قدم السيد رئيس اتحاد الصحافيين، الصحافي القدير “الصادق الرزيقي”، اعترافاً محزناً يتعلق بتدني قدرات منسوبيه من الصحافيين، واعتمادهم على ما تنشره الأسافير كمصادر للمعلومات، ونسي أو تناسى أستاذنا الجليل “الرزيقي” أنه المسؤول الأول والمباشر عن ذلك، باستثناء كونه رئيس تحرير سابق لصحيفة كبيرة، وأنه صحافي كامل الدسم، بدأ الصحافة من الصفر (متدرباً، محرراً، مدير تحرير، رئيس تحرير)، أي تسلق سلم المهنة درجة درجة، لم يأتِ بقرار سياسي، أو تقلد منصباً لا يستحقه لأي اعتبارات كانت، نسي سعادته أن أهم أدوات تطوير الصحافة هو تدريب الصحافيين، وجعلهم مواكبين لتطور المهنة ووسائلها، فالنص الصحافي ذاته تطور مع مرور الزمن، وأصبح للمؤسسات الإعلامية الكبيرة والمحترمة “style book” خاص بها، بينما تفتقر صحفنا باستثناء اثنتين أو ثلاث منها لمحرري (الديسك)، وتجد الصحيفة غير متجانسة المفردات، وغير مفهومة الخط التحريري لها، والبعض من هذه الصحف تخرج للقارئ في اليوم التالي بالبركة و”المجازفات”.
لم يوفر اتحاد الصحافيين في عهد “الرزيقي” أو سابقيه، فرص تدريب مقدرة تدعم مسيرة المهنة، ناهيك عن مواقف لصالح الصحافيين تجاه مؤسساتهم أو رفض ما تواجهه الصحف من تعسف السلطة و..الخ، ظل اتحاد الصحافيين في نظر منسوبيه مؤسسة للجباية عبر الرسوم الباهظة المفروضة عليهم، حتى أنه يمنح بطاقته عديمة الجدوى بمقابل مالي، نعم هناك مجهودات لا ننكرها، حيث وفر الاتحاد مساكن تمليك بالأقساط لعضويته، جهد مقدر ومحترم لدينا، ولكن هذا لا يدفع بالمهنة في عظمها للأمام.
كنت أتمنى ألا يفتح السيد النقيب الموقر على نفسه طاقة سخط من زملائه المسحوقين، من من تتلاطمهم أمواج الظلم والإجحاف من كل صوب، تعاديهم المعارضة وتعتبرهم أرباباً للنظام الحاكم، تعلق عليهم فشلها في إحداث التغيير السياسي الذي يحلمون به، تعاديهم السلطة وتصفهم بالخونة والعملاء، يسبهم الشارع يومياً ويتهمهم بتسويق كذب الحكومة وبيع الهواء، كنت أتمنى أن يسعى “الرزيقي” لرفع الظلم عن منسوبيه، وتوفير فرصة التدريب والتأهيل، واقتلاع حقوقهم من بعض الناشرين المتسورين لحائط الصحافة المتهالك.