أخبار

كلمة السر

لم يبدِ صديقي الذي يعمل محامياً كثير إكتراث بما كان (يدلقه) على سمعي عن حالات طلاق وصفها بالغريبة جداً يمسك بملفاتها في الوقت الحالي ويتنقل ما بين ردهات المحاكم ومنازل فرقاء الحياة الزوجية، عله يسعهم في إعادة مياه الحياة الزوجية التي فتكت بها أعاصير المشاكل اليومية.
للحقيقة فإن ما كان يكشفه لي صديقي كان (يرفع) وتيرة دهشتي إلى أقصاها عن حالات لأزواج جمع بينهم رباط الحُب فترات طوية، ولكن ذات الحُب لم يصمد أمام تقلبات الحياة ومنغصاتها وواقعيتها.
*غير أن أغلب حالات الطلاق – للأسف الشديد – كانت لفتيات يطلق عليهن بعاميتنا (في عمر الزهور) بعضهن في بداية العشرينيات.. وأخريات لم تصل أعمارهن لتلك الفئة العمرية..
*ارتج عقلي قليلاً من هول ما سمعت.. ثم عاد إلى اتزانه شيئاً فشيئاً.. وبدأت استرجع حالات مماثلة لمطلقين خلال الخمس سنوات الأخيرة.. وبدأت الحقائق تتضح أمام ناظري رويداً.. رويداً.
*(اكتشفت أنو كان بيخوني مع واحدة تانية) هي الديباجة الجاهزة التي تدفع بها الزوجة التي لم تجد سوى القضاء رغم مشقته وعنته و(كشفه للحال) للتخلص من براثن ما باتت تعتقده جحيم حياة زوجية لا يطاق.. تلك هي أكثر الأسباب التي تعجل بنهاية الحياة الزوجية وهي عامل مشترك لحالة (الفصام النهائي) بين الزوجين، بالإضافة إلى عوامل أخرى لم تكن بذات تأثير الأولى مثل المعيشة الاقتصادية واكتشاف صفات لم تكن معلومة للطرفين خلال فترة الخطوبة والتعارف.. بالإضافة إلى عدم التوافق النفسي أو الاجتماعي بين الاثنين.
وتبقى المعضلة الأساسية للخلافات بين الزوجين هي (الخيانة) التي يعتبرها كثيرون نهاية حتمية تدق آخر مسمار في نعش الحياة الزوجية حتى وأن كان الزوج مكتمل الصفات الأخرى إلا من مسألة (الإخلاص لزوجته).
*(الخيانة) واسعة تحتمل عدة أوجه وعدة تصرفات.. قد تكون رسالة عبر المحمول خيانة.. أو الجلوس مع إحدى الفتيات في مكان عام خيانة.. أو (تلفون نص الليل) خيانة.. أو مغازلة فتاة في الشارع العام خيانة بالإضافة إلى عدة تصرفات قد تكون مقصودة أو غير ذلك.
* ولكن قبل النظر إلى أسباب تلك الخيانة أو آثارها السلبية على الزوجين.. يجب على طرفي العلاقة أن يدركا أن المجتمع الآن بات مفتوحاً.. وهذا الانفتاح الذي لا نستطيع مقاومته.. انفتاح أقحم أنف بقية الناس في خصوصيات أشد الأسر تمسكاً بتقاليدها وانغلاقاً على محيطها الضيق.. هذا الانفتاح وفرته التكنولوجيا.. وعرَّت به ما كان يتدثر به المجتمع من قيم وانكفاء على الذات.
(الموبايل)، (الماسنجر)، (الفيس بوك) (الفايبر)، (الواتس آب) (غرف الدردشة الخاصة) وسائط حديثة نسبياً رغم أنها قرَّبت من كان بعيداً إلا أنها أدوات التكنولوجيا التي تحمل في جوفها (فناء العلاقات الاجتماعية) خاصة في مجتمع لا يتقن التعامل مع تلك الأدوات مثلما هو حالنا.
* الثقة.. والعين المليانة هما كلمة السر في تكوين أسرة ناجحة..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية