حوارات

المدير العام لشركة تاركو للطيران “سعد بابكر أحمد محمد نور” في حوار مع (المجهر)

الشركة تمتلك أسطولاً من الطائرات وتسير رحلاتها إلى (25) وجهة وفتحنا (9) خطوط دولية جديدة

أسهم الشركة ملك لشخصين فقط.. شخصي المدير العام و”قسم الخالق بابكر” المدير التنفيذي
حصلنا على شهادة انضباط بنسبة (100%) مرتين على التوالي من مطار الملك “خالد بن عبد العزيز” ولم نلغِ أو نؤجل رحلة
أول قائدة طائرة سودانية تعمل في تاركو وكل طاقم التشغيل من الوطنيين
تاركو واحدة من الحلول الاقتصادية التي يبحث عنها “معتز موسى” ونأمل في الجلوس معه لمناقشة فرص صناعة الطيران
مركز تاركو للتدريب يوفر فرصاً تدريبية مجاناً لأشقائنا من جنوب السودان هدية منا بمناسبة السلام

حوار: سيف جامع

ما بين بداية عنوانها الثقة والاستمرار، كتبت شركة تاركو قصة نجاح لم تعرف التثاؤب، وخلال فترة عمل وجيزة بدأتها في 2009 تحولت بفضل مجهود جبار إلى منافس قوي لشركات الطيران في المنطقة بامتلاكها (14) طائرة تعمل في (25) وجهة حول العالم بالإضافة لرحلاتها الداخلية، وهذا دفع سُلطة الطيران المدني للإشادة بأدائها وتشجيعها بوصفها من الشركات الوطنية في مجال صناعة الطيران، كما حصلت على شهادات من المملكة العربية السعودية في الالتزام بالهبوط والإقلاع دون تأخير أو إلغاء لرحلة، وتسعى الشركة حالياً إلى المضي نحو خطوات أكثر بعداً والاتجاه إلى أوروبا وأمريكا، لكن هذا المنال ليس سهلاً ويحتاج إلى دعم من الدولة بتوفير التسهيلات اللازمة، (المجهر) التقت المدير العام لشركة تاركو “سعد بابكر أحمد محمد نور” في حوار حول الواقع اليوم والمستقبل، فإلى مضابط الحوار:

*بداية كيف استطاعت تاركو تحقيق هذا النجاح في الفترة الأخيرة بالرغم من المشاكل التي تواجه صناعة الطيران؟
-نحن سعداء بصحيفة (المجهر) وإتاحتها لنا هذا اللقاء، في رحلاتنا حريصون على توفير صحيفة (المجهر) داخل الطائرة للركاب ومن هنا أحيي الأستاذ “الهندي عز الدين” الرجل الشجاع القوي المتفرد ونحن من المعجبين بعموده اليومي (شهادتي لله) نسبة لتميزه والحقائق التي يذكرها، بالنسبة لسؤالك نعم مضت تاركو عبر مرحلة وعبرت من نجاح إلى نجاح بفتح الخطوط، وفتحنا (9) خطوط جديدة مؤخراً في الكويت والدمام وصنعاء وعدن وأسمرا، وكانو ويوغندا وجوبا والأردن، وهذا يدل على أن الأسطول ملك شركة تاركو وليس مؤجراً، والامتلاك في سوق الطيران يعني إيجابيات عدة، وتاركو بدأت من حيث بدأ الآخرون، والحمد لله نمتلك هذا المقر الذي توجد به الرئاسة ومركز لصيانة الطائرات.
*هل أنتم راضون عن ما حققته الشركة حالياً؟
-تاركو حطت على كل دول الجوار التي حولنا وجاءتنا إشادات بانتظام الشركة، وعدم الالتزام كان واحداً من العيوب الكبيرة جداً التي تعاني منها صناعة الطيران السودانية، مثل إلغاء الرحلة وغيرها، ونحن عالجنا ذلك وحصلنا على شهادة من مطار الملك “خالد بن عبد العزيز” في المملكة العربية السعودية، عن تحقيقنا نجاحاً كبيراً جداً في الانضباط تفوقنا به على شركات عالمية، وربما قد لا يصدق المواطن السوداني أن تاركو طوال عام كامل يصدر تقرير بأنها لم تلغِ رحلة أو تتأخر في رحلة، وحققت معدلاً عالياً في الانضباط بالزمن ونالت شهادة، وهذه الشهادة اعتبرها قوية جداً ومهمة في مسيرة تاركو خاصة وأنها جاءت من الطيران المدني السعودي المشهود له بالتطور والقوة في تطبيق القوانين والأجهزة الحديثة التي تتابع هبوط الطائرة وإقلاعها، فنحن حصلنا من مطار الملك “خالد” على شهادتين على التوالي، الأولى كانت بنسبة (94.44%) عن قيام طائراتنا في موعدها وهبوطها في موعدها، وأضف لذلك إلغاء الرحلات جاء “زيرو، زيرو، زيرو” طوال السنة، ونحن نسير رحلتين في اليوم إلى جدة صباحاً، وهذه اعتبرها شهادة تفوق في خطوط كثيرة جداً، والسعوديون هنأونا بهذه النتيجة ولم يتخيلوا أن شركة سودانية تصل لهذا المستوى من الأداء، والحمد لله “سبقنا الكبار والقدرنا”، وهذا مكسب كبير وشهادة احترافية نعتز بها، بالإضافة لذلك كل السفارات السودانية حالياً تشيد وتفتخر بتاركو.
*هل لاحظتم تقبل العملاء لما حققته تاركو من نجاح؟
-نعم لأن ما يهم المواطن طبعاً الانضباط في زمن القيام والوصول، وهمه أن الرحلة لا تلغى “وما تشيل شنطتك تمشي المطار يقولوا ليك الرحلة اتلغت”، بحمد الله أي مواطن أخذ تذكرة من تاركو ذهب المطار وسافر بسلام، وهذا يدل على جودة أداء إخوانا في الأقسام الهندسية، على رأسهم المهندس “الصادق المقبول” والطيار كابتن “صلاح الدين زمراوي” وهو طيار سوداني يقود عملية التشغيل الأرضية، وكذلك الإخوان في الأقسام المختلفة.
*ما الخطوات التي اتخذتها تاركو وحققت هذا النجاح خاصة وأن الاستثمار في السودان يواجه بعض العقبات؟
-عموماً صناعة الطيران من الصناعات الرفيعة والدقيقة جداً ومن أصعب الصناعات، وهذا النجاح لو تحدثنا عن من هم وراؤه نجد كابتن “باجوري” مدير عام سُلطة الطيران المدني ومدير مطار الخرطوم الدولي، وكل الإدارات بمطار الخرطوم، وما يقومون به من تسهيلات داخل مطار الخرطوم، قادنا إلى هذه النتائج وشجعنا في التوسع، وكابتن “باجوري” نعتبره الأب الروحي والقائد المثالي لنا، وما طرقنا أبوابه إلا وجدنا كل الدعم والمشورة، في أي وقت وأي زمن أبوابه مفتوحة.
*ماذا عن أسلوب وفلسفة تاركو في العمل؟
-على مستويات الإدارة داخل الشركة، تاركو تتميز بإدارات واعدة وخلّاقة، فكابتن “صلاح زمراوي” الذي يقود عملية التشغيل أول طيار سوداني ويلقب “بزيرو ون”، باعتبار أن رخصته أول رخصة طيران سودانية، وهو يقود مسيرة النجاح وفتح المحطات الخارجية، ونجد أيضاً إخواننا في قسم التدريب مثل “سند محمد الحسن” المضيف السوداني، ولا ننسى أيضاً الإدارات الأخرى، إدارة الجودة، الهندسة، والحركة والعمليات وسعادة اللواء “عماد عبد المنعم” في إدارة الأمن، ونجاح الشركة جماعي، وكل أطراف السودان تاركو تسير إليها خطوطاً ناجحة ولعدة دول نلنا شهادات من السفارات بهذه الدول في الانضباط والمساهمة الاجتماعية، ولا ننسى أن أول قائدة طائرة سودانية تعمل في تاركو وهي كابتن “حاجة عثمان”، وأنا معك في هذا اللقاء هي تقود حالياً رحلة إلى مدينة جوبا، وطبعاً مؤخراً شغلت كل الميديا العالمية وإخوانا في الكويت انبهروا يوم شاهدوا أن الطائرة السودانية والمتحدث مع برج المراقبة صوت نسائي، فاستغربوا أن الطائرة سودانية والكابتن سودانية، فحشدوا كل الإعلام، وحدثت ضجة كبيرة، وكانت مفخرة للمرأة السودانية وهذه واحدة من إنجازات تاركو، وإذا تحدثنا عن الإنجازات ربما لن تنتهي، وهنالك كذلك في مجال الصيانة الحمد لله تم توطينها في السودان بعد أن كانت تتم بالخارج وتستهلك عُملات حُرة، ووفرنا فرص عمل للمهندسين السودانيين في مركز صيانة تاركو للطيران، ومن هنا نقول لكل الكليات التي تدرس الطيران إن لديكم فرصاً في مركز تاركو لصيانة الطائرات.
*هل تعتقد أن الكادر السوداني مؤهل لتحقيق شركة طيران عالمية في المستقبل؟
-بالتأكيد وتاركو نموذج إذا نظرنا إلى القائمين على تاركو ووجهاتها الـ(25) دولة، كلهم كوادر سودانيون من كابتن ومساعد الكابتن والمهندس، والضيافة كلهم سودانيون (100%)، وهذا لم يأتِ بالصُدفة وإنما بتوفيرنا الفرص للسودانيين الذين لم يجدوا فرصاً، أتحنا لهم الفرص والحمد لله الكادر السوداني تدرج وحقق نجاحاً كبيراً جداً في الطيران، وهنالك أيضاً العنصر النسائي السوداني مثل كابتن “حاجة” وكل طاقم الضيافة، والآن تجد الطائرة كلها سودانيون حتى مهندسي صيانة الطائرات سودانيين، وهذا ليس جديداً عليهم، ففي كل دول العالم وفي الخليج تجدهم في مواقع مرموقة في صناعة الطيران، فـ”صلاح الدين زمراوي” أول من أسس الطيران المدني السعودي، وأخونا “عبد الوهاب حمد” الذي يعمل معنا الآن، أول من أسس الخطوط الكويتية، ونجد أن السوداني في بعض الدول في مركز مرموق وهو المرجعية في صناعة الطيران.
*لكل نجاح عقبات، ما هي العقبات التي واجهتكم واستطعتم التغلب عليها؟
-أقول لك إن العقبات مركبة، منها الحظر الأمريكي على البلاد كان واحداً من العقبات الكبرى، وكذلك الظروف الاقتصادية التي تمر بها أي صناعة في السودان، مثل العُملة الحُرة وصناعة الطيران هي صناعة دولارية، التأمين بالدولار وقطع الغيار بالدولار، حتى أنها تسمى بصناعة الدولار، لأن في السودان لا يتوفر شيء من مدخلات صناعة الطيران، فكلها تستورد من الخارج، لذلك نعتبر المشكلات التي تواجهنا مركبة من حظر وظروف اقتصادية تمر بها الدولة وعدم توفر العُملة الحُرة.
*كيف تعملون على توفير العُملات الحُرة لتسيير العمل؟
-هذا حديث الناس يقولون إن تاركو نموذج لشركة صابرة لغاية الآن لماذا، نحن نقول لهم سبحان الله، إن الحصار الأمريكي ربما لخير، أن جعلنا نجتمع كسودانيين ويكون الطيار سودانياً، سابقاً الطيار بالدولار الآن سوداني، وكل المهندسين وطاقم الطائرة سودانيون، إضافة لذلك أصبحت بعض الدول متنفساً لنا مثل كانو وجوبا وأسمرا نتعامل معها بالعُملة الحُرة وماشي الحال.
*بالنسبة للركاب كان يوجد تخوف من الطائرات السودانية، كيف استطعتم إزالة هذا الهاجس؟
-هذا كان من كبرى التحديات، نتعامل بواقع أن السوداني أصبحت ثقته مهزوزة بالطائرات السودانية ولا بد لنا أن نواجه المشكلة بالعمل والدراسة الجيدة، الآن السودانيون خيارهم تاركو خاصة المتجهين إلى السعودية، وهذا يدل على أن الثقة عادت والطائرات تقوم في موعدها وحصلنا على شهادة عالمية، وكذلك عملنا على أن تكون الطائرات بشكل يليق بالمواطن السوداني، وكذلك الزمن والمعاملة الجيدة وأي مضيف نعمل له كورسات ولدينا مركز تدريب نؤكد فيه للعاملين بأن الزبون على حق وأزلنا كل المخاوف، وكل راكب حالياً يقول إنه يريد تاركو، وغير السودانيين هنالك جهات خارجية أشادت بتاركو وحصلنا على شهادات تدل على انضباط الشركة وخدماتها الرفيعة، وهذا كله يأتي في إطار احترامنا للمواطن السوداني الذي يستحق الخدمة الراقية.
*إذن مقابل هذا الثبات في سوق الطيران، ما المطلوب من الدولة لدعم نجاح الشركات الوطنية؟
-نرى أن الدولة عليها القيام ببعض المعينات، مثلاً في بعض المطارات الخارجية يضاعفون الرسوم المفروضة علينا على الأرضية، فهي رسوم عالية جداً جداً، أما الشركات الوطنية تفرض عليها ما يعادل (10%) من الرسوم المفروضة علينا، هذا يؤكد اهتمام الدول بالناقل الوطني تبعها، وأيضاً تواجهنا مشكلة في تحويل العملة في الدول، من حقنا أن نأخذ كمية من العملة للتسيير ونواجه التشغيل، وهنالك قضايا أخرى كثيرة مثلاً نرجو أن توجه الدولة وزارتها وهيئاتها بالسفر عبر الطائرات الوطنية مثل ما يحدث في أي دولة، فهذه واحدة من القضايا التي نستبشر برئيس الوزراء “معتز موسى” بحلها وهو رجل دائماً يبحث عن الحلول الاقتصادية، ونقول لـ”معتز” لديكم تاركو في صناعة الطيران وأنا واثق ومقتنع من خلال فهمه المتقدم وخطواته التي يسير عليها أنه سيحدث تغيير في الاقتصاد السوداني وأن الناس ستستفيد من موارد البلاد وتعطى أولويات للشركات الوطنية، ونحن نتمنى أن يسجل لنا زيارة في تاركو ويرى دورنا الذي نقوم به، وخاصة البلاد تعاني من مشكلة كبيرة جداً جداً، وهي أن الشركات الوطنية تطالب بعائداتها من الحكومة السودانية بالدولار، وكل ما يأتي يوم الدولة مطالبة تسدد بالدولار، ونقول لـ”معتز” إننا نبشرك أن شركة تاركو قادرة على تسيير أي رحلات ونمزق فاتورة الشركات الأجنبية بالدولار معاً، لأن تاركو تتعامل بالجنيه السوداني، وتعتبر تاركو واحدة من الحلول الاقتصادية التي يبحث عنها “معتز موسى” وقد استبشرنا به خيراً ونحن متفائلون به والشعب السوداني كله معول عليه، وبدأ برنامج ميداني تفتقده الدولة في كل وزاراتها وهو ذو ثقافة عالية جداً في كل الصناعات، و”معتز” في أجندته الحلول الاقتصادية من خلال صناعة الطيران، ونريد أن نجلس معه لمناقشة فرصاً كثيرة فائتة على السودان في صناعة الطيران، مثلاً كانت الطائرات العابرة التي تشتري وقوداً من السودان وتدخل عملة حرة، لكنها تحولت إلى دولة مجاورة عبر قرار زيادة وقود الطائرات، وبذلك فقدنا رسوم الهبوط والعمالة وغيرها، والدولة الأخرى فتحت لها مجالها نتيجة خطأ بسبب عدم الجلوس مع المختصين، ونطلب من السيد “معتز موسى” أن نجلس معه لمناقشة الأمر وبعض المشاكل والأجندة الخاصة بالطيران ولن نأخذ من زمنه كثيراً، وندرك أن الذي عليه كثير وليست صناعة الطيران وحدها، فالشعب السوداني كله يعول على هذا الرجل الخلوق المتدين والذي حصل على ثقة كل الناس.
*متى نشاهد تاركو تهبط في المطارات الأوربية والأمريكية؟
-هذه واحدة من خططنا وقد تكون هناك عوامل أخرى، مثل الحظر الذي رفع مؤخراً لكن لا زالت لدينا مشاكل كبيرة جداً، مثلاً إذا طلبنا إسبيراً نشعر بأن هناك عدم تجاوب، ونتمنى أن يرفع الحظر رفعاً حقيقياً، وإن شاء الله أوربا هي الخطوة القادمة لتاركو مثل ما استطعنا الحصول على نتائج وشهادات أداء في السعودية، فأوروبا سنذهب لها ويعرفوا ما هو السودان والعقول التي فيه، وهذه الصناعة الرفيعة يشار لها بالبنان في السودان.
*الرئيس “البشير” تمكن من تحقيق استقرار وسلام الجنوب، هل لديكم خطة للتوسع في الجنوب والمساعدة في تسهيل التواصل الاقتصادي والاجتماعي مع السودان؟
-من هنا نشكر سعادة الرئيس “البشير” في تحقيق السلام التاريخي في دولة الجنوب، وكذلك نشكر السيد رئيس جهاز الأمن الفريق “صلاح عبد الله قوش” الذين أفنوا الليالي والساعات في إنجاز السلام في الجنوب، وهذا السلام لا بد من أن يدعم اقتصادياً، ونحن من هذا المنطلق عندنا الحلول والطائرات التي تكفي لحل مشكلة صناعة الطيران في جنوب السودان، وسنعمل في جنوب السودان من حيث انتهى، تاركو لها الطائرات الكافية جداً التي تسهم مساهمة فعالة في حل جذري لصناعة الطيران في جنوب السودان، من خطوط داخلية وخطوط تعمل في مجال البترول وخطوط تعمل لنقل كبار الشخصيات، يعني أن كل هذه الحلول عندنا بنسبة (100%)، ومن بشائر السلام سندخل الجنوب وحتى أبناء الجنوب الذين لم يجدوا فرصة موجودون معنا في تاركو وعددهم (11) موظفاً، منهم “كزاريا” و”صموئيل أويل” والموظفة “توني”، ونبشر إخوتنا في جنوب السودان أن تاركو قادمة وستقودونها أنتم وسنوفر لهم الطائرات وكل شيء، ونريد أبناء الجنوب أن يكونوا الكباتن والمضيفات وفي الحركة والعمليات بطائراتنا، وأعلن عبركم أن التدريب لأشقائنا في الجنوب مجاناً في قسم الحركة وقسم العمليات والضيافة، وهي هدية تاركو للسلام الجميل الرائع في الجنوب، واعتبروا أن هذا دورنا الوطني، ومن هذه السانحة أعلنها لكل طيار أو طالب جنوبي أن تاركو متاحة وتسع الجميع ونقدم لهم خدمة تدريباً وكل المراحل وإلى أن ننسحب وبنفسي أشرف على هذه العملية، خاصة أن ارتباطنا بجوبا كبير جداً في الحرب وفي السلم، وأكبر مكتب طيران في جوبا هو مكتب تاركو.
*ماذا عن المسؤولية الاجتماعية للشركة؟
-في تاركو نهتم بالمجتمع ونستجيب لطلبات إعانة المرضى والمحتاجين، ولدينا تعليمات أن تتم الاستجابة لها فوراً خاصة الرحلات العلاجية وطلبات الطلاب والشباب، وفي بداية الشركة وتسييرها للرحلات الداخلية عندنا مساهمات اجتماعية في مدينة الفاشر والجنينة بدعم الأندية ودور الإيواء وذوي الإعاقة، ولدينا تخفيض في التذاكر للمعاقين حركياً، وكانت أولى المساهمات التي قامت بها تاركو خدمة نقل الجثامين مجاناً، وعندنا تعليمات واضحة وصريحة لمكتبنا في محطة القاهرة، بأن حالات الوفاة التي تحدث يومياً تنقل مجاناً وكذلك المرافقين، واعتقد أنها كانت فتحاً بالنسبة لنا بدعوات الناس المساكين وغيرهم، وهنالك واحدة من الحالات التي تناولها الإعلام الغربي عن حادثة الرجل الذي توفي في طائرة تاركو بعد أن كانت الطائرة على مشارف مطار القاهرة، تم الاتصال بإدارة الشركة وأبلغت بوفاته وأعطت الشركة تعليمات بعودة الطائرة فعادت وقامت الشركة بإجراءات نقل الجثمان واستأنفت الرحلة مرة أخرى، وكانت حالة إنسانية تحدثت عنها الصحافة السودانية والإذاعات والدول العربية خاصة مدير الطيران المدني الكويتي الذي سألنا بأنكم الشركة التي أرجعتم الطائرة والميت اتضح أنه مؤذن وبرفقته اثنتان من بناته.
*على مستوى العاملين هل حققتم الرضا الوظيفي؟
-العاملون بالشركة حقهم محفوظ تماماً من ناحية العلاج، ولدينا صندوق التكافل للأفراح والأتراح، والعلاج في كل المستشفيات الموجودة في السودان وصندوق التكافل التابع لهم يتابع كل الحالات ونحن راضون عن عمل الصندوق.
*مؤخراً أصدرتم بياناً عن ملاك الشركة، ما سبب هذه الخطوة؟
-دائماً في التجارة تحدث الاختلافات، ونحن أردنا أن نزيل بعض اللبس بأن الشركة تتبع لرجل أعمال، وأؤكد لك أن تاركو بدأت بشخصين فقط ، شخصي وأخونا “قسم الخالق بابكر” وما عندنا مهنة غير هذه المهنة صناعة الطيران، وبدأنا بتاركو التي هي حصيلة لرحلة عمل في عدد من شركات الطيران، ونحن أتينا بهذه الحصيلة وصححنا الأخطاء، ومن هنا أعلنها أن الشركة ملك لشخصين شخصي المدير العام، و”قسم الخالق بابكر” المدير التنفيذي، وإعلاننا كان لتمليك الحقائق للناس عن من هم ملاك الشركة الحقيقيون.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية