حوارات

القيادية بحزب الأمة الفيدرالي البرلمانية “حياة آدم عبد الرحيم” في حوار مع (المجهر) (2-2)

كل القرارات تتّخذ في دولاب المكتب القيادي للمؤتمر الوطني

الموازنة العامة تُجاز أساساً في دهاليز الحزب الحاكم ومؤسساته
قانون مكافحة الفساد طُبّق على سارق مروحة المستشفى وتغاضى عن المهربين الكبار
المشكلة في زيارة الوفود الأجنبية عدم وجود الإعلام ليسألهم ويناقشهم ويجري معهم المقابلات
حوار- وليد النور
{ ما هي نتائج زيارة وفد اللوردات البريطاني؟
_ بالمناسبة وفد اللوردات الأخير برئاسة السيد “ديفيد درو” من أخطر الوفود التي دخلت السودان.
{ لماذا؟
_ هذا الوفد معني بالسودان ومجموعة السودان ومعروف بمجموعة البارونة “كوكس”، وهي مجموعة لديها رأي سالب ومعارض لسياسات الحكومة السودانية وعلاقاتها بالمتمردين والمعارضة كانت قوية.. وقرر هؤلاء زيارة السودان على خلفية زيارة قام بها وفدان بريطانيان برئاسة اللورد “شيخ” وهي المجموعة المعنية بملف السودان، وعند عودتهم عكسوا كلاماً إيجابيا عن السودان، وأنا ذهبت إلى لندن وشهدت جلسة من داخل البرلمان، قد يكونون استشعروا أن هذا الحديث غير صحيح وجاءوا لرؤية الأوضاع على أرض الواقع، وهم كانوا يدخلون السودان بطرق غير شرعية، لذلك هذه المرة قدمت لهم التسهيلات ورافقتهم في كل زياراتهم إلى الوزراء التنفيذيين والمعسكرات وولاية شمال دارفور ولقاء الرئيس.
{ وبماذا خرجوا؟
_ خرجوا بانطباع إيجابي، وشهدوا المعاناة الموجودة في كل السودان سواء في الخرطوم أو غيرها، وعندما زاروا ولاية شمال دارفور والمعسكرات تحدثوا مع النازحين، وتغيرت فكرتهم عن السودان، وكانت توقعاتهم أن الحرب في كل مكان.. المشكلة في زيارة هذه الوفود عدم وجود الإعلام ليسألهم ويناقشهم ويجري معهم المقابلات.
{ تعليقك على الإجراءات التي اتخذت لمحاربة الفساد؟
_ يجب محاربة الفساد الموجود في البلد والمحاصصة السياسية.. نحن نريد التقليل من الإنفاق على الأمن والجيش، ويتم توجيه الإنفاق إلى الصحة والتعليم، لأن ميزانية التعليم قليلة جداً مقابل الصرف على الأمن والجيش.. لابد أن يكون هنالك توازن.
{ أنتم شركاء لحزب المؤتمر الوطني منذ العام 2003 وهذه الشراكة محسوبة عليكم لأنكم جزء من الحكومة؟
فعلياً هذا الحديث غير صحيح، لأن المؤتمر الوطني ينفرد بكل مؤسسات الدولة، لديه الجيش والأمن والشرطة، والآن أنا “حياة” هذه لم أنتمِ للمؤتمر الوطني وحتى بعض هذه القوات تعاملها مختلف مع أعضاء المؤتمر الوطني.. صحيح نحن مشاركون ولكن هل المؤتمر الوطني شارك أي حزب من هذه الأحزاب في أمر ما، كل القرارات تتم هي في دولاب المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، نحن غصباً عنا رضينا أم أبينا سنكون مشاركين في الجريمة والشعب لا يعرف كيف نشارك أو بماذا نشارك، ونحن داخل البرلمان يتم التعامل معنا بصورة مختلفة عن أعضاء المؤتمر الوطني.
{ كيف هذا؟
_ انظر للأحزاب كلها مقابل المؤتمر الوطني، يعني مقابل أي فرد من حزب آخر مقابل كل نائب ما بين عشرة إلى سبعة من المؤتمر الوطني، وحتى التدريب في الخارج يخصص لأعضاء المؤتمر الوطني.. المؤتمر الوطني يدفع بأعضائه للتدريب في الصين وغيرها ولا يمنح الفرصة لأي من الأحزاب الأخرى.
{ المؤتمر الوطني لديه اشتراكات يقتطعها من رواتب منسوبيه ويدربهم بها؟
_ كلنا لدينا اشتراكات، وأي حزب يدفع لكتلته، ونحن تمويلنا ذاتي كحزب، ولكن نعلم تماماً أن التدريب في الصين لا يمكن أن يتم باشتراكات الأعضاء إذن من أين يدفع الوطني لمنسوبيه؟!
{ المؤتمر الوطني له علاقات مع الصين؟
_ نعم، هم حاكمون وربنا أعطاهم الحكم وبالتالي يفعلون ما يرغبون في فعله، عندما يصبح للمعارضة المقدرة على الحكم فلتحكم.
{ أنتم كأحزاب مشاركة للمؤتمر الوطني لا تتفقون مع بعضكم لبعض؟
_ قلت لك المشكلة في هذه الأحزاب كل شخص يريد أن يكون هو الرئيس والقائد، هذه مشكلتنا الحقيقية.
{ الموازنة الماضية أجيزت في خمسة أيام وهي أسرع إجازة وهذا يجعل أي شخص مراقب ينظر لها نظرة أقل مما توقع؟
_ لا توجد موازنة دولة تجاز في خمسة أيام، نطالب في كل مرة بإيداع الموازنة قبل شهر على أقل تقدير، لكن في كل مرة تأتي الموازنة قبل أيام، وهنالك مشكلة كبيرة قبل أن تأتي الموازنة لأن أعضاء المؤتمر الوطني من رئيس الجمهورية، النائب الأول والنائب بجانب الوزراء ورئيس البرلمان ونائباه وثلاثة أرباع اللجان، هل تريدهم ألا يمرروا الموازنة لتسقط الحكومة.. أساساً تجاز هذه الموازنة في دهاليزهم ويُجمع النواب قبل أيام ويُقال لهم (نريد أن يتم الأمر بهذه الطريقة).. أنا رأيي كان واضحاً جداً في موازنة العام 2018 وعارضتها أمام كل الناس، وكانت موازنة لإفقار الشعب السوداني وقلت رأيي حسب القسم الذي أديته أمام الله سبحانه وتعالى، ووجدت ما وجدت جراء رفض الموازنة لكنني أحتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى.. فبالتالي إذا كانت موازنة 2018 سقطت بعد شهر من إجازتها…
{ (مقاطعة).. لماذا سقطت؟
_ الآن سنة كاملة والشعب السوداني يعاني ويلات الصفوف والضنك وضيق الرزق وعيشة الذل والهوان، هذه لم تكن موازنة حقيقية كانت موازنة برنامج للمؤتمر الوطني.. الموازنة هذه السنة ستكون أصعب وأشد وأمرّ، وأنا سمعت رئيس المجلس يطالب بإيداعها قبل شهر ولو أودعوها قبل ثلاثة أشهر ماذا سيحدث أكثر من ما حدث في الموازنة الماضية.
{هل المشكلة في الموازنة أم الموارد؟
_ المشكلة في الموارد، هل الدولة لديها موارد حقيقية؟ الموازنة الماضية لم تُبنَ على موارد حقيقية، فكيف ستكون الموازنة هذه السنة والتضخم (67%)؟ أنا شخصياً لا أعرف كيف ستكون الموازنة ولا أعتقد أنها ستأتي ملبية لطموح للشعب السوداني الذي عليه أن يتأهب للمصيبة التي ستحدث بعد تعويم الجنيه وبعد أن وصل الدولار إلى (48) جنيهاً بالسعر الرسمي.
{ هنالك الذّهب.. أنتم لم تتطرقوا له؟
_ كيف لم نتطرق له، البلد لديها ذهب في الشمال والغرب أين يذهب.. وزير المعادن قال داخل البرلمان إن عائد (250) طناً من الذهب خرج ، والذهب الذي وصل بنك السودان (26) طناً أين ذهب الباقي؟ الإجابة تم تهريبه عبر أشخاص معينين وعبر المطار، إذا لم يضبط هؤلاء المهربين والحكومة عينها عليهم فعلى الدنيا السلام.. لابد أن تكون لدينا أمانة في أنفسنا (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ…) نحن لم نحمل الأمانة بصورة حقيقية ولم نصنها.
{ تم إنشاء وحدة للتحقق من محاربة الفساد؟
_ الحل في تطبيق قانون الفساد حتى على أقرب الأقربين لأي مسؤول، لكن حال تطبيق القانون على أحد البسطاء الذي يسرق مروحة من مستشفى ويُتغاضى عن المهربين الكبار فلا جديد.
{ علمت أنك تعدّين للسفر إلى لندن.. من أين جاءتك الدعوة وما الغرض منها؟
_ الدعوة من الحكومة البريطانية.. قدمت لي دعوة وهي ليست من البرلمان، والغرض منها المشاركة في المؤتمر العالمي للمرأة البرلمانية ومن كل دولة يتم اختيار شخص واحد والحكومة البريطانية اختارتني أنا من السودان، وهذه المشاركة مهمة لتمكين المرأة البرلمانية، وأنا لا أريد السفر لهذا المؤتمر من أجل السفر فقط ولكن لمقابلة الوفد البرلماني من الجهتين اللورد “شيخ” والسيد “ديفيد”، لسؤالهما: ماذا حصل وما هو رأيهما عنا.
{ تريدين محصلة زيارات الوفدين وانطباعاتهما أليس كذلك؟
_ أريد أن أسمع الكلام الذي يقال هناك من الجهتين ومن الوفد المعارض للسودان بعد أن قابلوا المسؤولين ورئيس الجمهورية، والرئيس قدم لهم دعوة للحضور مرة أخرى، ليذهبوا إلى المناطق التي بها مشاكل.
{ ما الفائدة التي يجنيها السودان من زيارات الوفود الغربية؟
_ نحن نريد من المجتمع الدولي أن يدعمنا، لا نستطيع وحدنا السيطرة على كل الأوضاع الأمنية في البلاد، والمجتمع الدولي يقدم دعماً مادياً كبيراً ونحن مغيبون عنه نسبة إلى أننا دولة موضوعة في بند الإرهاب.. أنا أتمنى أن يفهم المجتمع الدولي أن السودان ليس دولة إرهابية لنستفيد من الدعم الدولي لتوظيفه في حل المشاكل العابرة.
{ هنالك مقطع فيديو لنائب برلماني يتّهمكُن بأنكُن كثيرات دون فائدة؟
_ هذا المثل لدينا في غرب السودان (المرة لو بقت فأس ما بتقطع الرأس).. المرأة علم وثقافة ومعرفة، النساء كسرّن الرأس.. أنا أتحدث عن نفسي، وعن حضوري في البرلمان.. لا توجد جلسة لم أتحدث فيها ولا عمل يخص الشعب السوداني لم أتحدث فيه، صحيح مهما عملت في النهاية أنا فرد وأعدّه جهد المقل، بيد أنني عملت بفقه أضعف الإيمان.. أما بالنسبة لعدم مشاركة البرلمانيات فهذا غير صحيح.. حضور البرلمانيات أكثر من الرجال في النقاشات والحضور في الجلسات، ونعمل على قوانين ومبادرات ومشاركات خارجية، وأي عمل نسوي تقوم به البرلمانيات.. والمرأة عموماً، وليس في البرلمان، هي المجتمع كله (ماسكة البيت والعيال والرجال وعملها)، والرجل السوداني أناني يفتكر أن بيته يجب أن يكون نظيفاً وهو وحده الذي يجلب الدخل.. نتمنى من المجتمع أن ينظر للمرأة نظرة غير ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية