بكل الوضوح

عبد الله بانعمة نعمة من الله لعباده

عامر باشاب

{ عندما اتصل على الصديق والزميل الصحفي والمصور الفوتوغرافي الفنان “مبارك حتة” مقدماً لي دعوة لحضور جلسة خاصةبمطعم (عوضية سمك) بمناسبة حضور داعية إسلامي قادم للبلاد من الخارج وعندما الح على أخي “مبارك” بالحضور قلت له بالحرف الواحد لا داعي لي بالداعية أنا سوف احضر لهذه الدعوة عشانك أنت .
{ وقد يستغرب الكثيرون بأن وجود داعية إسلامي في هذه الجلسة قادم من خارج البلاد لم يشجعني للحضور وتحمست فقط إكراماً لصديقي وهذه هي الحقيقة والسبب أن دعاة الإسلام في زماننا هذا باختلافاتهم الكثيرة ومشاكساتهم المستمرة مع بعضهم البعض منتقدين أحوال طوائفهم تاركين (الكفرة الفجرة) يسروحون ويمرحون بخبثهم في بلاد الاسلام يتنافسون في إفساد شباب المسلمين بشتي السبل وبذلك جعلونا نصل إلى تلك المرحلة مرحلة لا داعي للاستماع لأي داعية من دعاة هذا الزمان . !!
{ وبالفعل وصلت إلى مكان تلك الدعوة تلبية لدعوة صديق وبنية لا داعي لي بالداعية .!! ولكن يا سبحان الله مغير الأحوال من حال إلى حال عندما التقيت بذلك الداعية الإسلامي الشاب المحتفي به أو (ضيف الشرف) في الأول أشفقت على حالته التي تبين حجم إعاقته وهو مستلقي على كرسي بدون أي حركة في كل أطرافه ولكن عندما تحدث هذا الداعية الشاب المشلول حركيا والمتوقد والمتحرك فكريا وقف كل شيء حولنا وتحركت حواسنا كلها نحوه وهو يتحدث عن السودان والسودانيين ثم عن الأزمات والتحديات التي يعيشها الإسلام والمسلمين خاصة الشباب ووصفاته العلاجية السحرية لخروج الشباب المسلم من جحور الانشغال بملهيات العصر الإلكترونية وغيرها من الفتن التي اوقعنا فيها أعداء الإسلام والعودة للدين الحق وهو يستشهد بآيات من الذكر الحكيم وعلى الرغم من جميع الآيات القرآنية التي ذكرها مرت علينا أو مررنا عليها مرارا وتكرارا ولكن بطريقته الخاصة في قراءتها والوقوف عندها بالشرح والتفسير كأننا نسمعها لأول مرة .(يا سبحان الله).
{ حقيقة عندما بدا هذا الشيخ العجيب في الحديث الذي يبين عمق إيمانه وقوة يقينه بعظمة الدين الإسلامي أشفقت على أنفسنا نحن المعاقين في دواخلنا .
{ الشيخ “عبد الله بانعمة” في بداية حديثه لنا قال إنه عند وصوله للسودان ولقائه بالسودانيين في كل مكان ذهب إليه ما بين الخرطوم وأم درمان شعر بأنه عبارة عن نملة صعدت على جزع شجرة كبيرة مثمرة وبعد أن طافت بإجزائها قالت النملة للشجرة إني أريد الخروج الآن فردت عليها الشجرة لم اشعر بك وأنت صاعدة فكيف أشعر بك وأنت مغادرة.
وفي الحقيقة كان الشيخ “عبد الله بالنعمة” هو الشجرة السامقة المثمرة وكنا نحن أمامه مجموعة من النمل بل تحولنا الي ذرات من الرمل وهيبة قامته المحتشدة بثمار التقوى والإيمان والرضى بما قسمه الله وحمده وشكره على نعم الله ادخلتنا مساكنا الخاوية من الإيمان والرضى ونفسه المطمئنة بحقيقة الإيمان وعظمة الإسلام وبحب الله ورسوله حطمت نفوسنا المعاقة بالغفلة عن الدين الحق والمنشغلة بحب الدنيا .
{ الشيخ الداعية الإسلامي الشاب السعودي “عبد الله بانعمة” حكى قصته المؤثرة مع الإعاقة طالبا من الجميع الاعتبار والاتعاظ والانتباه للاستفادة من النعم التي منحها الله للإنسان خاصة نعمة العقل والسمع والبصر وكل الحواس ونعمة الصحة والعافية وغيرها من نعم الله التي لا تحصى ولا تعد . ثم ادهشنا بطريقة الخاصة في الاحتفال بعيد الحب طبعا ( حب الله ورسوله الحبيب المصطفي ) ليثبت بذلك مقولة مشائخ الصوفية ( الما عندو محبة ما عندوا الحبة )
{ ختاما شكرا الداعية الشاب “عبد الله بانعمة” وشكرا لمرافقه الشاب الخلوق الصالح “أشرف صالح” المحظوظ بهذه الرفقة العظيمة مع هذا الشيخ العلامة
وشكرا صديقي “مبارك حتة” وشكرا لاسرة منظمة (دلني الخيرية) التي أكرمتنا بهذه النعمة الدعوية المتوقدة بنور الايمان” بانعمة” التي انعم الله بها عباده وشكر للشيخ هشام عمر علي وشكر لعوضية سمك لتلك الاستضافة النوعية في محب الله والخالية من أشواك وإشراك المصالح الدنيوية.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية