مغنيون وتشكيليون يهدون أجمل أمسياتهم للمعاقين.. الفن في ذاتو (علاج) كافٍ
حفيد "محجوب شريف" وابنته يلفتون الأنظار.. و(المجهر) تشارك بمحاضرة الزميلة (ميعاد مبارك)
الخرطوم_ المجهر تصوير_ محمود وليد
اليوم العالمي لذوي الإعاقة هو يوم عالمي خصص من قبل الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة، ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الإعاقة فضلا عن زيادة الوعي حول مفهوم الإعاقة عبر مشاركة تجارب أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية.
احتفالا بهذا اليوم احتضن مقهى (بابا كوستا) يوما ثقافيا مفتوحا تضمن محاضرات واستعراض لتجارب عن العلاج بالفن وفقرات غنائية ومعارض.
مجموعة من الأغنيات الجميلة قدمها الفنانون “أمير موسى ومهند سالم ومي محجوب شريف” مع مشاركات “محجوب الصغير” -ابنها- الذي ملأ الأجواء محبة وفرحا ببراءته وطفولته الجميلة حيث أصر على أن يكون جزءاً من الاحتفالية تارة يبشر وأخرى ينازع والدته على الميكرفون وقبل كل ذلك بقراءة شعرية تبشر بنجم قادم.
#الاكتئاب
قدمت الدكتورة “شيماء أحمد” خلال البرنامج محاضرة عن الاكتئاب تحدثت خلالها عن أهمية التوعية بالمرض والتواصل مع المختصين ودعم الأسرة والمحيطين للمريض.
#العلاج بالفن
بعدها قدمت الصحفية والفنانة التشكيلية، الزميلة بـ(المجهر) “ميعاد مبارك” مع الفنانتين التشكيليتين “إسراء سعيد” و”أمل البدري” والاختصاصية النفسية “سحر تبيدي” حول العلاج بالفن، استعرضوا خلالها تجربتهم في استخدام الفن كأداة لتدريب وتأهيل أطفال متلازمة (داون والتوحد).
افتتحت المحاضرة الفنانة التشكيلية “أمل البدري” قائلة: (إن الفن في حد ذاته يعتبر لغة تتيح للأفراد سواء كانوا ذوي احتياجات أو مراهقين أو أطفالا عاديين فرصة التعبير عن ما بداخلهم والاتصال بالآخرين، وإنه وسيلة لحل المشكلات بينه وبين البيئة المحيطة به لذا أصبح العلاج بالفن وسيلة ناجحة جدا مع الأطفال المعاقين ذهنياً فهو يتشكل كحوار بين طرفين المريض والمعالج، مضيفة الفن ينمي مهاراتهم اليدوية والعقلية ويزيد تركيز الأطفال خاصة في الألوان يمكنهم في ما بعد من أن يكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع وقادرين على العمل والاعتماد على أنفسهم جزئيا ويمكن المجتمع من الاستفادة من الطاقات الموجودة لديهم.
من جانبها تحدثت “ميعاد” عن تجربة مجموعة “صحبات سهى” قائلة (نحن مجموعة من الفنانات التشكيليات أعجبنا بتجربة “سهى” والتطور الكبير الذي أحرزته “سهى خليل” وأستاذتها الفنانة التشكيلية “إسراء سعيد” وقررنا نعمل مبادرة مشتركة مع “سهى اتليه”.. وبالتنسيق مع أسرة “سهى” والزميلة الفنانة التشكيلية “إسراء سعيد” تم عمل يوم تدريبي تطوعي كل (سبت)، تجتمع مجموعة من أطفال متلازمة داون في “سهى اتلي” ومعهم بعض من أسرهم والفنانات التشكيليات والأستاذة الجميلة “إسراء”، و”سهى” وأسرتها كان البرنامج يحتوي على عدد من أشكال التدريب والعلاج بالفن كان لدينا دروس تلوين وكولاج (قص ولصق)، تشكيل بالصلصال، ورقص وغناء)، مشيرة إلى أن الفن عند استخدامه كأداة تدريبية علاجية يكون الهدف الأول منه التعبير الحُر واستكشاف دواخل الطفل بعد ذلك ننتقل للخطوة الثانية وهي استخدام الفن كأداة للتأهيل وتنمية المهارات والتعليم وتطوير وتعديل السلوك.
بعدها استعرضت ملاحظاتها حول تقدم بعض طلابهم من ذوي الإعاقة وأكدت أنهم موهوبون في التشكيل وأنه في حال تأهيلهم وتدريبيهم في هذا المجال يمكن أن يصبح باب رزق لهم.
شعور بالأمان
الفنانة التشكيلية والمدربة في العلاج بالفن الأستاذة “إسراء سعيد” استعرضت تجربتها مع الفنانة التشكيلية “سهى خليل”-متلازمة داون- واحتضان “سهى اتلي” لمبادرة تدريب أطفال المتلازمة وأهمية تعاون الأسرة في هذا الصدد.
وأضافت (إن الرسم هو علاج ولغة وأداة تواصل فعالة وأنه أداة للتنفيس عن الطفل ولاستكشاف الخلفيات المبني عليها هذا السلوك) لافتة إلى أنه حسب الدراسات أنه عبر الرسم يمكن استكشاف دواخل الطفل وما يدور في عقله الباطن وميوله واتجاهاته وعلاقته الأسرة والأقران والبيئة ككل (التوافق الاجتماعي).
وأكدت أن الأطفال ذوي الإعاقة في حاجة ماسة للتعبير عبر كل أشكال الفنون.
الاختصاصية في علم النفس الأستاذة “سحر تبيدي” تحدثت عن الأثر النفسي للعلاج بالفن، وعن كيف يساهم في تعزيز ثقة الطفل في نفسه وقدرته على التعبير عن ذاته، مضيفة (أن الفن وسيلة للتنفيس الانفعالي ويعطي مؤشرا للصراعات الداخلية ويسهل العلاج النفسي اللفظي) ولفتت إلى أن العلاج بالفن فعال عندما يقترن بالعلاجات الأخرى الأسري والسلوكي وغيرها.
وزادت (الفن يمكن أن يكون ذا فائدة مع الأشخاص غير القادرين على التعبير عن أنفسهم لفظيا، بدون خوف من الانتقاد وأنه يشعرهم بالأمان) خاصة عندما يستخدم الفن كأداة للتعبير وليس لتقييم قدراتهم الفنية.
استضاف الاحتفالية منتدى باكر بالمشاركة مع منظمة الوصول للرعاية الإنسانية و”سهى قلري”، قدم البرنامج الشاعر “عبد الرحمن عبد الفضيل”.