المشهد السياسي

الدورة المدرسية حدث سياسي كبير

موسى يعقوب

أبدع الجيل التربوي الأول في بلادنا في ربط العلاقة بين الأجيال، فقد تعلمنا عليه: في (القولد التقيت بالصديق وانعم به من فاضل صديق.. ومن هناك قمت للجفيل ذات الهشاب الناضر الجميل..) فالقولد في شمال السودان والجفيل في غربه.. وغيرهما من المناطق المحلية المترامية في السودان.. والدورة المدرسية والرحلات الطلابية التي بدأت منذئذٍ أخذت في الوقت الراهن بعداً جديداً عمّق العلاقة والترابط بين الأجيال، وأضاف إليها أبعاداً أخرى سياسية وتنموية نعمت بها المناطق التي تقام فيها تلك الدورات.
فقيام الدورة المدرسية الثامنة والعشرين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور كانت حدثاً ثقافياً ومجتمعياً كبيراً كان له بعده السياسي عندما زار السيد رئيس الجمهورية الولاية في خواتيم الدورة، وقام بجملة أنشطة أعطت الولاية بعدها، وحققت عدداً كبيراً من طموحات مواطنيها وكانت كثيرة فتحت أعين الكثيرين على أن ولاية جنوب دارفور بقيادة واليها ودعم السيد الرئيس لمشاريعها التنموية والخدمية والعلمية قد أنجزت وحققت ما يجدر ذكره، لا سيما وأن الولاية بعاصمتها نيالا لها بعدها ومركزها التجاري ودورها في الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وما جاورها.
وكما هو معلوم فقد خصّ السيد الرئيس الولاية والدورة المدرسية الثامنة والعشرين بزيارة امتدت ليومين شهد فيهما ما حفلت به الدورة من مناشط ثقافية ورياضية واجتماعية عمقت الوجدان السوداني وخرجت به من العزلة الإثنية والقبلية التي سادت في بعض أجزائه ومكوناته العرقية والمجتمعية.
وإلى جانب ذلك فقد كانت للسيد الرئيس في زيارته تلك جولات واستقبالات واحتفاءات شعبية وافتتاح مشروعات أضافت إلى دعم الكثيرين له وترشيحه لدورة رئاسية جديدة في انتخابات العام 2020م.
ومن هناك، أي من زيارة السيد رئيس الجمهورية لولاية جنوب دارفور التي استمرت ليومين، توجه من هناك، بالأمس، لزيارة ولاية شرق دارفور ليومين أيضاً. فولاية شرق دارفور بما لها من موقع له خصوصيته في الأمن والسلام وجمع السلاح ونزعه، ثم استقبال جماعات النازحين والعائدين من النزوح، صار لها الآن ما تحقق من الاستقرار والتنمية والخدمات الصحية والتعليمية التي سبق أن وعد بها السيد الرئيس وأتت أكلها، وكان لا بد للسيد الرئيس أن يقف عليها ويفتتح ما تم إنجازه ويعد بما تبقى.. فولاية شرق دارفور لها خصوصيتها كما سبق أن قلنا، إذ بدأت بها عملية جمع السلاح ونزعه.
لقد كان للدورة المدرسية (28) بولاية جنوب دارفور دورها السياسي والثقافي والمجتمعي الذي جذب السيد الرئيس إليها وخصّها وجاراتها ولاية شرق دارفور بزيارة امتدت لأربعة أيام ربما كانت الأولى من نوعها.. بل هي حدث كبير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية