حوارات

والي الولاية الشمالية د. "إبراهيم الخضر" يبوح لـ (المجهر) بعد تعيينه: (المجلس الأعلى) للحركة الإسلاميَّة كان موجوداً لكن بصورة سريّة..!! (2)

{ أنتم حكام الولايات تقضون معظم أوقاتكم مع أهلكم بالخرطوم.. أليس هذا تقصيراً في حق أهل الولايات؟
– طرح الإشكالية بهذا التبسيط يخلق خللاً غير عادل، فأي والٍ له ارتباطات لها علاقة بخدمة ولايته في المركز، ولا غبار عليه إذا جاء يوماً أو يومين لزيارة أهله وأولاده.
{ يومان وثلاثة معقولة.. لكن ما بال الوالي الذي يقضي شهراً بالخرطوم؟
– لا أعتقد أنه يحدث، فأي والٍ بالولايات يواجه تحديات لن تحل إلا إذا جلس بين الناس في ولايته، وإذا مكث في الخرطوم زمناً أكثر من اللازم فأعلم أنه تأخير في شأن الولاية.
{ متى يأتي ذلك الزمن الذي يقرأ فيه العالم بهيبة (الولايات المتحدة السودانية)؟
– الآن نبدأ من الخطوة الأولى وحالياً جئت من زيارة لكادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، وأنا ضمن خمسة ولاة زرنا الولاية للدعم المعنوي والمادي، وسنكون الولايات المتحدة السودانية إذا توفر شرط الإنتاج من كل فرد، مع التجويد والأمانة والإخلاص لوطن الجدود، ليس بالأغنيات فقط ولكن بالحزم والعزم والجدية.
{ تفاجأ المؤتمرون باختيار الأمين العام من مجلس شوراه وليس المؤتمر العام؟
– المفاجأة في بعض النتائج، ولابد أن يحدث غير المتوقع كجزء من الحراك المطلوب داخل أي تنظيم له مستقبل.
{ كانت دهاليز المؤتمر العام الثامن نشطة لترتيب بعض الأوضاع؟
– هذا أيضاً منظور، وطبعاً ليس مطلوباً.. ولأننا واقعيون تظهر مثل هذه التكتلات لأننا تنظيم من البشر لا الملائكة.
{ يقال إنه جاءت وفود الولايات معبأة لاختيار أمين عام مختلف؟
– لم تكن معبأة ضد أشخاص، ربما يشجعون تفكيراً آخر، ومن حقهم بحث بدائل ترضي طموحهم، ومن رأيي أنهم كانوا معبأين ضد انتخاب الأمين العام من مجلس الشورى، ولهم رأي في صلاحيات القيادة العليا، وقد دار حوار بين جميع الأعضاء في المؤتمر العام للخروج بنتائج مرضية لكل الأطراف.
{ يقال إن الصوت العالي كانت سمة بارزة في يوميات المؤتمر؟
– هكذا يجب أن يكون النقاش لتفريغ شحن (الزهج) والعكر، وإخراج الهواء الساخن من خلال سياسات ورؤى وأفكار يتم تداولها، كي تطوّر بفعل الرأي والرأي الآخر.
{ بنتيجة فوز “الزبير أحمد الحسن” فاز تيار المركز؟
– بل انتصرت إرادة العقل على العاطفة، وخرجت الحركة الإسلامية معافاة من فتنة عظيمة كادت تعصف بها لولا حكمة رجالها وقوة أبنائها، وكان الحوار بلغة سافرة وأحياناً معتدلاً.
{ خطاب الرئيس للمؤتمرين ربما فيه إشارة إلى أن تنشط الحركة الإسلامية في الدعوة وتدريب الأئمة على الدعوة؟
– هذا جيد (تمشي الحركة للدعوة)، والرئيس يقصد تفعيل الجناح الدعوي لأن فيه ضعفاً، ولأن كل أجهزة الدولة تابعة للحركة فلا بد أن تنشط نواحي الدعوة في شأن تكامل الأدوار.
{ والسياسة؟
– كل شيء منظم، وهناك جهاز كامل مختص بشؤون السياسة، والآن الجناح السياسي بالحركة هو الذي يسيّر البلد ويحكم و(يشتغل سياسة).
{ بماذا تفسر انفعال الأستاذ “علي عثمان” أمام المؤتمرين الذين تجاوبوا معه بالهتاف والتكبير؟
– حينما رأى النائب الأول بوادر فتنة وانقسام، حاول أن ينهي الفتنة في طورها الابتدائي، وخاطبهم لأنه يعرفهم قائلاً لهم: (أمريكا ضدنا وإسرائيل تضربنا والأمم المتحدة ضدنا.. هل هذا هو الوقت المناسب لكي نبتعد عن الحركة الإسلامية)؟ وقد نجح.
{ في ظل فوز الأمين العام أُعلن عن وجود وقيام مجلس قيادي بالحركة الإسلامية برئاسة الرئيس “البشير”؟
– المجلس الأعلى كان موجوداً أصلاً لكنه سري، وكان أعضاؤه السريون هم: النائبان ورئيس مجلس الشورى ومولانا “أحمد إبراهيم الطاهر” والأمين العام المنتخب.
{ يُشاع أن صلاحيات الأمين العام “الزبير أحمد الحسن” قلت في ظل وجود قيادة عليا برئاسة الرئيس “البشير”؟
– المجلس القيادي لن يؤثر في حركة الأمين العام، بل يدعمه لإنجاز مهامه.
{ نقل صلاحيات المؤتمر العام لمجلس شورى الحركة هل سببه خوف من التغيير العميق؟
– تحولت جميع صلاحيات المؤتمر العام إلى مجلس الشورى وفقاً للدستور الجديد، ومع ذلك تبقى المهمة بين الأمين العام ومجلس الشورى مبنية على التنسيق والمشاورة، وللأمين العام نفسه منهج وأسلوب قد يغير كثيراً من الثوابت المتحركة.
{ طيف واسع من الإسلاميين له رأي سلبي في شخصية الأمين العام الجديد؟
– الأمين العام الجديد حافظ للقرآن، ورع، متسامح، وشعبي من الدرجة الأولى.. ولصيق بالناس والجماهير، وهو من قيادات الحركة الإسلامية منذ الثانوية العامة، ولديه قبول خارجي لما شغله من مناصب مهمة بالداخل: رئاسة بنك التضامن، وبنك السودان، ووزارة الطاقة، والمالية.. ومع كل ذلك يمتاز “الزبير” بالتواضع والتجرد، وحسن السيرة في جميع مراحل عمره.
{ لقد تمت إجازة الدستور لأول مرة في تاريخ الحركة الإسلامية؟
– هو دستور قديم ومطروح منذ سنوات، وشُكلت له لجان عديدة لصياغة أفكاره وعمومياته وحتى تفاصيله. ولعلمك الدستور الموجود منذ سنوات دون أن يجاز ولم تعدل منه سوى كلمة واحدة في المؤتمر العام الثامن، وهي كلمة (تنسيق) بين القيادة العليا للحركة وجسد الحركة.
{ يتهم النشطاء السياسيون المؤتمر العام الثامن بالابتعاد عن هموم الناس والتركيز على الخطب الدينية والوعظ؟
– تناولت الأوراق جميع الهموم، وفي كل جوانب الحياة من اقتصاد وفكر وأدب واجتماع.. نحن لسنا حركة مبتدئة، ولنا تاريخ حاضر حول كيفية إدارة المجتمع من وجهة نظر واقعية وليست رومانسية، كما يتشدق البعض باللوائح والمواد والدساتير ثم يجهلون تحديات الواقع على الأرض.
{ يعتقد البعض أن ضيوف الحركة الإسلامية في مؤتمرها العام كانوا جزءاً من (طبيخ) عام ولم ينصحوا الإسلاميين بالتحديات الماثلة؟
– هم يعرفون حدودهم ولا يستطيعون التدخل في شؤون البلد، وهذا من الأدب، ومع كل ذلك قالوا كلاماً واضحاً حول ضرورة الشورى واحترام الرأي الآخر، وأرجو أن لا نرمي لومنا على ضيوفنا.
{ ولكن هناك إجماع أن مؤتمر الحركة الإسلامية قد جاء مصنوعاً بدقة لولادة هذه النتائج؟
– ربما لم تكن داخل قاعاتنا لتشهد النقاش الساخن والكلام المباشر وقوة التيارات المتلاطمة، مما أضاف على المؤتمر حيوية لا ينكرها إلا عدو أو حاسد.
{ هناك من يقول بإذعان قادة الحركة الإسلامية لرئاسة الجمهورية.. ماذا تقول؟
– أنا أؤكد ما ذكره الأخ “أمين حسن عمر”، بأن الإذعان لرئيس الجمهورية من قادة الحركة الإسلامية وقادة المؤتمر الوطني والجهاز التنفيذي هو أمر دين، لا يجوز الخروج عنه، ولا التفكير في غير ذلك.
{ أين بند الحريات العامة والتداول السلمي للسلطة من تداول مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن؟
– أنت ترى بنفسك أن (أمس) الإنقاذ لا يشبه (اليوم)، ومؤكد أن غداً أحسن من اليوم.. نحن نتقدم لأننا نعمل، وأي تطور مما تقوله من مجالات وقضايا كبيرة لا ينجز بالهتافات والتشدق، إنما ينجز بعمل في مزارعنا وخدمتنا العامة وتأهيل أجيالنا ومن خلال تجويد الأداء.. وينبغي للجميع ذلك، حتى المعارضة، لنصل إلى صيغ مناسبة لإرساء السلام والاستقرار.
{ أي طريق تراه يختصر بقية الدروب؟
– أي تعافٍ سياسي لابد أن يمر بتحسين أحوال الناس من مقتضى تطوير وتحسين الحياة اليومية، وتوفير الاحتياجات الأولية (مدارس، وعلاج، وكهرباء، وموية، وطرق)، وبعد ذلك أغلب السودانيين لا يرفضون تطبيق الشريعة إذا عاشوا في مستوى معقول من (البحبحة) التي يستحقونها بحق.
{ كيف تقرأ المحاولة التخريبية.. هل هي واحدة من نتائج مخرجات الحركة الإسلامية؟
– نحن لسنا جمعية خيرية، وصدور الرجال مليئة بالأسرار، لكن كل شيء الآن تحت السيطرة، ومجالات الرأي في جميع أجهزة الحزب والحركة مفتوحة لتبادل الآراء من أجل سيادة الحقيقة.
{ هل ثمة ظلال من المحاولة التخريبية بالولاية الشمالية؟
– في الولاية الشمالية نسيج موحد منذ مئات الأعوام سوى استثناءات طفيفة.. وترسم الولاية سلاماً حقيقياً ونادراً بين كل أطيافها، وفي هذا الإطار نرحّب بالتفاعل والحيوية، ودائماً نقول إن حرية التعبير تضيف للموقف السياسي عافية وليس أمراضاً وعللاً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية