فوضي التصريحات!!
قبل أن (يبلع )الرئيس التشادي ريقه أو يلتقط أنفاسه بعد إطلاقه تصريحاً لبعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، قال فيه إنه مستعد للتوسط بين السودان وإسرائيل، إلا وتشتت سهام تصريحات الحكومة السودانية رغم أن الموضوع لازال في طور التصريحات من قبل الوسيط التشادي، وبالمناسبة ما عندنا من ناحية المبدأ مانع في أن تعلن الحكومة موقفها من التطبيع رداً على هذه التصريحات ، لكن أكيد عندنا ألف مانع أن يصرح أكثر من شخص وفي أكثر من اتجاه وبأكثر من لغة وتعبير لأن مثل هذه المواقف التي تتعلق بقضايا كبيرة وحتى أن كان الموقف منها مبدئياً ومعروفاً إلا أنه لابد أن يخرج الرأي من خلال المؤسسية وعبر قناة واحدة تعبر عن الرأي الرسمي كما يفترض أن يحدث في كل بلاد الدنيا إلا عندنا حيث صرح في البداية الدكتور “عبد الرحمن الخضر” معبراً عن رأي الحزب الحاكم نافياً وجود أي توجه للتطبيع مع إسرائيل، وحتى هنا الأمر كان يكفي وزيادة، لكن لم يرغب وزير الإعلام والاتصالات “بشارة جمعة” أن يخرج من مولد التصريحات بدون حمص ليقول إن العداء بين السودان وإسرائيل سيستمر حتى يوم القيامة، ثم خرج علينا الأخ “أسامة فيصل” وزير الدولة بالخارجية بتصريح ثالث قال فيه إن هذا الحديث هو مجرد تقارير إعلامية هي بمثابة تسريبات وأنهم كدولة لا يهتمون بها (طيب ما كان من الأول) ، ومابين القوسين من عندي شنو الداعي لخمة النفس والتسارع نحو التصريحات المنفردة، طالما أن القرار ليس رسمياً ولم يناقش على مستوى المؤسسات التشريعية والتنفيذية، لكننا للأسف في مركب فيها ألف ريس لذلك كثيراً ما تغرق أو تشارف على الغرق في مواقف كثيرة سببها تضارب المواقف ، وأشارت التصريحات والأرشيف زاخر بالأمثلة، لكنني أقول إنه رغم موقفي الواضح تجاه التطبيع مع إسرائيل وهو موقف مبدئي لا تغيره المصالح الإستراتيجية أو الفوائد الاقتصادية حتى لو أن إسرائيل هذه جعلت نهر النيل كما نهر الكوثر في الجنة يجري عسلاً، إلا أنه كان على الحكومة أن تضبط ألسنة منسوبيها حتى يصبح الطلب رسمياً وعندها نرفضه كمان رسمياً وهو موقف له دلالاته من السيادة واتخاذ القرار والثبات على المبادئ لكن نعمل شنو وكل واحد عامل عنتر وشايل سيفه وكأن الدولة هذه سوق أم دفسو كل يعرض بضاعته كيفما شاء وكيفما اتفق .
لكن كله كوم وتصريح نائب برلماني وهو في ذات الوقت أحد نواب رئيس لجنة برلمانية كوم تاني وهو أنه يؤيد التطبيع مع إسرائيل لحل مشاكل الاقتصاد وكأن مشاكل الاقتصاد سببها إسرائيل، وهو تصريح يشبه التغريد خارج السرب ورأي ليس مكانه الصحف للانتشار والذيوع والشهرة، لكن مكانه قبة البرلمان للتصويت قبولاً أو رفضاً ، وحديث الرجل رغم أنه حديث فردي لكنه يضع البرلمان كمؤسسة في موقف بايخ ولا يليق بمؤسسة دستورية كبيرة عليها أن تضبط تصريحات نوابها التي تشبه (الدراب) في كثير من المواضيع المهمة التي يتحملها البرلمان ككل رغم أنها تصريحات تخص فرد وليس جماعة.
في كل الأحوال لابد أن تضبط الحكومة قنوات التصريحات فيها وكل مسؤول يمسك خشمه عليه ويتحدث فقط في ما يلي اختصاصاته ومسؤولياته وكفاكم عشوائية وتخبطاً.
كلمة عزيزة
واحد من الأسماء الكبيرة في عالم الصحافة الرياضية بل رائد من روادها هو الأستاذ “عدلان يوسف” تقررت له عملية جراحية عاجلة بمدينة المعلم الطبية بلغت تكلفتها (200) ألف جنيه، وأستاذ “عدلان” شأنه شأن أصحاب هذه المهنة لم تورثه رغم رهقها وتعبها مالاً أو ثروة ، لذلك من حقه وتكريماً لتاريخه أن تتدخل رئاسة الجمهورية للمساهمة في علاجه وبصفة خاصة أناشد شيخ العرب نقيب المعلمين ومفجر هذا الإنجاز الطبي الشامخ الأستاذ “عباس حبيب الله” بتخفيض نفقات العملية الباهظة تكريماً له ولعموم قبيلة الإعلام في شخصه.
كلمه أعز
حديث السيد وزير النفط لهذه الصحيفة أمس لم يستطع أن يقنعنا من خلاله عن الأسباب الحقيقية لأزمة الوقود الخانقة ولا أدري كيف يتباهى بمقدرة وزارته على بيع باخرتين نفط في اليوم الواحد والطرمبات ما فيها طفاي النار!!!!!