حفاوة واضحة استقبل بها أمس الرئيس المصري “عبد الفتاح السياسي” الفريق أول “عوض محمد بن عوف” – وزير الدفاع السوداني، بحضور الفريق أول “محمد زكي” – وزير الدفاع والتصنيع الحربي المصري، و”عباس كامل” رئيس جهاز المخابرات العامة المصري.. “السيسي” أكد في لقاء “ابن عوف” على استمرار التعاون والتنسيق العسكري والأمني والاستخباراتي بين البلدين خاصة في جانب التدريب وتبادل الخبرات، وكذا الجهود المشتركة في ضبط الحدود ومكافحة الإرهاب، وقد جاء اللقاء ضمن فعاليات المعرض الدولي للصناعات الدفاعية والعسكرية (ايديكس 2018م) الذي نظمته مصر أخيراً في القاهرة.. وبالطبع فإن هذا اللقاء يأتي بعد أن استقبلت الخرطوم خلال الفترة الأخيرة وزير الدفاع المصري، الذي ركز خلال زيارته على تفعيل التعاون بين البلدين خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وضبط الحدود ومنع الجرائم المنظمة والهجرة غير الشرعية.. وقد يبدو الأمر هنا طبيعياً إلا أنه وبالنسبة لتاريخ العلاقات السياسية والأمنية بين البلدين يضع نفسه في مربع الدبلوماسية والعلاقات العامة، التي يديرها وللمفارقة بعض مِن مَن يلبسون البزات العسكرية البعيدون بصفتهم المهنية عن أية علاقة بها.. وهو واقع يعكس وللأسف البرود والتجاذب الذي ظلت تعيشه علاقات البلدين خلال الفترات الأخيرة والتي لم تنفك عن تاريخ قديم منذ استقلال البلدين دون أن يتوصل الطرفان للحالة المنشودة من التعاون والاستقرار بالرغم من مرورها بفترات مستقرة نوعاً ما كفترة التكامل واتفاقية الدفاع المشترك خلال العهد المايوي والتي أسقطها النظام الديمقراطي بقيادة “الصادق المهدي” واستبدلها بميثاق الإخاء الذي لم يقدم ولم يؤخر حتى جاءت الإنقاذ ليضع الجانبان علاقاتهما في قدر على النار ما يلبث أن يصبح ما تحته رماداً ليبرد حتى يعود أحد الطرفين ليضع مكانه المزيد من الحطب ليعود لهيبه مشتعلاً ويبدأ القدر يغلي من جديد بما فيه.. الآن وفي ظل المتحرك الإقليمي والدولي هل من جديد؟!!.. سؤال لا اعتقد أن هنالك أحداً وعلى الإطلاق يملك الإجابة عليه الآن ولا حتى “البشير” ولا حتى “السيسي”.. والله وحده يكون في عون الشعبين الشقيقين اللذين بدءا أخيراً التحرك الإيجابي والموضوعي نحو بعضهما البعض بأفضل وأسرع وأصدق من تحرك قيادتيهما السياسية في الخرطوم والقاهرة..