حوارات

اللواء (م) “إبراهيم نايل إيدام” في حوار الذكريات مع (المجهر)

{تم التحقيق معي بخصوص انقلاب "حسن حسين"، وإيقافي عن العمل بالكلية الحربية

{راضٍ كل الرضا عن الفترة التي قضيتها في الحكومة، وحديثي عن الفساد أبعدني من السُلطة
{انقلاب الإنقاذ مخطط له أن يتم إبان حُكم الراحل “جعفر النميري”، بيد أنه تأخر، والتحقت بمجلس قيادة الثورة بعد نجاح الانقلاب.
حوار: نجاة صالح شرف الدين

اللواء (م) “إبراهيم نايل إيدام” ولد يوم الأربعاء الموافق 25 /مايو/ 1942م، بالأبيض (إشلاق السجون خلف إستاد الأبيض الحالي، والده كان جندياً في سجن الأبيض وترعرع مع أقرانه في الأشلاق، وكان للحياة المتداخلة ولعلاقة الزمالة في أشلاق السجون مكاناً يبعث حياة أسرية وأخوية حتى عام 1948م، ومن ثم التحق بالروضة بمدرسة مكي شنتوت، ثم بعد ذلك نقل والده إلى مدينة سودري بعد أن ترقى فيها إلى رتبة الوكيل أمباشي والذي منحه الرتبة قائد سجن الأبيض “أحمد التجاني بك دفع الله” غادر إلى سودري وواصل تعليمه إلى السنة الثانية (كُتاب) ثم ترقى والده إلى رتبة أمباشي أصيل، والذي منحه هذه الرتبة مدير السجون الأسبق الذي خلف “أحمد التجاني بك دفع الله” وبعد أن رجع والده الأبيض التحق بمدرسة القبة الأولية ثم انتقل إلى مدرسة وليم لستم الابتدائية 1953 – 1054م، وترك الدراسة نسبة لظروف الخريف بعدها واصل الدراسة بمعهد بخت الرضا المدرسة الأولية ثم المدرسة الوسطى الدويم الريفية ثم الثانوي في مدرسة خور طقت الثانوية ثم التحق بمعهد شمبات الزراعي لمدة (5) أشهر.
{ حدثنا عن “إبراهيم نايل إيدام” في الكلية الحربية؟
– التحقت بالكلية وكانت فترة التدريب العسكري التي تلقيتها في مدرسة خورطقت علاوة على التدريب مع الهجانة (القيادة الوسطى) كان له الأثر الكبير في أعانتي في فترة التدريب في الكلية الحربية، وتخرجت في 15/11/1967م، وكنت أول الدفعة التاسعة عشرة، تخرجنا على يد رئيس مجلس السيادة آنذاك الزعيم “إسماعيل الأزهري” وكان الإمام “الصادق المهدي” رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع “محمود موسى مادبو” والقائد العام الفريق “الخواض محمد أحمد” وقائد الكلية الحربية القائم مقام “عمر بابكر الشفيع”.
{ علمنا بأنكم قد نلتم عدداً من الجوائز في مختلف ضروب العسكرية عند التخرج؟
– هذا صحيح نلت الجائزة الأولى شرف الدفعة وهو (السيف) ثم جائزة (الرماية الضرب بالنار) ثم جائزة (السلوك والمواطنة) (الضبط والربط) ثم جائزة الرياضة أي حصلت على أربع جوائز من خمس جوائز، أما الجائزة الخامسة فقد نالها دفعتي في الكلية الحربية “مختار زين العابدين” عليه ألف رحمة، وأصبحت بذلك هذه الجوائز (رقم) في نيل الجوائز للطلبة المتخرجين، وكان قبلها أخي المقدم “يعقوب إسماعيل” الدفعة الثالثة عشرة فهو أخذ ثلاث جوائز، وأضاف اللواء “إيدام” بأنه ولأول مرة وفي ظرف (عشر دقائق) يصافحني رئيس مجلس السيادة، أربع مرات في نيل هذه الجوائز.
{ ماذا قدمت لك الكلية الحربية؟
– أولاً منذ أن كنت طالباً في المدرسة الوسطى الدويم الريفية، كان يعلم زملائي بأنني متجه للكلية الحربية، ثم تأكد ذلك عندما كنت في مدرسة خور طقت الثانوية وعندما كنت (البك جاويش) لطلبة التدريب العسكري بالمدرسة، قدمت الكلية الحربية لي كل ما فيه (أنا الآن) منذ خروجي حتى تقاعدت بالمعاش بل حتى هذا اليوم.
{ ما هي علاقتك بالمشير “عمر حسن أحمد البشير” قبل الإنقاذ وكقبيلة عسكريين؟
– عندما دخلنا في يوم 19/1/1966م، وجدنا الأخ “البشير” ضمن ضباط الدفعة الثامنة عشرة يوجهوننا على التوجيه الذي نجده من المعلمين والتعلمنجية لأن هنالك أمور وبعض الإرث لدى الطلبة العسكريين يكون محفوظاً لديهم، لذا في هذه السنة التي مكثناها معاً كانت كافية حتى نتعرف على بعض وعندما تخرجنا التحقت بالقيادة الغربية (الفاشر) وكان “البشير” ضمن ضباط القيادة الغربية في مدينة نيالا، بعد أسبوع من التحاقنا بالقيادة الغربية صدرت إشارة من هنالك إلى القيادة الغربية (طويلة) بأن يبلغ الملازم “إبراهيم نايل إيدام” إلى غربي الفاشر فوراً، وعندما وصلت علمت أنني سوف التحق بمركز التدريب الموحد الخرطوم مع أخي الملازم “عمر حسن أحمد البشير” من نيالا استقلينا طائرة واحدة إلى الخرطوم ومنها إلى مركز التدريب الموحد، وكان القائد آنذاك القائم مقام “صلاح حامد المك” مكثنا بالمركز زهاء الخمسة أشهر وتخرج على يدينا دفعة من المستجدين وبعدها عدنا إلى وحداتنا “عمر” إلى نيالا وأنا إلى الفاشر.
{ نود أن نتعرف على أهم المنعطفات التي مررت بها خلال عملك في القوات المسلحة؟
– هناك منعطف واحد وهو الفترة التي كنت فيها في الكلية الحربية معلماً وحدث فيها انقلاب “حسن حسين” حيث تم إيقافي عن العمل من قبل مدير فرع شؤون الضباط آنذاك “محمود عبد الرحمن الفكي” وكونت لجنة لتحقيق معي وجاءت اللجنة للكلية الحربية وأذكر أن رئيس اللجنة كان العقيد طيار “المحينة” ومعه من الاستخبارات الأخ “صلاح” الشهير بـ(الأغبش) رحمه الله، وضابط من الشرطة وذلك لاتهامي بالانغماس في مجموعة حركة “حسن حسين”، وأخذت إفاداتي وتم رفع التقارير الخاص بتلك الحركة، وحوكم من حكم بالإعدام وبالسجن، وظللت في الإيقاف عن العمل في الكلية الحربية، علماً بأنني لم أحاكم بل (نسوني) فطلبت مقابلة قائد الكلية الحربية آنذاك العميد الركن “عز الدين علي مالك” ومثلت أمام القائد وأستفسرته بأنني لا ازال في الإيقاف والمحاكمات انتهت فما هو مصيري؟ فاتصل بدوره هاتفياً مع فرع شؤون الضباط “محمود عبد الرحمن الفكي” حيث أخبره بأن الرائد “إبراهيم نايل” موجود في الإيقاف من الكلية الحربية ولم يصدر أمر بشأنه، فأجابه بأنه كان من المفترض أن يرفع عنه الإيقاف بعد التحقيقات مباشرة، لأنه لا صلة له بحركة “حسن حسين” ولكننا نسينا.
{من خضع معك للتحقيق؟
لم أكن لوحدي كان هنالك عدد من الضباط، مما استدعى رئيس الأركان “بشير محمد علي” أن يطلب هؤلاء الضباط إلى القيادة العامة وبالفعل مثلنا أمامه في مكتبه واعتذر لنا وطلب منا أن نعود إلى وحداتنا وأن لا يؤثر هذا في عملنا.
{ كيف تم التحاقك من القوات المسلحة إلى جهاز أمن السودان؟
– في عام 1986م، كنت ضمن قوة فرع التعيين العام، وكان معنا أخي “الهادي بشرى حسن” مكثنا مع بعضنا زهاء العام ونحن نؤدي واجبنا في تفتيش الوحدات لنتأكد من جاهزية القوات المسلحة تدريبياً وإدارياً وكل ما يتعلق من جاهزية القوات المسلحة وذلك بالتفتيش الدوري للوحدات هذه السنة عمقت الصلة بيني وبين أخي “الهادي” كما عمقت الصلة بينه وبين زملائه الآخرين.
بعد هذه السنة تم تكليف العميد الركن “الهادي بشرى” بإنشاء جهاز أمن السودان وطلب أن يختار ضباط الجهاز بنفسه وبالفعل بدأ مع بعض الزملاء في التفتيش ومنهم اثنين من أبناء دفعتي وهم العميد “سعيد بشير أبو شعر” والعميد “بابكر خليفة بابكر” أحد زملائي أخطرني بأن العميد “الهادي” سوف يطلبك بشأن الانتقال لجهاز أمن السودان، وبالفعل تم ذلك وقابلت أخي “الهادي” وأخطرني بأنه يريد مني أن التحق بجهاز أمن السودان، فسألته هل هذا الاختيار منك شخصياً أو من حزب الأمة أم من القوات المسلحة وسألني لماذا؟ فقلت له جاوبني حتى أوضح لك، فقال هذا الاختيار تم من شخصي فجاوبته لقد قبلت فطلب تفسيرا لي سؤالي قلت له عندما تخرجت من الكلية الحربية كتبت صحيفة (الصحافة) في ذلك الوقت في صفحتها الأخيرة عنوانها كوكتيل إنها حاورت أول الدفعة (19) “إبراهيم نايل إيدام” وسألته عن اتجاهه السياسي فرد عليها أنه اتحادي ديمقراطي، هذا الحديث الذي ورد في الصحيفة هو الذي جعلني أطلب مكتب القائد وهو قائد الكتيبة الأولى غربية بواسطة الأركان حرب “أحمد حمد الجليدي” فأوضحت له ما جاء في الصحيفة خاطبوا فرع شؤون الضباط الخرطوم الذي بدورهم حققوا مع جريدة الصحافة حيث أنكرت الصحيفة ما جاء في صفحتها، وكما ذكرت في سياق ما يدور من انقلاب “حسن حسين” لذا كان هذان السببان اللذان يمنعاني من الالتحاق بالجهاز، ولكن طالما الاختيار منك فأنني قبلت.. وهنا أنفى نفياً باتاً أن جهاز أمن السودان كان حزبياً.
{ ما هي ملابسات انضمامك لمجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني؟
– في أكتوبر 1984م، نقلت من الفرقة الأولى جوبا إلى فرع العمليات الحربية وكان معي المرحوم المقدم “عطا حمد” فأخبرني بأن هنالك مجموعة من الضباط تريدني أن ألتقي بهم وكان هو حلقة الوصل وبالفعل حضرنا برفقته وفي منطقة كوبر كان معي “عمر حسن أحمد البشير” و”عثمان أحمد حسن” ركبنا عربة واحدة إلى شمبات الأراضي إلى منزل أخي رحمه الله الوزير “علي الروي” وكان ذلك في فترة مايو كنا نتناقش في أمر القوات المسلحة وأمر البلد وما آلت إليه خاصة زملائنا في الجبهات الأمامية وفي الجنوب بصفة خاصة ظللنا نجتمع كعسكريين ليس بيننا مدني، حيث صاحب الدار لم يكن يجتمع معنا ظللنا هكذا حتى جاءت يونيو فترة “سوار الذهب” وقلت الاجتماعات ثم بعدها واصلنا وعند التحاقي بجهاز أمن السودان توقفت الاجتماعات بالنسبة لي من الطرف الآخر لكن ظل الآخرون في اجتماعات مستمرة حتى 30 /يونيو/ 1989م، حتى تلك الفترة لم أخطر فيما يجري من المجموعة التي كنت معها وهي ضمن مجموعات أخرى علمت عنها فيما بعد.
وفي 29 /يونيو كانت هنالك مجموعة من الأصدقاء كانت تسكن معنا في الحاج يوسف طلب مني أن أوصلهم إلى مكان حفل وثم إرجاعهم إلى المنزل بعد الحفل، وفي صباح الجمعة الثلاثين من يونيو وبعد صلاة الصبح حضرت إلى مكان الحفل، وكان الناس يصيحون في الشوارع أن هنالك انقلاب، تحركت بعربتي فوراً إلى معهد أمن السودان فوجدت الضابط المناوب الرائد “عصام أرباب” فسألته ما الذي يجري فأوضح لي بأنه سمع بأن هنالك انقلاباً وأنه تم تعطيل كل الأجهزة فاتجهت صوب الخرطوم عن طريق كبري النيل الأزرق في مدخل الكبري أوقفتني الحراسة، وكان جميعاً يلبسون لبس الحرب أبرزت لهم بطاقتي العسكرية ذكروا أن هنالك تعليمات بعدم دخول أي ضابط للخرطوم مما اضطرني العودة إلى بحري، ثم حاولت باتجاه كبري كوبر وأيضاً وجدت حراسة وعندما ذهبت إلى أحد مواقع جهاز أمن السودان يُسمى الميدانية ووجدت ضابط الصف وسألتهم ما الذي يجري ذكروا بأنه تم تعطيل الأجهزة، أثناء هذا الحديث سمعنا عبر الهاتف حرس أحد الأجهزة يتحدث فرد عليه أحد ضباط الصف والتفت نحوي وذكر لي بالحرف الواحد يا سيادة هذا الرقم يطلبك، أن الطرف الآخر في الجهاز كان العقيد الركن “إبراهيم عجبنا ضيفان” وهو الشقيق الأصغر لزوجتي وقال لي “عمر حسن” يطلبك فأوضحت له أن الكباري محروسة ولا يمكنني أن اتحرك إلا إذا جاء هو واصطحبني إلى العميد “عمر حسن” وبالفعل حضر من القيادة العامة واتجهنا صوب القيادة العامة، وعندما وصلنا القيادة دخلت إلى فرع العمليات الحربية حيث العميد الركن “عمر حسن” والذين نفذوا الانقلاب كانوا من مكتب مدير فرع العمليات الحربية عندما شاهدني “عمر” أستأذن الضباط الذين نفذوا الانقلاب وخرج للقائي في هذه اللحظة كان بجوارنا العميد “أحمد محمد فضل الله” رحمه الله كان من الذين تم عليهم القبض في انقلاب مايو فتحدث العميد “عمر حسن” وقال لي كنا في موازنة هل نخطرك قبل التنفيذ أم ننفذ ثم نخطرك؟ فهذه النقطة حتى الآن بالنسبة لي علامة استفهام طلب مني أن أذهب وأجمع جهاز أمن السودان ضباط وجنود وأن يتم تنويرهم بأن هنالك وضعا جديدا في البلاد، وأن يكونوا في استعداد تام، ثم قال لي (أنت اسمك ضمن أعضاء مجلس قيادة الثورة) بعد التنوير تأتي لحضور اللقاء الصحفي والإذاعي والتلفزيوني، حضرت وفي ذلك الوقت ذكر اسمي ضمن التعريفات لأعضاء مجلس قيادة الثورة في نفس اللحظة الذي دخلت فيها كان يذكر فيها اسمي.
{ البعض يعتقد بأن “إيدام” ذو انتماء أنصاري لكنه انقلب وانضم لجماعة الإسلاميين؟
– هذا الحديث عارٍ من الصحة ولا علاقة لي من بعيد أو من قريب لا حزب الأمة ولا الأنصار، وحتى هذه اللحظة لم أدخل دار حزب الأمة، لكن هذا لا يمنع أن يكون هنالك صداقات ومعرفة أما الانتماء الحزبي فلا.
{وجهت لك صوت لوم أنك نقضت العهد مع الإمام “الصادق المهدي” وساهمت في إزالة النظام الديمقراطي؟
– هذا الوضع كان من المفترض أن يكون في فترة مايو لأسباب عدة، خاصة قوات مايو فيها من تدهور ثم جاء من بعدها النظام الديمقراطي والذي كان أكثر تدهوراً وتعرضت القوات المسلحة للهزائم من حامية إلى حامية والجنود جوعى والذخائر غير موجودة والتعيينات غير موجودة وهنالك من استشهد من القيادات وقبل استشهادهم أرسلوا برقيات للقيادة العامة في زمن الديمقراطية تقول (خنادقنا قبورنا)، فالحس الوطني يعلو على الحس الحزبي أياً كان.
{ هل أنت راضٍ عن فترة ثورة الإنقاذ الوطني، والتي رفعت شعارات كانت من المؤمل أن تحقق التنمية والرفاهية للشعب السوداني؟
– كنا مع ثورة الإنقاذ إلى عام 1993م، الأمور كانت فيها (الأبيض أبيض والأسود أسود) و(لا رمادية) يؤسفني أن أقول لقد انحرف الذين استلموا زمام الدولة والحزبين بصفة خاصة الذين أبعدوا أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين كانوا للأخ “البشير” خير معين وكانوا عينيه التي يرى بها، والآن هم خارج السلطة بفعل فاعل (أتحدى من يقول أنهم ارتشوا أو فسدوا أو عملوا ضد وطنهم) أن أعضاء مجلس قيادة الثورة لزموا منازلهم.
راض كل الرضا عن الفترة التي قضيتها مستشاراً لجهاز الأمن وزيراً للشباب والرياضة ثم وزيرا للاتصالات والسياحة ثم عضواً في المجلس الوطني من 200 – 2010م، راض عما قدمته لبلدي وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي.
{ مقاطعة.. ماذا تحقق من الشعارات التي رفعتها الإنقاذ في بداية اندلاعها والخاصة بتحقيق التنمية والرفاهية للشعب السوداني؟.
– عام 1991م، وعندما كان وزير الزراعة البروفيسور “أحمد علي قنيف” وزير الري المرحوم المهندس “يعقوب أبو شورة” كانا يعملان في تناغم تام وكان عام 1991م، عمل حصاد وكان حصاداً وفيراً حتى أن القطاع الاقتصادي بقيادة العقيد “صلاح الدين محمد أحمد كرار” وزير الزراعة ووزير الري، اتصلا بي عندما كنت وزيراً للشباب والرياضة لإرسال قوافل للحصاد في كل مناطق الإنتاج خاصة الفاو والقضارف ومنطقة كردفان، حيث إن العمال في القضارف أضربوا عن العمل ورفعوا أسعارهم لقطع السمسم والذرة، وكنت على رأس قافلة الفاو وتم الحصاد وكان وفيراً وتحقق شعار: (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) وفي أحد جلسات مجلس الوزراء في ذلك الزمن تحدث بروف “قنيف” للأخ الرئيس قال الدولة لا بد أن تتدخل في شراء الإنتاج من المزارع حتى يتمكن المزارع في العام القادم من عملية الزراعة والإنتاج، ولكن الدولة لم تتدخل منذ ذلك العام وخرجت من الإنتاج والإنتاجية ولم يكن هنالك بترولاً أو ذهباً فأهدرت الموارد سواء كانت ذهباً أو بترولاً، فبدلاً أن يوجه للزراعة توجهت لجهات أخرى حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
{ الأزمة الاقتصادية الراهنة، كيف ترى أسبابها؟
– قبل الحديث عن الأزمة الاقتصادية علينا أن تتحدث عن أزمة (الضمير) ونحن نتخذ من الإسلام مظلة، الواجب علينا أن نتقيد بتعاليم الدين، لكن هذه المظلة لم تظللنا الظل الذي كنا نريده، لقد ضاعت الأمانة وذهب العدل وأن ضاعت الأمانة فانتظروا الساعة.
{ هنالك حديث حول الفساد ومحاربة ما يسمى بالقطط السمان فكيف تنظرون لهذه القضية ؟
– من أوائل من تحدث عن الفساد هو شخصي الضعيف ودفعت ثمناً رخيصاً وليس غالياً بالنسبة لي فوجدت نفسي خارج التشكيل الوزاري (بإشارة) واحدة.
فيما يتعلق بمحاربة القطط السمان وتقديمهم إلى ساحات العدالة هذا يحتاج إلى جهد وتنسيق من عدة وزارات وأن يشترك حتى المواطن في الكشف عن هؤلاء المفسدين والفاسدين وهذا يأخذ زمنا ليس بالقصير.
ولا بد من تعديل القوانين والتشريعات لأن الذي يحارب الناس في القوت يؤدي بهم إلى الهلاك فقد حارب الله سبحانه وتعالى لان الرزق ليس بيد مخلوق وإنما بيد الخالق، ومن أراد أن يقف ما بين المخلوق والخالق وأن يمنعه رزقه يقول له انتظر ماذا سيعمل بك الخالق.
نحن نتحدث ونقولها لأخي المشير “عمر البشير” لقد طرحت (من أين لك هذا؟) وكنت أتمنى أن نرجع للأيام الأولى للإنقاذ حيث كتبنا جميعاً ممتلكاتنا وما نملكه كبراءة للذمة، ولكن اليوم يأتي الموظف ولم يمكث في موقعه شهراً واحداً تظهر له العمارات والممتلكات.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية