بكل الوضوح

أحبك بتضحك وأحبك عبوس.. !!

عامر باشاب

{ الحب معنى سامي وإحساس عميق، لا يمكن أن يلتصق أو يتصف إلا بالصدق والنقاء والوضوح والشفافية والصفاء.
{ والحب بصفاته تلك كما يقول علماء النفس يعلو بالنفس البشرية ويسمو بالروح الإنسانية فوق أمراض الحقد والحسد والغل والضغائن.
{ الحب هو الوقود الحسي الذي تتحرك به دواخلنا وتندفع نحو طريق الكفاح والمثابرة والنجاح.
{ وهو ذاك الإحساس الخفي الذي يعطينا الشعور بالأمل ويساعدنا في التغلب على المصاعب وتخطي العقبات وتجاوز الأزمات.. ويضئ لنا شارة العبور لنحقق آمالنا وأحلامنا وطموحاتنا.
{ الحب هو كلمة السر والمفتاح السحري الذي يحيل كل ما حولنا من جمود ويـأس ورتابة وكآبة إلى حياة مليئة بالحيوية والنشاط والأمل والتفاؤل.
{ والحب ليس بالضرورة أن يكون فقط ميلاً قلبياً تجاه شخص عزيز تكن له أنبل المشاعر وأصدق الأحاسيس وتشعر بأنه نصفك الآخر الذي به تكتمل تفاصيل شخصيتك.
{ فالحب يمكن أن يكون موجهاً لأصناف من البشر كبار وصغار تعزهم وتحس معهم بالراحة والطمأنينة والوئام والانسجام وبدونهم تشعر بأن حياتك ناقصة وفاقدة للطعم واللون والرائحة.
{ أما إذا جئنا إلى أسمى وأعلى وأغلى وأرفع وأروع وأنقى وأرق أنواع الحب على الإطلاق هو حب الله سبحانه وتعالى وحب رسوله المصطفى الحبيب محمد بن عبد الله “صلى الله عليه وسلم”.
{ وفي قائمة الحب الأرفع والأروع والأغلى والأعلى يأتي أيضاً حب الأرض أرض الوطن الصغير والوطن الكبير الذي بداخله تشعر بالأمن والأمان والسكينة والطمأنينة والهدوء وبعيداً عنه تشعر بالغربة والخوف والضياع.
{ وضوح أخير :
{ نرجو أن لا تأخذنا الأزمات الاقتصادية وإخفاقات الكثير من المسؤولين بالدولة وفساد (القطط السمان) بعيدا عن مربع الوطنية وتخرجنا من مدارات حب الوطن والاعتزاز والفخر به واخص بهذا الحديث الكثير من الشباب الذين ظلوا مؤخرا يسخطون من السودان ويصفونه بأنه أصبح بلد طارد ولا يحتمل.

{ وفي حب الوطن نختم بمقطع من أروع تلاقي إبداعي جمع فنان أفريقيا الأول والأخير الراحل المقيم “محمد عثمان وردي” بشاعر الشعب الأول والأخير الراحل المقيم “محجوب شريف” :
أحبك مكانك صميم الفؤاد
وباسمك أغني تغني السواقي
خيوط الطواقي وسلام التلاقي
ودموع الفراق ..
احبك ملاذ وناسك عزاز
احبك حقيقة واحبك مجاز
وأحبك بتضحك وأحبك عبوس
بعزة جبالك ترك الشموس
….
بحضرة جلالك يطيب الجلوس
مهذب أمامك يكون الكلام
لأنك محنك عميق الدروس
مجيد المهابة مديد القوام
….
أخاف الطريق اللى ما بودى ليك
وأعاف الصديق اللى ما بهم بيك
معاك انتظارى ولو بالكفاف
وعنك بعيداً أبيت الرحيل
وبيك اعتزاز الصباح الجميل
جميع الأغانى اتكالن عليك..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية