟
لا مناص من تدخل الدولة في بعض المجالات وملكيتها المطلقة لمجالات أخرى: فمجالات تدخل الدولة هي الإشراف الكامل على خدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء – بهذا الترتيب – لتصل لكل المواطنين السودانيين بدون تمييز وعلى نفس مستوى جودة الخدمة، وتأتي بعد ذلك قضايا مثل الإسكان والقروض متأخرةً، أما المجالات التي تسيطر عليه الدولة سيطرة تامة فهي قطاعات النفط والمعادن والمشاريع القومية كافة ومشروعات البنى التحتية كالمطارات والموانئ والسكك الحديدية والطرق والجسور وإدارة والمحافظة على الموارد الطبيعية…الخ.
{ رأي حزبكم في قانون الانتخابات الذي أجازته الهيئة التشريعية القومية وسط اعتراض بعض احزاب بشأن مدة التصويت من يوم واحد إلى ثلاثة أيام؟
أحد أهم عوامل المشكلة السودانية عدم التوافق بين القوى السياسية وفشلها في إدارة خلافاتها، شيء محزن أن نخفق في ذلك، تعلمنا من المجتمعات حولنا أن الخلاف ليس مشكلة خاصة عندما تكون القضايا وطنية لأن الفيصل سيكون في النهاية مصلحة الوطن أولاً، وحسب تقديري أن عدد الأيام في حد ذاتها ليست مشكلة، بالعكس يجب أن نعطي الفرصة لأكبر عدد من الناس في المشاركة ما تتطلب ذلك، ولكن المشكلة في عملية تأمين العملية الانتخابية والتدابير اللازمة التي تعزز الثقة لدى المواطن المقترع بأن صوته لن يتم تغييره أو تحريفه.

{هل ستشاركون في انتخابات 2020 على مستوى رئاسة الجمهورية والبرلمان والمجالس التشريعية الولائية؟
هيئتنا القيادية تدرس الآن قانون الانتخابات المجاز، وسيتم إعلان مشاركتنا من عدمها عبر مؤسساتنا الحزبية في الوقت المناسب إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية