ربع مقال

“التيجاني عبد القادر”.. علاقات المسلمين الخارجية!!

د.خالد حسن لقمان

.. أسعدتني الانطلاقة الفكرية التي حققها مؤخراً مفكرنا الكبير البروفيسور “التيجاني عبد القادر” هذا الرجل الذي اقتحمه النبوغ وتجسد عليه مُذ أن كان يافعاً يلتقط من مدرجات العلم ومجالسه مثلما يرابط في حلقات وصالونات العلماء والمفكرين.
وقد تسنى له خلال السنوات الماضية.. ومن خلال وجوده الذي طال بالغرب.. محاورة بعض المجموعات الغربية التي لها مواقفها من الإسلام.. وقدم في ذلك جهوداً فكرية عظيمة كان آخرها بحث منشور له بعنوان “النموذج التفسيري لعلاقات المسلمين الخارجية”.. وقد رفدني به إسفيرياً الأخ العزيز “الدومة عبد القادر الدومة”.. يقول في بعض صفحاته دكتور “التيجاني”: “توقفت طويلاً عند هذه الأقوال، خاصة ما سميّ بآية “السيف” وما أثير حولها من تأويلات، وما قيل فيها من أنها ناسخة لكل ما سبقها من آيات الحرية الدينية والموادعة والمسالمة، وقد استبعدتها جميعاً كما فعل غيري من العلماء، بعد أن تأكد لي من خلال البحث أن المجموعات التي تأمر آيات صدر براءة بالترصد لها ومحاصرتها وقتلها حيثما وجدت.. هي مجموعات محاربة نقضت اتفاق الحديبية وقاتلت في الحرم ثم واصلت القتال في حنين وفي الطائف؛ أي أن هذه الآيات تسير في خط واحد مع آية القتال التي جاءت في البقرة (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) البقرة: (190)؛ وهي بالتالي لا تتحدث عن قتال المشركين بإطلاق، وإنما تتحدث، على نهج آيات البقرة، عن المشركين الذين نقضوا العهد، وقاتلوا المسلمين أو ظاهروا على قتالهم.
أما من يذهب إلى القول بعكس هذا، كما ذهب إلى ذلك القائلون بالعموم والنسخ، فسيتعين عليه أن يثبت ولو واقعة واحدة تشير إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد انقلب بالسيف، بعد سورة براءة، على قبيل من الناس مِن مَن لم ينقض عهداً، ولم يناصر عدواً ولم ينصب حرباً”.
هذه لمحة فقط من هذا البحث الشديد الأهمية للدكتور “التيجاني عبد القادر” قصدت بعرضي له هنا تقديم الدعوة للاطلاع عليه خاصة من جانب الناشئة والشباب الذين سيواجهون حتماً مستقبلاً يستهدفون فيه في دينهم وعقيدتهم على نحو منظم يستخدم كل الأدوات التي باتت اليوم بين أيديهم من هذا الإعلام السحري الذي يسمى الإعلام الجديد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية