حوارات

وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم حكومة الجنوب “مايكل مكوي” يكشف الأسرار لـ(المجهر)

- أمريكا وبريطانيا والنرويج ما كانوا عاوزين اتفاق الجنوب يتم في الخرطوم لهذه الأسباب ...

– “مالك عقار” طلب مني أن أكلم “سلفاكير” … وحكومة السودان غيرت سياساتها فاطمأننا لها
– خلال (81) يوماً اتفقنا في “الخرطوم” .. وقعدنا في “أديس” (14) شهراً .. ولم نتفق !!
– حاوره في جوبا : الهندي عز الدين
{ خلال زيارة اليوم الواحد إلى “جوبا” ، ضمن وفد وزير الخارجية الدكتور “الدرديري محمد أحمد” ، أتيحت لي فرصة الانفراد بوزير الإعلام والاتصالات في حكومة جنوب السودان السيد “مايكل مكوي” الذي درس الشريعة والقانون بجامعة الخرطوم وتخرج فيها منتصف السبعينيات .
الرجل بالإضافة إلى كونه وزيراً مهماً بدولة الجنوب فهو عضو بالبرلمان نائباً عن دائرة مدينة “بور” وضواحيها ، مسقط رأس الزعيم التاريخي والمؤسس للحركة الشعبية الراحل الدكتور “جون قرنق ديمبيور” .
تحدث “مايكل مكوي” بصراحته المعروفة فاتحاً صدره لـ(المجهر) ، فكانت هذه الإفادات :
– في البدء .. حدثنا كيف تقيم مسار اتفاقية سلام جنوب السودان .. من وجهة نظر حكومة الجنوب ؟
بالنسبة لمسار الاتفاقية حسب تقييمنا ، نرى الاتفاقية ماشة في الطريق الصحيح ، ونحن بصدد إجراءات يتم تنفيذها حالياً ، ورغم أنه عندما تبدأ في تنفيذ أي شيء .. تقابلك صعاب في الأول …
– ما هي أهم الصعوبات التي تواجهكم الآن ؟
أهم الصعاب التي تواجهنا هي: أولاً تأخير تكوين الآليات التي تقوم بتنفيذ الاتفاقية ، وثانياً المال (Fund) ، وخاصة فيما يختص بملف الترتيبات الأمنية التي تتطلب مبالغ ضخمة لكي تفتح معسكرات تجميع وتنظيم وتدريب القوات . هذه بعض المشاكل التي تواجهنا ونحن واثقون بالبسيط العندنا نقدر نتخطاها .
– من أين تتوقعون الحصول على المال اللازم لتنفيذ الاتفاقية ؟
متوقعين المال .. من عندنا أولاً .. ومن الدول الصديقة . والاتفاقية تقول بأن نذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ، ودول الترويكا ، والصين .
لكن دول الترويكا (الولايات المتحدة ، بريطانيا والنرويج) لم توقع على الاتفاقية كشاهد ، وبدأت في نقد الاتفاقية منذ اليوم الأول .وقالت ( نحن ما بنديكم أي حاجة).
ورفضوا منحنا دعماً ، و كرروا أنهم ما ح يدعموا الاتفاقية إلا (عندما تكونوا جادين وتنفذوا هذه الاتفاقية) . طيب إذا نحن نفذنا الاتفاقية ح نحتاج ليهم في شنو ؟!
– سيد “مايكل” .. في ظنك لماذا ترفض دول الترويكا دعم الاتفاقية ؟
لديهم سببان .. أولاً هذه الدول غير مبسوطة وغير راضية إنو الاتفاقية تتعمل في الخرطوم ، لأن لديهم موقف معروف من السودان . هم ما عايزين حاجة تانية تقوي موقف السودان ، لذلك هم غير مبسوطين من التوصل للاتفاقية في السودان .. و
– مقاطعاً : هل تفتكر أن هذه الدول كانت تفضل أن يتم الوصول للاتفاق في دولة إثيوبيا أو كينيا .. مثلاً ؟
– نعم .. هم بفضلوا الاتفاقية تكون في إثيوبيا أو كينيا لأنهم سيكون لديهم تأثير ، وفي السودان لم يقدروا على التأثير في بنود الاتفاقية.
– لكن سيد “مايكل” .. أليس غريباً أن نسمع هذا الحديث منك كوزير إعلام لحكومة الجنوب، وقد كنتم إلى وقت قريب تتهمون السودان بأنه يدعم التمرد في الجنوب وأنه أقرب إلى “رياك مشار” ؟!
أصلاً .. حكومة السودان لم تكن أقرب لمشار فقط .. وإنما كانت أقرب لجميع التنظيمات المعارضة لحكومة الجنوب، وكانت بتعمل ليهم دعم . ولكن ما حدث أخيراً أكد أن هناك تغييراً في سياساتها تجاه الجنوب . كما أن دولة إثيوبيا ومنذ تسلم رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” السلطة قام بتغيير سياساتها ، وبصفته رئيساً للإيقاد خاطب دول الإيقاد، وقال ليهم : (الكلام دا كدا ما بنفع) ، ولابد أن يتحقق السلام في الجنوب . وعندما سألونا ، قلنا: ليس لدينا مانع ، ولقينا وضعاً مختلفاً ، وحكومة السودان غيرت من موقفها ونادت جميع القوى الجنوبية المعارضة ، وقالت لهم : (نحن عايزين سلام والزول الما عايز سلام يخرج من السودان وكان موقفاً كويس لنا وعمل لينا طمأنينة) . نحن وافقنا على التفاوض لأن حكومة السودان وشعب السودان يعرفون قضيتنا أفضل ، لأننا كنا جزءاً من السودان ومازلنا نقول نحن شعب واحد في دولتين ، ولذلك مشكلتنا لحكومة السودان معروفة ، يعرفوننا بأسمائنا ، (دا فلان وقبيلتو شنو ويتكلم كيف) . وقد كان العكس في دولة إثيوبيا ، لأنهم كانوا لا يعرفوننا كويس ولا يعرفون مشكلتنا شنو ، والشخص لما يعينوه مبعوثاً ، في الأول لازم يدرس القضية وبعد ما يدرسها ، يذهب إلى المرحلة الثانية ، عشان كدا عندما ذهبنا إلى الخرطوم قعدنا فيها (81) يوماً بالتحديد ، بينما قضينا في إثيوبيا (14) شهراً دون أن نصل إلى نتيجة . في الخرطوم قدرنا نتفق ونتوصل إلى اتفاق .
وفي الآخر شالوا الاتفاقية وذهبوا للتوقيع عليها في إثيوبيا ، والفضل يرجع إلى الرئيس “البشير” وحكومته والشعب السوداني الذي وقف معنا.
– هل كان لديكم أي تواصل مع الولايات المتحدة وبريطانيا أثناء سير المفاوضات في الخرطوم أو بعدها ؟
لم يكن هناك تواصل ، هم كانوا عاوزين الاتفاقية تتعمل بشروطهم ، وكانت خطتهم الأولى تغيير النظام في الجنوب ، قبل الاتفاقية ، حتى انقلاب “رياك مشار” الأول في العام 2013م الهدف منه كان تغيير النظام بدعم غربي وهم كانوا شغالين من الخلف ، وحتى أحداث القصر الرئاسي في جوبا التي حصلت في العام 2016م كلها كانت محاولات لتغيير النظام ، والترويكا لم تتخلَ عن الفكرة .. فكرة تغيير النظام . هم غير مبسوطين إنو الاتفاقية تثبت “سلفاكير” رئيساً للجنوب لفترة ثلاث سنوات و”8″ شهور .
وهم قالوا : ( أولاً ينفذوا الاتفاقية وبعدين نشوف نقدر نساعدهم كيف).
– في حالة تغيير النظام في الجنوب .. هل تعتقد أن “رياك مشار” هو بديل الغرب ؟
لا أعرف .. ولكنهم غالباً كانوا سيستخدمون “مشار” عشان يشيلوا به “سلفاكير” ، وبعدين يمكن يشيلوا “مشار” نفسه . أنا ما بفتكر “مشار” يمثل بديلهم .
– هل ممكن تكون مجموعة المعتقلين بقيادة “باقان أموم” بديلاً آخر لأمريكا وأوروبا ؟
مجموعة المعتقلين لا يمكن أن تكون بديلاً ، لأنو أي قيادي لا بد أن يكون له شعب وراه ، وما مكن تكون جاي بالحيطة ، وتجئ وتقول أنا عاوز أبقى رئيس . أنت كادر سياسي ممكن .. لكن ما زعيم .
دول الترويكا لو بتشوف ديل هم البديل لازم تعرف إنو ليهم يد كبيرة في مشاكل الجنوب ، وفي الفساد …
– مقاطعاً : وفي انفصال أو استقلال الجنوب من الشمال ؟
الانفصال منو ما لعب دور فيهو ؟! أنا لعبت دور فيه .. كلنا لعبنا دوراً في تحقيقه .
– “رياك مشار” طالب بشروط للعودة إلى جوبا من ضمنها إلغاء حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ؟
ما في حالة طوارئ معلنة في كل أنحاء ولايات الجنوب ، حالة الطوارئ الكانت موجودة في ثلاث مناطق من ولاية بحر الغزال ، بسبب صراعات قبلية بين القبائل ، كانوا يقتلون بعضهم ليل نهار ، كانوا كلهم دينكا . والرئيس “سلفاكير” أعلن حالة الطوارئ لوقف هذه الحرب ، وفعلاً عمل حالة الطوارئ وقدروا يجردوا منهم السلاح . والدستور يقول أي قرار أو حالة طوارئ بتعملها الحكومة تعرض على البرلمان ، والبرلمان يوافق . وحالة الطوارئ مدتها ثلاثة شهور قابلة للتجديد، وإذا لم يتم تجديدها ، تلقائياً بتكون انتهت وحالة الطوارئ لم تجدد . ما في أي حالة طوارئ بالجنوب .
– والمعتقلون السياسيون ؟
جزء منهم فكوهم ، والجزء الآخر سيتم إطلاق سراحه .
– بشأن الزيارة .. كيف تقيم لقاء الرئيس “سلفاكير” بوزير خارجية السودان دكتور “الدرديري”؟
الزيارة كانت موفقة ، الوزير أتى بمبعوث الرئيس “البشير” للجنوب، وقدمه للرئيس “سلفاكير”، ورحب به الرئيس . من هنا ولقدام سنركز على تنفيذ الاتفاقية ، في نفس الوقت نطور العلاقات الثنائية . أيضاً .. نحن في جنوب السودان زي ما حكومة السودان والرئيس “البشير” قدروا يجيبوا السلام لجنوب السودان ، ما بكون كويس إذا السودان استمر في عدم استقرار ، ولذلك نشعر بأنه علينا واجب ودور، ولازم نبذل جهودنا عشان نقدر نجيب سلام للسودان .
لما بكون السلام موجود في البلدين بيكون في ازدهار وتقدم، والعلاقات والحالة الاقتصادية بتتحسن بين الدولتين .
– ما دمت تحدثت عن دوركم المرتقب في سلام السودان ، هل لديكم اتصالات حالياً بالحركة الشعبية – شمال ، مجموعة “عقار” أو حركة “عبد العزيز الحلو” ؟
عندما كنت في أديس أبابا قابلت “مالك عقار” ، و”مالك” أداني رسالة قال لي أمشي للرئيس “سلفاكير” وقول له : ( نحن عايزين نجئ للسلام) ، وهم كانوا ممنوعين من دخول الجنوب ، فقال لي: كلم الرئيس “سلفاكير” نحن عايزين نجئ ، وعندما كلمت الرئيس “سلفاكير” قال لي: أنا بكلم أولاً الأخ الرئيس “البشير” . وعند زيارة “سلفاكير” للخرطوم رفع الكلام لـ”لبشير”، و”البشير” أداهو الموافقة . والرئيس “سلفاكير” نادى “عبد العزيز الحلو” في جوبا ، وقال له: نحن عايزين سلام ، ونشوف الآلية البننفذ بيها السلام .
طبعا اتفاق السلام الشامل نيفاشا، كان أعطى المنطقتين حق (المشورة الشعبية) ، وقبل استقلال الجنوب كان أصدرنا قانون المشورة الشعبية، وأصدرنا قانون الاستفتاء لمنطقة (أبيي) . المشورة بالنسبة لينا حاجة سهلة .. لأنو بشاوروا المواطنين أي حكم يناسبكم .. ما في كلام عن تقرير مصير .. وطبعاً حالياً نظام الولايات موجود.
– سيد “مايكل” … إذا كنت ترى أن أمريكا ودول الترويكا ضد حكومة الرئيس “سلفاكير” .. فمن هم أصدقاؤكم في العالم ؟
طبعاً إذا الغرب قال ماعايزنا ، نمشي للشرق ، ح نشوف الصين ، وحنشوف روسيا ، ونحنا ما عندنا مشكلة مع الدول العربية ، وإذا مشينا الجزيرة العربية ممكن نلقى الدعم .
لازم الغرب يفهموا أنهم ما يخنقونا وما لازم نعتمد على الغرب طول الوقت ، خلاص نحن عندنا بترولنا ح يزيد إنتاجه .
– البترول وصل كم برميل الإنتاج الآن ؟
البترول تقريباً وصل (150) ألف برميل، لكن الإنتاج في ازدياد مستمر .
بصورة عامة .. نحنا نتوقع من كل العالم .. من أصحاب النفوس الطيبة أن يمدوا لنا يد العون لنتمكن من تنفيذ الاتفاقية وتحقيق السلام .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية