نوافذ

حديث العقل للعقل!!

الأحاسيس عورة تسترها الأخلاق كيف؟؟ والأخلاق نبع أصله الدين، فحينما يراودنا الإحساس باليأس تخطر ببالنا الكثير من الأفكار التي أساسها الوسوسة والمبالغة في تصوير الحزن، إلى أن ندرك قيمة الأخلاق هنا، وإلا فالعاقبة أسوأ؛ لذا نجد كثيراً من المواقف، التي تفرضها علينا الحياة اليومية – لا تخلو من المشكلات، ولكن يتوقف حجم المشكلة على كيفية السيطرة عليها وطريقة معالجتها التي تتحكم في ذلك!!
المرونة ليست إحدى الخواص التي تحملها كتب الفيزياء فقط وإنما هي خاصية سحرية!!
والمرونة غير “اللين” والشخصية المرنة تختلف كلياً عن الشخصية الضعيفة بل على عكس لك، فالمرونة أقرب لقوة الشخصية لأن المرونة تعني التعاطي مع الحياة ومشاكلها، أفراحها إقبالها وإدبارها، لذا فهي أشبه بالتحكم عند كل شيء أن تضحك بحيث تدع مجالاً للبكاء، وتفرح بحيث تدع مجالاً للحزن، وتتحدث وأنت تدرك أن يوماً سيأتي لتبحث عن حرف أو بنت شفة فلا تجدها، لذا كن مرناً ما استطعت!!
هذه ليست فلسفة عالم نفس أو شاعر أو كاتب، ولا هي نتيجة معادلة من معادلات الكتب المقروءة التي نخرج بها نتيجة الاطلاع، وإنما هي واقع يمشي بيننا كما نمشي نحن على ظهر هذه البسيطة!!
فالحياة رغم “قساوتها” “لينة”، والأقدار رحيمة وإن حملت لنا أسوأ الأشياء.
أذيعكم سراً؟؟
أنا أعلم أنني أتحدث عن هذه الأشياء ونحن في مجتمع له ما له من الأشياء، وعليه ما عليه من الضغوطات التي لا تمنحك مساحة للتصرف حتى أو مشاورة العقل!! ولكن يظل القلم رسالة أعمق من نبش الجراحات بحديث القلب للقلب، وأعظم من “التربيت” على كتف كل من استعصى الدمع ولجأ للورق، يظل القلم ذا صوت أجش ولكنه لا يخلو من الجماليات، باهت ولكن حتى لونه الباهت يعني شيئاً غير الحزن، أعمى ولكن له مساحة من الضوء ومرآة تعكس له صورته الحقيقية، أما بعد هذه الصورة فهو لا يأتي لقلمي هذا، إلا عبر وقع هذه الكلمات على قلوبكم!
دعوني أذيعكم سراً آخر
 للكتابة طعم آخر وهي ترتدي لون الواقع، تماماً مثلما يحمل الطفل جينات أحد أفراد الأسرة سواءً شكلاً أو وراثة، كذلك الكتابات الواقعية تخرج عبر رئة واحدة لتخرج الأوكسجين للجميع فهي ذات رسالة أكثر عمقاً وأكثر قابلية وقرة على البقاء والتأثير، لأنها ولأنها ولأنها، ولأنها تمس عصب المجتمع كله!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية