قوافل السفر إلى “بكين” !!
لا أدري ماذا تفعل كل هذه الوفود المسافرة كل شهر إلى الصين ، سواء من وزارات ومؤسسات حكومية أو من حزب المؤتمر الوطني الحاكم .
لم يعد عند الصين ما تنعم به علينا بعد مشروع البترول السوداني الذي تراجعت قوة دفعه بسبب ضعف همة وزراء النفط، الذين خلفوا على المقعد مفجر ثورة البترول في السودان الدكتور “عوض الجاز” ، ولا ينكر فضل وجهد وعطاء “عوض الجاز” على بلادنا إلا جاحد ولئيم .
منحة الحكومة الصينية الأخيرة للسودان خلال زيارة الرئيس “البشير” الأخيرة لها الشهر الماضي ، وهي لا تتجاوز (58) مليون دولار ، أي مبلغ مقارب لحجم التسوية المتوقعة مع رجل الأعمال المعروف “فضل محمد خير” ، تكشف لنا أن (آخر البليلة حصاص) !!
فحقو يا جماعة .. تلزموا الجابرة .. وتقللوا تكاليف رحلات (المساسقة) الفارغة بين “الخرطوم” و”بكين” ، وتشوفوا زراعتكم .. وحصاد العيش .. والسمسم .. والكركدي .. والصمغ .. والقطن ..وعائدات صادرات المواشي واللحوم والجلود .
الملاحظة الثانية .. هي أنني ألحظ أن هناك حساسية عالية في مؤسسات دولتنا تجاه تعامل السياسيين أو الإعلاميين مع السفارات العربية أو الأوربية ، ولا تجد هذه الحساسية المفرطة في حالة التعامل مع السفارة الصينية بالخرطوم !!
عادي جداً .. ممكن الصين تدعو صحفيين سودانيين أو أعضاءً في حزب المؤتمر الوطني ، والأمر عند هؤلاء لا يبدو غريباً ولا مريباً ، بينما يبدو الأمر مختلفاً ومثيراً للشكوك إذا دعت نفس المجموعة سفارة دولة عربية صديقة وشقيقة يربطنا معها الدين والدم والتأريخ والمصالح !!
وكأن الصين دولة بلا أجندات ، وبلا مخابرات ، وبلا رؤية !!
فكيف إذن أصبحت اليوم أقوى اقتصاد في العالم إن لم تكن لديها رؤى وإستراتيجيات عميقة ، هل تعلمون – يا سادتي – أن الولايات المتحدة الأمريكية مدينة للصين بأكثر من (2) ترليون دولار !! مالكم كيف تحكمون !!
على أية حال .. يجب أن تبحث دولتنا عن مصالحها الاقتصادية قبل السياسية ، فإذا وجدتها في الصين ، يهون تعب السفر إلى “بكين” أو “بيجين ” ، التي زرتها في العام 2008 بدعوة كريمة من السفارة الصينية ، وإن وجدت مصالح شعبنا في البرازيل فمرحباً بعبور الأطلنطي.