أخبار

رسالة واحدة

اعتذر بشدة لأستاذي في سنوات العمر الأولى في دروب هذه المهنة المعلم د.”محمود قلندر” الذي كان يسدي النصح لتلاميذه في مدرسة صحيفة القوات المسلحة بأن يكتبوا أراءهم مجردة عن هوى النفس وضيق الانتماء ولا يسودون الصفحات تمجيداً لذاتهم أو دفاعاً عن مواقفهم حينما تنتاشهم أقلام وسهام الآخرين.. ومساحة (الزاوية) التي نكتب فيها للقارئ الباحث عن التحليل المفضي لاستبانة الغامض من الأشياء أو التعليق أو النقد والتقويم لا الدفاع عن النفس.. وفي أوقات يجد المرء نفسه أمام خيار من لا خيار له إلا التعليق والإبانة لزملاء نسعى بحرص أن لا نخوض معهم في وحل ساقط القول وفاحش الحروف.. مهما تهجموا علينا بحق أو بغير حق.. بيد أن الأخ الزميل الأستاذ “مزمل أبو القاسم” انهال دفاعاً عن رجل الأعمال الثري “وجدي ميرغي” حينما بعثنا إليه في زاوية السبت الماضي عتاباً رقيقاً لما ورد في قناته سودانية (24) بحق رجل الدولة المحترم “أحمد محمد هارون” والي شمال كردفان.. وغضبة الأخ “مزمل” غير مبررة مطلقاً إلا إذا كانت الصلات الحميمة بينهما تجعل حتى الهمس بالقرب من رجل الأعمال “وجدي ميرغني” مدعاة لسل سيوف الدفاع من غمدها.. ولكن من حضر اجتماع مجلس الوزراء الأخير في عاصمة كردفان الأبيض، وقد حضر الأخ “مزمل” برفقة “وجدي ميرغني” وفي طائرته الخاصة ومغادرته بعد أن قدم “وجدي ميرغني” ورقته أو مرافعته أو رؤيته مباشرة داخل المجلس، ولم (يجامل) الأخ “مزمل” رئيس الوزراء “معتز موسى” الذي رحب به من منصة إدارة الجلسات ومتابعة الأنشطة التي قام بها رئيس الوزراء بزيارة منطقة ودعشانا والمرافق الخدمية داخل الأبيض مثله وبقية الزملاء المرافقين لرئيس الوزراء.. ومن جهتنا لم نتجنى على الرجل أو نغمط حقه في جهد مبذول في حقل تطوير زراعة القطن المحور (رغم تحفظات بعض العلماء مسلمين ومسيحيين حول تحوير النوع) ، ولكن قناة سودانية (24) التي يملكها رجل الأعمال “وجدي” تجنت على مولانا “أحمد هارون” ودقت طبول الفتنة.. وسوقت لأسئلة تعيد لذهن الفريق “محمد حمدان دقلو” الشهير بـ(حميدتي) قائد قوات الدعم السريع ما حدث في الأبيض قبل سنوات من تباين في المواقف والتقديرات بينه ومولانا “أحمد هارون” ، ووضعت القناة الاقتصادية التخصص وسياسية التوجه القائد (حميدتي) أمام خيار وحيد نبش الماضي البعيد في سياق الأحداث الجديدة.. وقوات الدعم السريع تتعرض للظلم والتجني والتحرش بها لشيء في نفوس المعارضين لوجودها.. والشانئين لكل فعل منسوب لها دون تثبت وتحقق.. و”وجدي ميرغني” الذي استثمر في أراضي خور أبو حبل.. وتضخمت إيرادات حصائل صادراته من العملات الصعبة كان حرياً بقناته التي ينفق عليها من أرباحه في مشروعاته بشمال كردفان (مراعاة) العُشرة إن لم يلق بالاً للمصالح التي جمعته بـ(النظام) وبولاية شمال كردفان وبـ”أحمد هارون” وأن لا تتخذ القناة لنفسها منصة إطلاق صواريخ عابرة للمسافات لزرع الفتنة بدلاً من التبشير بموسم جيد لمزارع القطن المطري في شمال كردفان.
يظل “وجدي ميرغني” مسؤولاً عن ما تبثه القناة سواء ما يتصل ببرنامج شباب توك أو حوارات الأخ “الطاهر حسن التوم” الذي نطالب السلطات بالإفراج عن برنامجه ورفع الحظر عنه للظهور مرة أخرى، وما اتخذته السلطات من إجراءات تم تخفيفها ينهض دليلاً على جناية القناة على نفسها وعلى الدولة وأجهزتها وليس الحكومة، ولكن العفو عند المقدرة والتصافي الذي تم بين القائد (حميدتي) ومولانا “أحمد هارون” كفيل بطي صفحة ملف القناة.. وحوارها الملغوم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية