لا أحسب مطلقاً بأن قواعد الحركة الإسلامية على وجهها التاريخي التليد قد تفاعلت أو حتى اهتمت بفعاليات ما أعلن عنه خلال الأيام الفائتة بأنه المؤتمر الدوري العام للحركة الإسلامية ، وذلك قياساً لما كان يحدث في الماضي من حراك واسع وكبير في جسم هذه الحركة التي كان لها دور كبير وحقيقي في التاريخ المعاصر للأمة السودانية والدولة السودانية بأرضها و تاريخها وشعبها ، وهو الدور الذي لا يستطيع أحد أن ينكره أياً كان موقفه وموقعه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ففي هذه المناسبة الدورية التي كانت بمثابة يوم مولد جديد لها كانت الحركة الإسلامية ترتج بهدير الشباب وصراخ النساء وهمهمات الرجال وإيماءات الشيوخ لتحتكم في توصياتها ومخرجاتها وقراراتها إلى هذا التفاعل الجمعي الساخن، وهذا هو فقط ما كان يمثل الفارق التنظيمي والحركي بين الحركة الإسلامية وغيرها من الكيانات السياسية الأخرى التي غالباً ما كانت تعجز عن عقد مؤتمراتها العامة، ولكن هاهو الزمان يدور لتقعد الحركة الإسلامية في مقعد الفشل هذا مثلها مثل غيرها من هؤلاء الفاشلين ولا عزاء لكل الشعب السوداني بكافة قواعده التي اختلط عليها البقر بمثلما اختلط فيها الحابل بالنابل .. ورحمك الله يا نزار يوم صرخت :
ما الذي يجري على المسرح ؟
مَن يجذب خيطان الستار المخملي ؟
مَن هو الكاتب ؟ لا ندري
مَن المخرج ؟ لا ندري
ولا الجمهور يدري .. يا بني ..
إنهم خلف الكواليس.. !!
