شهادتي لله

زيارة "باقان" .. دعونا نتفاءل

{ التصريحات (الإيجابية) التي أدلى بها السيد “باقان أموم”، الأمين العام للحركة الشعبية (الحاكمة) في دولة جنوب السودان، قبل وصوله الخرطوم، للأخ الأستاذ “أحمد البلال الطيب”، أو التي أطلقها أمس بُعيْد وصوله، تمثل مؤشراً مهماً يعكس رغبة القيادة (الجنوبية) في تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك الموقعة بين السودان والجنوب بأديس أبابا قبل شهرين.
{ وبالتأكيد لم يكن هناك أي مبررات موضوعية لدى الطرفين لتأخير البدء في تنفيذ تلك الاتفاقيات التي هللت لها “الخرطوم” و”جوبا”، وهنأت بها أمريكا وأفريقيا والاتحاد الأوربي!
{ يجب أن ترتفع القيادتان في البلدين إلى مستوى المسؤولية والإحساس بالمواطن المسكين الذي يعاني من شظف العيش (شمالاً) و(جنوباً)، بينما يضيع ساسته الوقت، اجتماعاً وراء اجتماع، ولجنة خلف لجنة، ورحلات وتصريحات ومؤتمرات عبثية تؤخر ولا تقدم!!
{ ما الذي يمنع تنفيذ اتفاق (الترتيبات الأمنية) إن كانت هناك رغبة (حقيقية) من قبل دولة الجنوب في المضي قدماً في تنفيذ اتفاق التعاون بين البلدين؟! تحججوا مرة بفصل الخريف الذي حال دون سحب الآليات والعتاد الحربي، فبماذا سيتحججون في المرة القادمة؟!
{ ارتباط (التاريخ) والنضال المشترك والعواطف بين (الحركة الشعبية) الجنوبية ومتمردي (قطاع الشمال)، لن يخدم (قضية التعاون) بين السودان والجنوب، فقد تبدل الحال، وتغير المشهد، ولم تعد (الحركة الشعبية) حركة (متمردة) تقاتل في دولة واحدة، هي جمهورية السودان، بل صارت حزباً (حاكماً) في دولة جديدة اسمها (جمهورية جنوب السودان)، ولهذا فإن (حبس) الدولة الوليدة المتطلعة إلى التنمية والنهضة في زنزانة التاريخ و(التمرد القديم)، إنما هو ظلم كبير لشعب جنوب السودان الذي سعى نحو (الاستقلال) من أجل واقع أفضل.. وحياة أنعم.. ومستقبل أكثر رفاهية.
{ كما أن القيادة في الخرطوم ينبغي أن تتجاوز مربع (المماحكات)، وتبحث عن تنفيذ (الأسهل) و(الأسرع)، على أن تتلازم آليات تنفيذ (جميع) الاتفاقيات الثماني دون إبطاء أو تعويق، أو إضمار لتاكتيكات صغيرة، وسخيفة، لم ولن تنفع (الحركة) في الجنوب ولا (المؤتمر الوطني) في الشمال.
{ الشعب هنا وهناك يريد تطبيق الاتفاق عاجلاً غير آجل، ويسعى إلى المزيد من التواثق والثقة لما فيه خير الأجيال القادمة.
{ ومرحباً بك “باقان أموم” في الخرطوم.. نحن نحاول أن نتفاءل بزيارتك.. رغم أن الزيارة السابقة تبعتها قنابل.. ومشاكل وتفجيرات و… و”هجليج”!!
{ دعونا نتفاءل.. لعل القادم أحلى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية