القيادية بحزب الأمة (الاصلاح والتنمية) رئيس مجلس الحكم المحلي بولاية الخرطوم (م) “أميرة أبو طويلة”
والدي أنصاري متمرس وغادرت حزب الأمة لأسباب تنظيمية
مجلس الصداقة الشعبية به عمل دبلوماسي شعبي حقيقي كتحسين العلاقة مع جمهورية مصر
أسباب تقليص المناصب سياسية ومناصب معتمديات الرئاسة غير مكلفة
“مريم الصادق المهدي” إن أتت للحزب عبر المؤسسات وبمقدراتها دون أن تُفرض على الناس ربما تمضي في الطريق الصحيح
حوار – رشان أوشي
إحدى أبرز قيادات حزب الأمة النسوية، تقلدت عدة مناصب دستورية بعد انشقاق مجموعتها عن حزب الأمة القومي قبل أعوام ومشاركتها في الحكومة، عملت لسنوات في مجلس الصداقة الشعبية كمسؤولة من ملف آسيا، ومنها عملت نائباً في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم، ثم معتمد شؤون الرئاسة ممسكة بعدد من الملفات الحيوية أهمها ملف السلام.. تنحدر من أسرة أنصارية عريقة.
{ متى انضممت لحزب الأمة؟
_ بدأت العمل في حزب الأمة بشكل منظم في المرحلة الثانوية بمدرسة أم درمان القديمة بنات، وأنا أنحدر من أسرة أنصارية، كنا نزور قبة “المهدي”، وهيئة شؤون الأنصار، نتلمس خطوات من سبقونا، معلمونا في الحزب أذكر وقتها مولانا “آدم”، “يوسف الدكيم” وعدداً كبير من الشباب والقيادات الطلابية.. منذ تلك الفترة بدأت تتشكل ميولي لحزب الأمة، والدي المرحوم “يوسف أبو طويلة” أنصاري متمرس، عندما التحقت بجامعة الخرطوم كلية الزراعة بدأ العمل السياسي التنظيمي مع الحزب، وقتها كانت الإنقاذ في أوجها وكذلك المعارضة، والحزب كان في الخارج مشاركاً في التجمع الوطني الديمقراطي، كانت تلك الفترة الأكثر ازدهاراً.. كنا نعقد الندوات وأركان النقاش.. بعدها التحقت بأمانة المرأة بحزب الأمة، وقتها كانت تمثل حزبنا في التجمع النسائي الأستاذة “سارة نقد الله”.. العمل كان كبيراً خاصة من الموجودين في الداخل.. بعدها كُلّفت بتمثيل الحزب في التجمع النسائي بالداخل، كانت فترة صعبة جداً، تعلّمت فيها الكثير من نساء فضليات مناضلات “محاسن عبد العال”، “سيدة أبو القاسم”،”انتصار العقلي”، “خنساء” و”تيسير النوراني”.. من المحطات المهمة في حياتي، ومن الأمور المهمة كانت مشاركتي في المؤتمرات الخارجية، كان هناك تعاون كبير بيننا كنساء أحزاب، همّنا القضية الوطنية لا نكترث لاختلافاتنا الحزبية، استفدت من تلك الفترة ومن عملي في لجنة السلام بالتجمع النسائي.. عندما عُينّت رئيساً لمنبر نساء الأحزاب، الذي يضم نساء من جبال النوبة وجنوب السودان، وحصلنا على جائزة السلام وقتها، وتسلمنا تلك الجائزة من واشنطن أنا و”ربيكا جشوا” زوجة القيادي الجنوبي “لام أكول”، وقتها كانت منظمات المجتمع المدني تشهد حراكاً كبيراً.
{ ما هي الأسباب التي دفعتك لمغادرة حزب الأمة؟
_ كانت أسباباً تنظيمية.
{ من خلال مشاركتك في التجمع الوطني الديمقراطي.. ما هو تقييمك لتلك التجربة ولماذا تشظّت بهذا الشكل؟
_ أعتقد أن فترة التجمع كانت دليلاً واضحاً على إمكانية الاتفاق بين مكونات الشعب السوداني الحزبية والفكرية، هناك أسباب كثيرة دفعت بتلك التجربة للتشظي، ولكن إمكانية الاتفاق ليست مستحيلة.
{ وقتها كانت المعارضة في أوجها وأنتم قرّرتم المشاركة في الحكومة.. كيف قوبلت خطوتكم تلك؟
_ بالطبع وُجٍهنا باستهجان كبير جداً، وتعرضنا لهجوم عنيف من المعارضة ولكن كنا على قناعة بالمشاركة كما أن لدينا أسبابنا.
{ بعد المشاركة عُيّنتِ كسفيرة شعبية في مجلس الصداقة الشعبية مع فطاحلة الإسلاميين على رأسهم القيادي الإسلامي “أحمد عبد الرحمن”.. حدثينا عنها؟
_ هذه الفترة أعدّها النسمة الباردة في مسيرتي السياسية، خاصة وأن المجلس به عمل دبلوماسي شعبي حقيقي، مقرون بعمل دبلوماسي رسمي، والدور الذي تقوم به الدبلوماسية الشعبية كبير جداً، عُيّنت كخبير وطني، كنت مسؤولة من إدارة “آسيا”، ولأنني مهمومة بقضايا السلام اقترحت على الأمين العام عمل ملف خاص بشؤون السلام، وقد كان، استفدت كثيراً من العلاقات الشعبية الدبلوماسية إضافة لقيادات شعبية مؤثرة استفدنا منها: الراحل المشير”سوار الدهب”، “عبد الله محمد أحمد” وبروفيسور “شاكر السراج”.. مجلس الصداقة الشعبية هو الذراع اليمنى للدبلوماسية الرسمية، لا يقل أهمية ودوراً عن الدبلوماسية الرسمية.. كثير من العلاقات الشائكة تم حلها عبر الدبلوماسية الشعبية، كتحسين علاقتنا مع جمهورية مصر، حتى علاقاتي الحالية مع الصينيين بدأت منذ ذلك الوقت، وأسست رابطة العلاقات السودانية الصينية.
{ بعدها انتقلت للعمل البرلماني كنائب في المجلس التشريعي لولاية الخرطوم؟
_ كانت الفترة الانتقالية من 2005-2010م، كنت رئيس شعبة الزراعة باعتباري مهندساً زراعياً، كانت الفترة التي قربتني للجهاز التنفيذي، كنا (48) عضواً بمشاركة كتلة الحركة الشعبية، كان العمل بروح الفريق الواحد، دائماً ما نصل لاتفاق هادئ في وضع التشريعات والتقارير، تعلمنا من الأستاذ “محمد الشيخ مدني”، (أبو القوانين)، كانت فترته الأكثر انضباطاً.
{ أمضيت سنوات في منصب “معتمد شؤون الرئاسة بولاية الخرطوم”.. ماذا تفعلين وما هي مهامك؟
_ مهام معتمد الرئاسة هي إدارة ملفات خارج هيكلة الوزارات، حتى لا تحدث تداخلات.. أنا مسؤولة من ملف الشؤون البرلمانية ويعنى بالتنسيق بين الجهاز التنفيذي والهيئة التشريعية، وهو ملف في غاية الأهمية لأنه يبدأ من المستوى الاتحادي.. كانت في السابق وزارة الشؤون البرلمانية، ثم انتقلت إلى وزير الدولة بمجلس الوزراء، وبعد إعلان مناصب معتمدي الرئاسة انتقل إليّ.. أهميته زادت الآن بالمجالس المحلية، وكلما كان التنسيق عالياً قلّت المشاكل بين الجهازين التنفيذي والتشريعي، والالتصاق بالنواب مهم جداً، ونحن في ولاية الخرطوم لم تحدث صراعات بيننا والهيئة التشريعية، نعقد كثيراً من اللقاءات لإذابة الخلافات.
{ في تقديرك ما هي أهمية وظيفة معتمد الرئاسة وإن كانت مهمة لماذا تم إلغاؤها حالياً في كل الولايات؟
_ مهمة بشكل كبير، لأنها تعمل في ملفات لا توجد في الوزارات أو المحليات، مثلاً ملفي الخاص بشؤون السلام الآن لا توجد وزارة معنية به بعد حل مجلس التعايش السلمي، إضافة إلى ملف خاص بالوجود الأجنبي وهو أحد أهم المشاكل التي تواجه الولاية، ومن ثم ملف الكهرباء، حيث لا توجد وزارة كهرباء ولائية وهناك عدد مقدر من القرى لم تصلها خدمة الكهرباء بعد، لازلنا نعمل عليها، التقليص أسبابه سياسية، أما من ناحية تكلفة، فمعتمديات شؤون الرئاسة ليست مكلفة، مكتب معتمد الرئاسة لا يتعدى المعتمد وسكرتاريته.
{ حزب الأمة (الإصلاح والتنمية) يرى البعض أنه غير موجود في الساحة فهو يتكون من “آدم”، “أميرة” وآخرين؟
_ نحن أسسنا لحزب حقيقي، وهو من الأحزاب المتماسكة لأننا نعمل عبر المؤسسات، حرصنا بعد وفاة “الزهاوي إبراهيم مالك” أن نظل متماسكين، وعضويتنا في تزايد.. أنا رئيس الحزب بولاية الخرطوم.
{ إلى متى تستمر أحزاب الأمة بهذا الشقاق؟
_ الأمل كبير في وحدة أحزاب الأمة، ربما يبدأ في شكل تنسيق، فنحن تجمعنا ذات الفكرة، والآن عندما يكون هناك مجمع اجتماعي تجديننا متناغمين، لا نحمل ضغائن تجاه بعضنا البعض.. وفكرة وحدة أحزاب الأمة موجودة.
{ لا مانع لديكم من العودة لحزب الأمة القومي إذا طُرحت مبادرة كهذه؟
_ لا مانع لدينا، نحن قدمنا مبادرة بهذا الشأن في فترة سابقة.. “الزهاوي ابراهيم مالك” قبل وفاته قدم مبادرة لتوحيد أحزاب الأمة، حتى أنه تنازل عن أي موقع فقط من أجل تجمع الأحزاب.
{ هل هناك مجهودات حقيقية للوحدة أم أنكم ترغبون في بقاء الحال كما هو عليه للحصول على أكبر نصيب من المشاركة في السلطة؟
_ غير صحيح، هناك عمل كبير لوحدة أحزاب الأمة بدليل التنسيق والتحالفات بين أحزاب الأمة داخل المجلس الوطني حالياً.. صحيح الفترة الأخيرة تناقص النشاط في هذا الأمر، وهناك تجربة تجمع حزب الأمة “الصادق الهادي”، “نهار”… الخ.
{ أرى أنك تحملين وداً كبيراً للإمام “الصادق المهدي” رئيس حزب الأمة القومي؟
_ نعم.. صحيح، سيد “الصادق” تربطنا به علاقة أسرية قبل أن يكون رئيس الحزب الذي تعلمنا عبره العمل السياسي، وهو كزعيم ما زال وسيظل الاحترام والتقدير له يزيد لا ينقص.
{ حسب بيان لحزب الأمة أكد فيه اقتراب عودة الإمام “الصادق المهدي” للبلاد.. كيف تقرأين الأمر؟
_ عودة سيد “الصادق” مهمة جداً.. المعارضة أفضل من الداخل، حينها تستطيع قراءة الأوضاع بشكل أفضل.. عندما كنا نعارض من الخارج أيام التجمع، المعلومات التي نحصل عليها نحن كوادر الداخل أكثر وفرة ومصداقية من قيادات الخارج.. كنت على قناعة تامة أن المعارضة خارج البلاد طريقة تفكيرها تختلف عنا كثيراً، كنا نعيش واقعاً مختلفاً عن قيادات الخارج.
{ ما تقييمك لتجربتك في العمل مع كوادر المؤتمر الوطني؟
_ من التجارب المفيدة بالنسبة لي، خلقنا علاقات عرّفتنا بهم عن قرب، طيلة الفترة التي شاركنا فيها الحكومة لم أشعر بالتهميش أو تعرضت لمحاولة سحب البساط من تحتي، خاصة وأن شراكتنا معهم كانت وفقاً لقناعتنا، لم نُجبر عليها، إضافة إلى أنني تعلمت العمل بصدق وأمانة، وطريقتي وجدت قبولاً واستحساناً من الطرف الآخر.. استفدنا من بعضنا البعض.
{ هل فعلاً المؤتمر الوطني لا عهود له ولا مواثيق كما تقول المعارضة؟
_ غير صحيح، من خلال تجربتي صدقت عهودهم مواثقيهم معنا، لم نواجه مشاكل من هذه الناحية، ربما تجارب الآخرين قادتهم لهذه الفرضية.
{ عودة الإمام “الصادق” ومشاركتهم في الانتخابات ستضعف موقفكم؟
_ غير صحيح، نحن خضنا تجربة الانتخابات مرتين (2010م)، و(2015م)، كانت تجربة قوية وأكثر نجاحاً، تجربتنا في الانتخابات أفضل منهم، ومنذ الآن نعمل عليها وحدّدنا دوائرنا التي سننافس فيها، كما أننا لسنا بمعزولين عن بقية القوى السياسية ولدينا تحالفاتنا المتماسكة.
{ باعتبارك من كوادر حزب الأمة المهمة.. هناك حديث عن توريث “مريم الصادق المهدي” رئاسة الحزب.. كيف ترين أثر الأمر على الحزب؟
_ ربما تمضي في الطريق الصحيح إن أتت مريم رئيساً للحزب عبر المؤسسات.. أنا مع قيادة المرأة لكن عليها أن تأتي بمقدراتها ولا تُفرض على الناس.