حوارات

والي الولاية الشمالية د. "إبراهيم الخضر" يبوح لـ (المجهر) بعد تعيينه: هذه إشاعات .. لم نأخذ من ولاية الجزيرة (ولا دبوس)..!!

يعتبر والي الولاية الشمالية الدكتور “إبراهيم الخضر” من القيادات قياساً بالبعد الشعبي والجماهيري، وهو أستاذ بجامعة أفريقيا العالمية له مؤلفات كثيرة في مجال الطب النفسي التربوي والقصص القرآنية.. و”الخضر” – المولود بـ (الكرفاب) – يعرف أنحاء الولاية بدقة متناهية، وقد كان وزيراً سابقاً بها.. ويعتبر حالياً من القليلين المتفق عليهم، وقد اشتهر بواقعية إدارته للولاية واهتمامه الخاص بالبنيات التحتية مهما كلفته من أموال وزمن وجهود..
الوالي تحدث لـ (المجهر) بصراحة وشجاعة عُرف بهما في كل مواقع عمله، وقال عن مؤتمر الحركة الإسلامية حقائق مهمة، لأنه واحد من أبنائها، كما قال كلاماً واضحاً في مسائل أخرى كثيرة تجدونها في هذا الحوار الذي يأتيكم على جزئين:

{ السيد الوالي أكمل هذه الجملة: (الولاية الشمالية…….)؟
– الولاية الشمالية تعني بنية تحتية مكتملة الكهرباء، وخمس محليات (منوّرة) – من سبع – ولدينا (3) كباري: (مروي كريمة، الدبة أرقي ودنقلا السليم)، ومطار للصادر في (مروي) ومطار في (دنقلا).
{ (يعني كل شيء هادئ في الولاية الشمالية.. وعلى ما يرام ومافي مشاكل؟
– أكذب إذا قلت ليست لدينا مشاكل، وما دمنا نعمل فدائماً هناك مشاكل، كحال السودان في كل نواحيه المترامية.
{ كيف وجدت الولاية بعد أن فارقتها أربع سنوات تقريباً؟
– (دا سؤال صعب)، ومع ذلك أقول: قبل أربع سنوات اكتملت كثيراً من مشروعات التنمية، والآن جئنا لإكمالها، ومن حيث الكهرباء لم يتبق سوى محليتي (دلقو وحلفا).
{ الولاية الشمالية ذات ضغط مناسب في الطريق السريع.. لكن حوادث السير تكررت وكاد الناس أن يقولوا عنه إنه (طريق الموت الثاني) بعد طريق مدني؟
– الطريق منفذ بأقوى وأحسن المواصفات العالمية، وتقع الحوادث بسبب الإهمال والسرعة الزائدة، وأؤكد (ما في أي أخطاء هندسية).
{ لابد أن تكون ثمة أخطاء هندسية تأخذ نصيبها من هذا البلاء؟
– ربما طبيعة المنطقة، وكثرة التعرجات والأتربة والكثبان الرملية والأودية، هي أسباب يمكن أن تأخذ نصيبها من تلك الحوادث الأليمة.
{ مازالت مواقف الولاية الشمالية في (الخرطوم) متفرقة وغير منظمة؟
– هذا شأن ولاية الخرطوم، واسألنا عن ولايتنا، فقد تعاقدنا لبناء وتشييد الميناء البري في (دنقلا) بمبلغ (100) مليون جنيه، واتفقنا مع صندوق الإسكان أيضاً على تشييد ألف وحدة سكنية بمحليات الولاية، وسنقيم مزرعة حيوان، واشترينا أبقاراً بـ (500) مليون، والمباني موجودة، ولم يتبق إلا القليل لتشغيل مصنع (ألبان دنقلا).
{ تقول أرقاماً ولا أرى طحناً؟
– (كيف كيف كيف)!! الولاية (فيها شغل كويس)، ومن أكبر الإنجازات كهربة المشاريع الزراعية، ولدينا أعمال في التمويل الأصغر.
{ كم عدد الفقراء في الولاية الشمالية؟
– طبيعة الناس والتقاليد المرعية لا تساعد على إجراء إحصاء دقيق، ولكننا نحاول على الدوام.. والمهم أن الجميع مجتهدون في تحسين أوضاعهم وبهمة عالية يحاولون التطور، هذا هو المعنى الصحيح للتنمية، لأن الحكومة والدولة لا تستطيع أن تذهب للناس في بيوتهم وتوقظهم من نومهم ليمارسوا أعمالهم.
{ ولكن على الحكومة أن تدفع المرتبات أول بأول.. هل تفعلون؟
– الفصل الأول يأتي من وزارة المالية بالمركز، ونحن (نمشي) أمورنا بما تيسر من التعويضات الزراعية، وعلي أي حال الولاية (شايلة نفسها ومستورة).
{ هناك صورة مكررة في كل ولايات السودان.. صورة مدارس من (القش والجالوص) مهجورة.. وبيوت الولاة أجمل منها بألف مرة.. ولا  إجلاس محترم لأطفالنا؟
– إذن ولاياتنا (غير)، لأننا بالفعل تمكنا من توفير (22) ألف مقعد، وسنفتتح (3) كليات تقنية في القريب العاجل، وأدخلنا الفصل الإلكتروني في العديد من مدارس الولاية.
{ لماذا فشلتم في تكوين بؤرة تجميع الطلاب النابغين من كل أنحاء الولاية في مدرسة نموذجية واحدة؟
– لعامل نفسي، مثل ارتباط الأولاد بمناطقهم وأهلهم، وأوصى بعض التربويين أن اهتماماً مثل هذا قد يولد عنصرية وإحباطاً داخل نفوس الآخرين وربما يقتل فيهم روح المثابرة، ولكننا نسمح ببعض الاهتمام بغرض توفير بيئة معينة لمن لهم عطاء غير عادي، لندخره لكل السودان وليس الولاية الشمالية.
{ البعض يقول إن ترتيب الولاية العام السابق جاء (صدفة وبس)؟
– المرتبة الأولى لا تأت صدفة، بل بعمل منظم ومتصل ومدروس، وراءه الأمهات والآباء والمعلمون والتربويون.
{ أيهما تجيده في هذه اللحظة: الاستماع للطنبور أم شرح مشاكل الموسم الشتوي الحالي؟
– الاستماع للطنبور يجعلني حاضراً ذهنياً، وأستطيع تحت تأثيره حل المشاكل، مثل حل مسألة رياضية تحت قوانين محددة.
{ وبدون طنبور ما هي مشاكل الموسم الشتوي الحالي؟
– بالرغم من التحضير المبكر لكل المدخلات كالتقاوي والسماد والآليات، إلا أن الجزر الرملية أمام مضارب وحدات الري، ومن المشكلات الخطيرة هجرة المزارعين لمناجم الذهب بالولاية، بجانب زيادة سعر جالون الجازولين والكهرباء.
{ (بصراحة) هناك إشاعات وأقوال من المفيد إخراجها للهواء ومناقشتها علانية.. هل تم نقل آليات من مشروع الجزيرة إلى الولاية الشمالية؟
– (والله العظيم ما في ولا آلية واحدة)، فعلاً عندنا نقص في الآليات واستعنا بولاية الخرطوم، وتعاقدنا مع بعض البنوك لسد النقص. ولم نأخد آليّة و(لا كراكة واحدة) ولا دبوس من ولاية الجزيرة، ومع ذلك إذا توفر للولاية الشمالية أي شيء فلا ضير في إرساله لهناك، ونحن ولايات متعاونة في جمهورية السودان المتحدة.
{ بهذه المناسبة (ولايات متعاونة).. ماذا قدمتم لولايات (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان)؟
– أنا عائد تواً من زيارة لـ (جنوب كردفان) وكنا خمس ولاة.
{ هل ذهبتم للخطب السياسية والمؤازرة القبلية؟
– ذهبنا ببرامج معدة بدقة بعد اجتماع النائب الأول معنا، وحملنا الدعم المعنوي والمادي.
{ الوالي بالشمالية ما عاد الوالي بالإجماع.. حتى وإن جاء بالانتخابات.. ثمة حسابات قبلية ومناطقية؟
– الناس لا تعيش في عدن والفردوس، ولكل مكون قبلي أو جهوي آماله وأحلامه، وهذا منظور، ولكن الرباط القوي بين كل مكونات الولاية يجعل الحماسة لابن المنطقة يضيف تفاعلاً سياسياً على مزاج الولاية ويخلق ذلك الحراك المطلوب.
{ لا نريد أن نتعمق في الموضوع.. ولكن عاصمة الولاية في (دنقلا)؟
– و(دنقلا) دوحة من التنوع، مثل (تكساس) تحمل في كرشها كل تنوعاتنا السودانية.
{ هل الحدود واضحة مع مصر أم أننا سنسمع بـ (حلايب) أخرى ناحية حلفا؟
– الحدود مع مصر واضحة جداً، هي خط عرض (22)، مع دخول الجانب المصري البحيرة حيث حلفا القديمة.
{ التجارة الحدودية أفضل للشعوب من التداخل الجغرافي؟
– سيتم قريباً افتتاح المعبر بين مصر والسودان (أشكيت – قسطل) للتنقل السياحي والتجاري والعلاجي والاستثمار.
{ بالولاية الشمالية منشآت ضخمة لا داع لها على الأقل حالياً مثال مطار (مروي) الدولي؟
{ أصلاً مطار (مروي) للصادر وليس للمسافرين، وهو مطار بديل لمطار الخرطوم، وينشط لنقل الحجاج ويساهم في حركة المستثمرين.
{ ومطار (دنقلا)؟
– مطار (دنقلا) يقوم بذات الأدوار وربط مدن السودان في ولاياته المختلفة.
{ لقد تغيرت الولاية وقُتلت الطفلة “ندى”؟
– هذه جرائم يتيمة لها صفة الجريمة الاستثنائية، وحتى في حالتها النادرة نأسف لوقوعها، وطبيعة ناس الولاية حتى في العاصمة (دنقلا) تسيطر عليها صورة الريف من البساطة والجمال والكرم والتجرد.
{ كم عدد سكان الولاية الشمالية؟
– سكان الولاية الشمالية يمثلون (37%) من جملة سكان السودان، منهم (700) ألف يقطنون بالولاية الشمالية، ومن تبقى يتوزعون على كل ولايات السودان بما في ذلك (جوبا وملكال وزالنجي والفولة وبورتسودان).
{ نفهم الـ (700) ألف.. ولكن كيف تحصي مواطناً نشأ في (نيالا) بأنه من سكان الولاية الشمالية؟
– أقصده نفسياً، وأريد أن أقول إن سكان الولاية الأقل عدداً ساهموا في ترقية النشاط التجاري والسياسي والفكري في كل ربوع السودان، لإيمانهم العميق بالآخر والقبول به دون أية وصاية عرقية أو جهوية، لذلك هم يتوزعون على كل أركان الوطن كأكبر دليل على إيمانهم بالوحدة وبالآخر ديناً وثقافة وتعايشاً.
{ يعني أنتم ملح الأرض؟
– (يضحك).. لا نحتاج شهادة مثل هذه، لأن كل سوداني له إسهاماته الخاصة، ولكن إنسان هذه الولاية مشتت في الأصقاع بقيمه السمحة، وندعي أنه ساهم في ربط النسيج الاجتماعي، وساهم في إشاعة روح الوطنية والقومية السودانية في نفوس أهل السودان في كل المراحل السابقة.
{ والاتحاديون في الولاية؟
– الاتحاديون في الولاية لهم وضعهم المميز، واستدعى الأمر أن نفرد لهم وزارات ومناصب إكراماً لهذا الوجود، وهم شركاء في حكم الولاية، معهم أحزاب أخرى (أنصار السنة) و(الصوفية).
{ كيف ستكرمون الراحل الشهيد “فتحي خليل”؟
– أهله يريدون توصيل كهرباء (دلقو وحلفا).. هذا تكريم مناسب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية