"بايل" يزف عروسته "آمر" من أمدرمان بطقوس الهندوس وإيقاع الكيتا
احتضنت مدينة أمدرمان حفل زواج هندي خرافي بطقوس هندوسية امتزجت بطقوس الزواج السوداني وعلى إيقاع الطبول “الكيتا”.
فحفل الزواج هذا الذي جمع بين العريس “بايل” نجل رجل الأعمال الهندي “أشوك دانتي” وعروسته الجميلة “آمر” كريمة رجل الأعمال “مكيش لاغودرا” جرت فيه تحضيرات مبكرة، حيث تبدأ احتفالات الزواج عادة قبل أربعة أيام، ففي اليوم الأول يكون الاحتفال بالموافقة على الزواج واتتمام الخطوبة بحفل رقص مشترك بالنادي أو المنزل تتخلله الرقصات الهندية وتقديم الحلويات الهندية المختلفة، ليعقب ذلك الاحتفال إقامة حنة العروس التي تدعو فيها العروس بعض صديقاتها وأسرتها وجاراتها وتتكفل أسرتها بجميع التكاليف، ليقوم الزوج بعد ذلك بإقامة حنة العريس التي يستمتع فيها برفقة أصدقائه وأقاربه بالألعاب الهندية وتبادل الرقصات والاستمتاع بأشهى أنواع الفطائر والحلويات، واليوم الرابع تقيمه أسرة العروس بحفل استقبال للعريس وأسرته من خلال احتفال كبير يضم الأسرتين يختاره المأذون بعد التأكد من وجود دلالات وعلامات مميزة مثل الشمس والقمر، حيث يحدد اليوم والوقت المناسب لإتمام مراسم الزواج الذي يكون في الغالب في الفترات الصباحية أو بعد الظهر كحال حفل زواج “آمر” و”بايل” الذي أقيم يوم (الخميس) الماضي ما بين الساعة الرابعة والنصف والسابعة مساء.
وفي بداية احتفال العروسين الذي تشرفنا بحضوره خرج المدعوون من أعضاء الجالية الهندية الموجودة بمدينة أم درمان وعددهم حوالي (1200) أسرة تقريباً وبمشاركة رئيس الجالية الدكتور “أنيل كومار” لاستقبال العرسان أمام مدخل النادي الهندي برفقة وأنغام موسيقانا السودانية، فقد كانت إيقاعات “الطبل” و”الكيتا” ليرقص الهنود على إيقاع الألحان السودانية، ولكن بخطوات رقص هندية في صورة مزجت ما بين الشعوب وتخطت جميع التضاريس واحتضنت الإلفة والمحبة ما بين الشعبين السوداني والهندي، ليرافق العريس أسرته التي غنت بأرق الكلمات التي اختارتها لوصف فارسها العريس “بايل” ليقابلهم بالترحاب أهل العروس في مقدمتهم العروسة “آمر” التي استقبلت عريسها بطوق من الورد الأحمر تضعه في عنق زوجها دلالة على الخير والرضا والقبول، ليبادلها هو بدوره الورود فيزف بعد ذلك العريس إلى ” الكوشة ” ليجلس في الكرسي في انتظار عروسته التي تزف ما بين أفراد أسرتها الذين يتبارون في دلال ابنتهم العروس التي يتم حملها في كرسي كما الملكة إلى أن تصل إلى “الكوشة” لتجلس أمام زوجها بوجود حجاب ما بينهما لا يسقط إلا بعد إعطاء الموافقة من أسرة الزوجة والحصول على إذن من المأذون الشرعي، وإلى جانب العروس والعريس يجلس والدا ووالدتا العروسين وبعد ذلك يؤدي العروسان القسم والحلفان بأربعة أشياء أولاً الحلف على الوفاء لبعضهما البعض والمشاركة في الخير والشر وعدم التخلي عن البعض ومراعاة أهل الزوج والزوجة والدوران حول النار التي يزداد اشتعالها بإضافة السمن لها حيث يعتبرها الهندوس دلالة على الخير.
الجدير بالذكر أن الهندوس وفق عاداتهم وتقاليدهم كما ذكر لنا رئيس الجالية الدكتور “أنيل كومار” لا يسمحون للزوج بالزواج مرة أخرى ولا يتم الطلاق إلا بموافقة المحكمة بعد إجراءات طويلة ومعقدة جداً كما لا يسمحون للزوجة بالزواج من الأقارب من الدرجة الأولى أبناء الأعمام أو الخيلان أو العمات أو الخالات مطلقاً.
كما أن تجهيز العروس يكون من مسؤوليات أسرة العروس بالكامل ويكتفي العريس بتقديم بعض الهدايا للعروس، كما أن والد العروس هو المسؤول عن جلب عريس إلى ابنته واختياره لها بالكامل عن طريق المعارف والأقارب بل إن بإمكان والد العروس إنزال إعلان في الصحف يطلب فيه عريساً لابنته وفق مواصفات معينة.