من الأشياء التي نقلت عنه كردة فعل مباشرة عقب إعلان إسقاط نظامه عبر الجيش في أبريل من العام(1985م) ، كانت دهشة بالغة اعتلت وجه الرئيس “جعفر نميري” الذي كان حينها في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية انتهت به في مطار القاهرة ، وقد تمت تنحيته قبيل وضع قدميه على أرض مطارها الدولي في العاصمة القاهرة .. دهشة “النميري” كانت لحظة علمه بقائد التغيير الذي تم سواءً كان انقلاباً أبيض أو انتفاضة كما يحلو للبعض تسميتها، فـ”سوار الذهب” الذي كان على قمة الجيش عرفه “نميري” كرجل شديد الورع وعظيم الأدب وبالغ الحياء ليس له طموح جنرالات الجيش في ممارسة السلطة ، ناهيك عن انتزاعها والسعي إليها .. لذا فقد أطرق “النميري” الرجل الشجاع الجسور ووضع كلتا يديه على وجنتيه، وأيقن حينها أن ما تم تجاوز مغامرات الجيش وأهله إلى شيء آخر دعا رجل كـ”سوار الذهب” ليوافقه ويجوزه كفعل حاسم بقوته وخطورته ، والذين كانوا قريبين من موقع الحدث، قالوا بأن “نميري” لو أصر حينها على العودة لوجد الرئيس المصري آنذاك “حسني مبارك” صعوبة بالغة في إقناعه بعدم فعل ذلك لأنه كان يعلم بمقدرات الرجل وكاريزميته الطاغية .. هذا هو “سوار الذهب” الذي فقدته البلاد بالأمس ..ذهب وترك سؤالاً معلقاً في الهواء كان شخصي الضعيف يتمنى أن يطرحه عليه في حوار تلفزيوني شامل كاد أن ينفذ لصالح قناة أم درمان الفضائية قبل حوالي العام ، ولكن ولسوء طالعي فقد وجهت دعوة مفاجئة للفقيد خارج البلد فطلب التأجيل فقط لأسبوع إلا أن تصاريف القدر أهدرت الفرصة .. أتدرون ما هو ذاك السؤال ..؟؟ .. هل أنت نادم سيادة المشير على انتزاعك السلطة من “جعفر نميري” وتسليمك لها لمن قادوا المرحلة السياسية التي أعقبت “أبريل 1985م) بكل ما جاءت به مما وصفه البعض بالفوضى العارمة ..؟؟!! .. رحمك الله “سوار الذهب” أيها الرجل الخلوق المؤمن ..
شاهد أيضاً
إغلاق
-
اللهم أحفظ السودان .. !!2021-06-12