رشان أوشي
لا أدري ماهي المعايير التي يبنى عليها اتخاذ القرار السياسي في هذه البلاد، كنا نعتقد مسبقاً أنها مبنية على الولاء السياسي، والفكري، ولكن اتضح مؤخراً أن الأمر لا يخرج عن نطاق “الشلليات”،و”صاحبي،وصاحبك”، من يمسك القلم وحده من يحدد شقاء من،وسعادة من، من يتولى الموقع الأعلى ،يجلب حاشيته،وأصدقائه، ومقربيه، واتضح ذلك جلياً في تشكيلة حكومة ولاية الخرطوم، المعلن عنها قبل أيام، وخاصة في مواقع معتمدي المحليات.
أقيل معتمد أم درمان، “مجدي عبد العزيز”، وعين بدلاً عنه أفشل معتمد مر على ولاية الخرطوم، “أب شنب”، لا أدري ما هو المعيار الذي غادر نسبة له ابن أم درمان وحي الملازمين، وهو بالطبع لا يعدو كونه معياراً شخصياً لا علاقة بالأداء المهني، فإن كانت المعايير مهنية فـ”مجدي”، يستحق منصب الوالي، خلال فترة حكمه القصيرة للمحلية، وضع لمسات لا تتجاوزها العين ولا ينكرها إلا مكابر، قام بترتيب فوضى سوق أم درمان العتيق، وتشييد أقدم موقف مواصلات في العاصمة “الشهداء”،بما يليق بأهل المدينة الترابية كما وصفها السفير “جمال محمد أحمد” في روايته “دفاتر القبطي الأخير”،غادر “مجدي”،محملاً بحب أهله، وجيرانه،ومواطنيه.
يبدو أن الحسد قد طال مدينتا أم درمان القديمة، تعيين “أب شنب” ،عليها نذير شؤم لا خير، فالرجل أثبتت كل نظريات الفشل في محلية الخرطوم، التي تحولت لمدينة قذرة ،تزكم روائح القمامة الأنوف، أرهق كاهل أهلها بالجبايات والرسوم حتى ضاق الناس ذرعاً به.