تفاصيل اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي بشان الأوضاع بالجماهيرية في الخرطوم
إجماع على إيجاد مبادرة أممية موحدة لحل الأزمة
تقرير- ميعاد مبارك
شهدت قاعة الصداقة، أول أمس (الخميس)، انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي بدعوة من وزير الخارجية دكتور “الدرديري محمد أحمد”، بمشاركة وزير الخارجية الليبي “محمد الطاهر حمودة” ووزير الخارجية المصري “سامح شكري”، وكاتب الدولة للشؤون الخارجية التونسي “صابر باش طبجي” ورئيس ديوان وزير الشؤون الخارجية الجزائري “صالح حامد” وسفير تشاد “أقادا قاردا” والقنصل العام للنيجر في الخرطوم والسفير الإيطالي ومبعوث فرنسي. الاجتماع أكد على ضرورة إيجاد مبادرة موحدة برعاية الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، وشدّد على الحل السياسي السلمي ورفض الحلول العسكرية.
{ المبعوث الفرنسي : المجتمع الدولي هو طوق النجاة
في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، قال المبعوث الفرنسي إن المجتمع الدولي هو طوق النجاة ودوره أساسي لحل الأزمة في ليبيا وعليه دعم الترتيبات الجارية على رأسها قيام الانتخابات، وطالب بتوحيد الجهود كافة.
من جانبه، أمن مندوب الجامعة العربية السفير “صلاح جمالي” على طلب الحكومة الليبية رفع حظر تصدير السلاح إلى ليبيا حتى تتمكن من بسط السيطرة على الأراضي الليبية، ولكنه لم يتجاوب مع هذا الطلب وحمّل التدخلات الدولية في ليبيا مسؤولية تفاقم وتدهور الأوضاع واستمرار الأزمة السياسية، وان التنافس على ثرواتها لم يعد خافياً، وزاد: (ليبيا معروفة بموقعها).
ولفت إلى أن الحكومة الليبية يقع على كاهلها استضافة (750) ألف لاجئ أفريقي، وطالب بأن يكون الحل أفريقياً وعربياً لأنهما القادران على الأزمة، ورحب بالجهود الأورومتوسطية شريطة أن يتم التنسيق مع الجامعة العربية والأفريقية بما في ذلك مكافحة الإرهاب،
وفيما يتعلق بتدهور الأوضاع في الجنوب الليبي، فقد شدد على ضرورة أن تقوم دول الجوار الجنوب الليبي بدورها لدعم خطة ترتيبات أمنية طويلة الأمد، وأشار إلى أن الأوضاع الحالية جعلتها بيئة لاستقطاب العناصر المتطرفة.
{ السفير الإيطالي: روما ترحب بكل المبادرات
السفير الإيطالي في الخرطوم فابريتسيو لوباسو قال مخاطباً الجلسة الافتتاحية: (كل المبادرات مرحب بها من روما)، وشدد على ضرورة التنسيق بين كل المبادرات حتى تعم الفائدة العامة لأن ليبيا تهمنا جميعاً ونحرص على تحقيق الاستقرار والسلام)،
وأضاف: (السودان معني بالاستقرار وما يقوم به دور مهم، ونحن سعداء، وإيطاليا ترحب بجهود السودان لإحلال السلام)، ودعا إلى ضرورة التنسيق وتوحيد المبادرات والجهود الوطنية والإقليمية والدولية) .
وذكر “فابريتسيو” أن ليبيا بالنسبة لهم بلد مهم جدا وقال: (نحن في إيطاليا حريصون على أمنها واستقرارها وسلامتها وحاولنا كثيراً تعزيز أمنها واستقرارها).
{ الاتحاد الأفريقي: يجب إبعاد التدخلات الأجنبية غير الأفريقية لحل الأزمة الليبية
ممثلة مفوضية السلم والأمن الأفريقي السفيرة “أميرة الفاضل” قالت: (يجب إبعاد التدخلات الأجنبية غير الأفريقية لحل الأزمة الليبية وجمع الفرقاء الليبيين، وهذا يتضمن تضامن الدول الأفريقية مع ليبيا وتوحيد الجهود الأفريقية مع الشركاء الدوليين ودعت إلى تنظيم مؤتمر دولي جامع لحل الأزمة الليبية على اتفاق الصخيرات في المغرب.
وفي البيان الختامي، جدد الوزراء التزامهم بدعم ليبيا ومساعدتها في إطار انتقال سياسي سلمي يستند إلى تطبيق توافقي للاتفاق السياسي الذي يرمي إلى التوصل لمصالحة وطنية والمؤسسات وطنية موحدة وقوية ذات مصداقية لكافة الليبيين، وشددوا على الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، واحترام الاتفاق السياسي المؤرخ في 17 ديسمبر 2015م باعتباره إطاراً لحل الأزمة، بالإضافة لرفض كل تدخل خارجي في الشؤون الداخلية في ليبيا، وتكريس مبدأ التوافق دون إقصاء أو تهميش والالتزام بالحوار الشامل وإعطاء الأولوية للمصالحة الوطنية ورفض أي حلول عسكرية، وإيلاء موضوع الجنوب أهمية قصوى والالتفات إلى خطورة الوضع هناك، والدعوة إلى تكثيف التنسيق الفعلي بين الدول الإقليمية في إطار محاربة العنف والأنشطة الإجرامية.
وأكد الاجتماع على ضرورة إيجاد مبادرة موحدة برعاية الأمم المتحدة لحل للأزمة الليبية، وشدد على الدعم الكامل لخطة الممثل الخاص للأمم المتحدة في هذا الصدد، وإحاطته الأخيرة لمجلس الأمن الدولي في القضية الليبية. وقال وزير الخارجية في تصريحات صحفية عقب الاجتماع (أكثر ما يهمنا الآن ما يجري في الجنوب الليبي لأنه وصل لمراحل خطرة وتنبئ بشر مستطير)، وأكد: (يجب التصدي لما يحدث هناك والعمل لمضاعفة الجهد والقيام بجهد مشترك يجمع كل دول الإقليم للتصدي لما يحدث هناك من انفلات، والمساهمة في إعادة الاستقرار في ليبيا ولابد من دعم الجهود التي يقودها المبعوث الأممي). وشدد على أن دول جوار ليبيا هي الأقرب للشأن الليبي.