.. أثار تصديق القادة الأوروبيين الـ(27) في بروكسل أول أمس على خروج بريطانيا وإيرلندا الشمالية من الاتحاد الأوروبي والهيئة الأوروبية للطاقة النووية وذلك فقط بعد(38) دقيقة من اجتماعهم غضب ( الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ) بِما اعتبرته وعدد كبير من قادتها السياسيين ومراقبيها إهانة بعد تاريخ طويل مثلت فيه لندن قلب هذا الحلف التاريخي، وبالرغم من توقيع القادة الأوروبيين وفي ذات التوقيت على وثيقة أخرى تنص على بحث وجه العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد الانفصال، إلا أن ذلك لم يخفف من شعور البريطانيين بالاستخفاف وعدم الاحترام من القادة الأوروبيين، والشعور البريطاني هذا بالطبع يشير لحجم قلق الشعب البريطاني بتكويناته السياسية المعارضة لما أقدمت عليه رئيسة الوزراء “تيريزا ماي” التي قادت مفاوضات صعبة لأكثر من عام ونصف لتصل لهذا الاتفاق الذي لا زال معلقاً في الهواء في انتظار مصادقة البرلمان البريطاني والأوروبي نفسه .. المهم لنا في هذا كله ( إن كان لنا أن نشعر بشيء ما ، نحن المختبئين قسراً وراء سور العالم الحي المؤثر والحاسم لمسارات السياسة الدولية بأمنها واقتصادها)، إن بريطانيا بهذا الموقف تكون أول الخارجين من أقدم حلف دولي سياسي – عسكري في العالم الحديث بعد الحرب الكونية الثانية، وهي الدولة التي لها النصيب الأكبر من التاريخ الاستعماري لدول منطقتنا العربية والأفريقية، فماذا يمكن أن يحدث في العالم ..؟؟ .. هل ستتشكل تحالفات دولية جديدة ..؟؟ .. ممن ستتكون، وممن ستتشكل، وأين سيكون موقعنا نحن الأفارقة والعرب ..؟؟ .. هل هنالك من يهتم الآن بهذا أم أن خروج بريطانيا المدوي من الاتحاد الأوروبي ما هو إلا فلم سينمائي يتابعه العرب والأفارقة كما يتابعون أفلام هوليوود الأمريكية ..؟؟!!
